داليا الدراويش.. على عرش المِقْوَد

1 أكتوبر 2019آخر تحديث :
داليا الدراويش.. على عرش المِقْوَد

صدى الإعلام – رام الله: تظل مشاهدة عشرات، لا بل مئات النسوة يقدن سياراتهن في شوارع فلسطين، أمرا مألوفا، غير أن تربع سيدة على عرش قاطرة ومقطورة “تريلا”، يصبح أمرا مستهجنا..!

على هذا النحو، قادت الخطى السيدة داليا الدراويش، من سكان بلدة دورا بالخليل جنوب الضفة الغربية.

داليا (26 عاما)، مهندسة معمارية، هي أول سيدة تحصل على رخصة قيادة لقاطرة ومقطورة بهذا العمر الصغير.

وامتثالا لمقولة “فرخ البط عوام”، تفوقت داليا على والدتها كوكب عثمان الدراويش (47 عاما)، التي سبقتها بالحصول على ذات الرخصة .

أتمت داليا الدراويش وهي أم لطفلين، حكم (4 سنوات)، وليال (3 سنوات)، وعلى نحو يشبه الأفلام “الهلوودية”.. تتفقد مركبة القاطرة والمقطورة، وتتفحص العجلات والملحقات بمقصورة السائق خلف المقود.. تنتظر سماع صوت اكتمال تعبئة الهواء اللازم لكوابح الشاحنة قبل أن تنطلق في شوارع الخليل.

الدراويش اوضحت أن والدها موسى (60 عاما)، هو من شجعها على قيادة القاطرة، بعد ان حصلت على رخصة قيادة شحن ثقيل، ورخصة قيادة باص في العام الماضي/ 2018، ومن ثم “تريلا” قاطرة ومقطورة، وبهذا حصلت على كافة رخص القيادة أو ما يسمى بـ(صفر عشرة).

“.. كنت أعي كل صعوبات ومخاطر قيادة الشاحنات الثقيلة، ومنها القاطرة والمقطورة، غير أنني كنت مصممة على مواجهة كل التحديات لأثبت للمجتمع أن المرأة قادرة على النجاح اذا ما وجدت الارادة والدعم والتشجيع والمساندة” قالت الدراويش.

وأوضحت، أنها اخذت 28 درسا في قيادة القاطرة، وفي كل مرة كانت تقود المركبة تجد علامة الاستغراب والاستهجان من الناس.. وتعليقات بأنها قللت من انوثتها.

وأضافت “.. كل شيء جديد غريب ويحتاج وقتا حتى يصبح مألوفا، اردت ان اثبت قدرة المرأة وامكانياتها في مواجهة الصعوبات، بما في ذلك قيادة القاطرة، فأنا اسوقها كما اسوق أي سيارة عادية، الفرق يتمثل فقط بالطول والحمولة”، مبينة ان الفك والتركيب وبعض القضايا المتعلقة بالميكانيك اصبح وفق انظمة حديثة وسهلة ولا يحتاج الى قوة عضلات .

وحول صعوبات قيادة القاطرة والمقطورة، اشارت داليا الدراويش، الى أن هناك مخاطر تتعلق بالحمولة، وانعطافات الشوارع، والرجوع الى الخلف، التي تتطلب جميعها الانتباه الشديد وسرعة البديهة واليقظة الدائمة.

وحول قدرتها على الالتحاق بسوق العمل في هذا المجال، اشارت الى انه من الصعب على المجتمع تقبلها كمرأة عاملة في هذا المجال، وهو أمر عانته اثناء التدريب.. مشددة على أن قيادة القاطرة أمر سهل غير أن تقبل المجتمع هو الصعب.

وكشفت الدراويش عن الهدف الحقيقي من قيادتها للقاطرة والمقطورة، وقالت “اردت ان أحقق شغفي والحصول على كافة رخص القيادة للوصول الى (صفر عشرة)، ولكي اكون قدوة لغيري من النساء، ولأثبت للجميع ان قيادة القاطرة ليس صعبا على من اراد تحقيق هدفه سواء امرأة أو رجل .

وبينت الدراويش أنها اجتازت صعوبات كثيرة اثناء التدريب، منها رهبة القيادة لهذا النوع من المركبات، واستبدال الرهبة بالثقة والمسؤولية مع الوقت، موضحة انها اجتازت امتحان القيادة من المرة الرابعة، وربما لا يعود ذلك للمهارة، بقدر تعليم المدرب لي على المسؤولية والدقة وعدم ارتكاب أي هفوة واجتياز الامتحان عن جدارة.

وتروي داليا قصتها مع الفحوصات النهائية “التست”، وتقول: في الامتحان الأول رسبت بسبب الرجوع بسرعة ونزول إطار القاطرة قليلا عن الشارع، حيث اوضح لي الفاحص خطورة هذا العمل، ما قد يتسبب بإزاحة الحمولة او وقوعها. واضافت، أثبت يوم الامتحان الأخير انني استحق رخصة القيادة عن جدارة، حيث قمت بالرجوع للخلف، والالتفاف بـ”حذوة فرس” والوقوف الآمن، قبل أن يخبرني الفاحص بنجاحي والمباركة لي على الفور .

وتطمح الدراويش في الحصول على تقدير من وزارة المواصلات كونها حصلت على رخصة قيادة القاطرة والمقطورة بهذا العمر، وتأمل بأن تسهم في إحداث تطوير ايجابي في نظرة المجتمع نحو المرأة.. كما تطمح أيضا بأن تصبح اول امرأة تشغل منصب أول فاحص في وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية.

بدوره، اوضح معلم السياقة إياد مجاهد، انه علّم عدد قليل من السيدات سياقة شحن ثقيل، لكن قاطرة ومقطورة كانت الدراويش هي الأولى. التي تتربع على عرش مقودها.

وقال أنا اشجع السيدات على سياقة كل انواع المركبات، ولكن الاستغراب والاستهجان كان من الناس عند مشاهدتهم لها اثناء التدريب.

وحول مدى اتقان الدراويش لسياقة القاطرة والمقطورة، اكد ان استيعابها كان ممتازا لكل التعليمات، وتطبيقها كان سريعا.. الاستدارات، والرجوع الى الخلف، مبينا ان هذه المهارات اصعب شيء في سياقة القاطرة والمقطورة، خاصة ان هذه الحركات تستوجب حركة للمقود عكس المركبات العادية، فعند الدخول الى اليمين تحتاج الى لف المقود الى اليسار حتى تدخل الى هذه الوجهة، وهذا يكون صعبا في البداية على من تعود قيادة مركبة عادي، مشيدا بسرعة تعلم الدراويش واتقانها للسياقة، عكس كثير من الشباب الذين أخذوا الكثير من الوقت والجهد لتطبيق التعليمات والسياقة بشكل جيد.

وحول وجود فرص عمل للنساء على هذا النوع من المركبات، اشار مجاهد، الى أن اكثر من شركة تخليص تواصلت معه حول فرصة عمل لامرأة في هذا المجال، لتخليص المركبات العالقة على الطرقات بسبب حادث وعطل ما بالمركبة تتطلب شحنها الى ورشة الميكانيكي.

 

الاخبار العاجلة