«المستشفى الأمريكي» عرقلة للوحدة وانفراد بالقرار

3 ديسمبر 2019آخر تحديث :
«المستشفى الأمريكي» عرقلة للوحدة وانفراد بالقرار

خاص صدى الاعلام

اعتاد الشعب الفلسطيني على قيام حركة حماس بوضع العصي بالدواليب امام كل خطوة او مرحلة تهدف الى انهاء الانقسام واعادة اللحمة الوطنية لابناء شعبنا وأراضيه، حماقات كثيرة ترتكبها ادارة حركة حماس بهدف تغييب المواطن الغزي عن حقيقة المشهد السياسي  تحت غطاء انساني واقتصادي، وكانت فكرة المستشفى العسكري الأمريكي اخر هذه القضايا التي عمدت حماس على تمرير اهدافها  السياسية من خلاله وتحت غطاء الانسانية والخدمات الصحية التي تزعم انها ستقدمها لأبناء شعبنا في قطاع غزة.

قامت الولايات المتحدة مؤخراً  بقطع المساعدات الامريكية عن مستشفيات القدس من اجل الضغط على القيادة الفلسطينية لقبول صفقة القرن  وبنفس الوقت ذهبت إلى قطاع غزة وبموافقة حركة حماس من اجل اقامة مشاريع “انسانية” تحت إسم مستشفى لكنه في الحقيقة له أهداف بعيدة المدى ترتبط بما يسمى “صفقة القرن”.

الانتقال من الانقسام الى الانفصال

وتعليقا على الموضوع قال امين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة محمود الزق  ،”إن هذه المشاريع تأتي في سياق فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والهدف افشال فكرة الدولة الفلسطينية ولهذا تم صناعة الانقسام و لهذا سيطرت حماس على قطاع غزة، و موقف حماس المتواصلة التي ترفض بالمطلق اعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وان تكون هنالك حكومة فلسطينية واحدة تحكم في غزة كما تحكم في الضفة”.

 وفي السياق ذاته ، قال  الكاتب و المحلل السياسي د. هاني العقاد خلال حديثه لبرنامج عين على غزة عبر إذاعة صوت فلسطين: “على ما يبدوا اننا الان امام ملامح لصفقة كبيرة جدا ما بين الحكومة الاسرائيلية وما بين حكومة حماس، هنالك برنامج امريكي في المنطقة وانا ارجح ان له علاقة في خطة السلام الامريكية “صفقة القرن” وهو مقدمة لتواجد قوات دولية “أمريكية” في المنطقة الواقعة بين قطاع غزة وإسرائيل وذلك لإتفاق هدنة طويلة الأمد.

عرقلة للانتخابات

 الانتخابات هي تعبير عن وحدة المنظومة السياسية الفلسطينية، وحرص الرئيس ابو مازن على إجراء الانتخابات  في الضفة وقطاع غزة رسالة واضحة للعالم بأسره إننا شعب فلسطيني وقيادة فلسطينية تسعى للوحدة.

 كان رد  حركة حماس على دعوة الرئيس لإجراء الانتخابات بالإيجاب ولكنها في الواقع تفعل كل ما يعرقل  اجرائها .

الى ذلك ، قال محمود الزق امين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة “الرئيس ابو مازن اطلق الدعوة للانتخابات من عن منبر الامم المتحدة امام العالم بأسره حتى يدرك العالم اننا نريد ان نجري الانتخابات في الضفة وقطاع غزة لاستعادة الوحدة، ولكن ما يحدث في قطاع غزة هو على العكس تماما، فهو من حيث الجوهر رفض فكرة الانتخابات وتعميق انفصال قطاع غزة، وهو من حيث الجوهر السير في سياق المشروع الامريكي البائس اللذي يدعوا الى كيانية منفصلة عن الضفة الغربية و هي اقل من دولة واكثر من حكم ذاتي، وهنالك من يتساوق مع هذا المشروع لحجج انسانية مثل حكاية المستشفى و حكاية العمال”.

واضاف الزق:”كل مشاكل غزة تحل اذا وجدت حكومة فلسطينية واحدة موحدة تحكم في قطاع غزة كما تحكم في الضفة الغربية”.

الفصائل ترفض

اثارت تصريحات خليل الحية الأخيرة ان هذا المستشفى جاء بعد توافق فصائلي استهجان  كافة الفصائل الفلسطينية التي خرجت عبر الوسائل الاعلامية المتخلفة أتثبت انها في حل من هذه التصريحات وتطالب حركة حماس بالإفصاح عن حقيقة الأمر .

وطالب الزق الفصائل برد موحد ومشترك للتعبير عن هذا الرفض لهذه المشاريع وذلك بمواقف عملية واحتجاجية وبمؤتمر صحفي جماعي يضم الفصائل المعارضة لهذا المشروع سواء مشروع المستشفى الامريكي او مشروع الجزيرة في البحر وغيرها.

من جهته شدد الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد على ضرورة ان تتخد الفصائل الفلسطينية موقف من هذا المستشفى العسكري الامريكي  الذي سيتوسع حتى يصبح مستعمرة امريكية كبيرة جدا وسيكون له ارتباطات مستقبلية خطيرة جدا يصعب ان نتحلل منها ويصعب ان نُخرج هذا المستشفى من اراضينا، فالولايات المتحدة الامريكية اليوم تحارب المشروع الوطني الفلسطيني وتحارب منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية  وترفض حل الدولتين وتؤمن بالحل الامريكي على الارض، وهذا يضعنا في ترجيحات بأن الامور تأخذ ابعاد اخرى.

اهداف امريكية اسرائيلية متعددة هدفها استهداف الدولة الفلسطينية هنالك من يصر على التعامل مع قطاع غزة ككيان سياسي مستقل عن الضفة الغربية وهذا ما تسعى له إسرائيل وهو جوهر المشروع الأمريكي المطروح على الطاولة، ومن هنا فان المطلوب من حركة حماس ان تستعيد وعيها الوطني وان تدرك تماما انه لا الاطراف الاقليمية ولا الدولية التي تتدخل لتحقيق تفاهمات بينها و بين اسرائيل يمكن ان تنقذ قطاع غزة من مأساتها الحالية ومن ينقذ غزة هي حكومة فلسطينية واحدة شرعية يتعامل معها الاقليم والعالم.

 

 

 

الاخبار العاجلة