صدى الإعلام – الخليل: تصاعدت وتيرة اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين العزل في الخليل هذه الأيام، التي يحتفلون فيها بـ”سبت سارة”، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي عززت من تواجدها في المدينة وبلدتها القديمة بشكل خاص، عشية الأعياد اليهودية.
وبالتزامن مع هذه الاعتداءات التي طالت المواطنين في واد الحصين ومنطقة الراس وتل الرميدة وشارع الشهداء، وكافة أرجاء البلدة القديمة، أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين وعدة أحياء في البلدة القديمة بحجة تأمين احتفالات المستوطنين بأعيادهم، بالإضافة إلى الأحياء والأزقة والشوارع المغلقة من قبلهم منذ سنوات.
وقال المواطن عارف جابر، الذي يقطن منطقة واد الحصين القريبة من مستوطنة “كريات أربع” المقامة عنوة على أراضي المواطنين، “نحن في مواجهة مستمرة مع المستوطنين الذين ترتفع وتيرة اعتداءاتهم علينا خلال أعيادهم، منزلي تعرض لهجوم من قبلهم حتى ساعات، شتمونا ورشقونا بالحجارة والزجاجات الفارغة، نحن دوما نواجه هرواتهم وجنازيرهم بإرادتنا الصلبة، واعتداءاتهم التي يحاولون من خلالها ترحيلنا ليتمكنوا من السيطرة على المنطقة لن تفلح”.
وأشار إلى أن دعوات حاخامات المستوطنين الأخيرة لتهويد المزيد من بيوت وأحياء الخليل أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين لاستباحة كل شيء فلسطيني، مضيفا أن كل هذه الاعتداءات والممارسات العنصرية تهدف إلى تهويد البلدة القديمة، والحرم الإبراهيمي.
المواطن بسام الجعبري الذي يقطن حي الراس بالمدينة، قال إن المستوطنين في أعيادهم يمنعونا من ممارسة حياتنا اليومية بحرية، فهم يمارسون كافة أشكال الاعتداءات، التي كان آخرها هجومهم على متاجرنا ومنازلنا بالهروات والجنازير تحت حماية قوات الاحتلال، ما تسبب بحالة من الرعب لدى الأطفال وإصابة عدد من الشبان الذين تصدوا لهم.
من جهته، قال خبير الخرائط والاستيطان عبد الهادي حنتش، لــ”وفا”، إن سلطات الاحتلال تشن حربا شعواء على التراث والدين والإنسان الفلسطيني، فهي تحاول تهويد الحرم والبلدة القديمة، من خلال تبادل الأدوار مع المستوطنين.
وأوضح أن الاحتلال يسعى لفرض سيطرته الكاملة على البلدة القديمة، وما يسمى منطقة H2، التي تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، لإلحاقها وضمها هي والبؤر الاستيطانية الخمس التي أقامها في قلب المدينة، لمستوطنة “كريات أربع”.
وقال مدير الحرم ورئيس سدنته الشيخ حفظي أبو سنينة، إن إغلاق الحرم الإبراهيمي يتزامن دوما مع اعتداءات المستوطنين على أهالي المدينة، وهذا يندرج كله في إطار تهويد الحرم والبلدة القديمة.
ودعا أبو سنينة المواطنين إلى رفض الرضوخ لقرارات الاحتلال وشد الرحال إلى الحرم الإبراهيمي لعمارته، مطالبا المجتمع الدولي بالالتزام بمسؤولياته والضغط على حكومة الاحتلال لوقف ممارستها واعتداءتها بحق المقدسات الإسلامية في فلسطين، خاصة المسجد الأقصى المبارك، والحرم الإبراهيمي.
وقال: “على جميع المواطنين، خاصة القاطنين في محافظة الخليل، عمارة البلدة القديمة والتواجد فيها باستمرار، والتسوق من محلاتها التجارية، لحمايتها من التهويد ومن اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال”.