جهاد ناجي.. صمم عملة فلسطينية لإثبات الهوية

9 ديسمبر 2019آخر تحديث :
جهاد ناجي.. صمم عملة فلسطينية لإثبات الهوية

صدى الإعلام – رام الله: قبل عامين هاتف صحفي انجليزي صديقه في قطاع غزة، مستفسراً منه عن العملة الفلسطينية حتى يصرف عملة بلده الجنيه الاسترليني، حيث أنه يخطط لزيارة القطاع بعد عدة أيام، لكنه تفاجأ حين علم أنه لا يوجد عملة فلسطينية وإنما عملة اسرائيلية فرضها الاحتلال على الفلسطينيين منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي.

ألهم هذا الاتصال مصمم الجرافيك جهاد ناجي 29 عاماً، فكرة لتصميم عملة فلسطينية كغيرها من العملات الوطنية المنتشرة في العالم، وأن تكون انعكاساً لثقافة وهوية فلسطين عبر التاريخ.

بدأ جهاد البحث وجمع المعلومات عن الجنيه الفلسطيني الذي فرضه الانتداب البريطاني على فلسطين ومصر، وانتهى تداوله بعد نكبة عام 1948، وأصبح قطاع غزة يتداول الجنيه المصري، والضفة الغربية الدينار الأردني، وبعد ذلك تم تثبيت العملة الاسرائيلية –الشيقل الجديد- في كافة الأراضي الفلسطينية.

“اكتشفت من خلال البحث أن العملة الأصلية لفلسطين هي الكنعانية والتي كانت تسمى بالشيقل أيضاً، ولكن من خلال مشروعي كنت أريد إحياء العملة التي كان يتعامل بها أجدادنا، فيما أن عملي هو مشروع فني يركز على تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر”، قال جهاد.

استمر في البحث مدة ثلاثة عشر شهراً، لكن أكثر مشكلة واجهته خلال البحث هي الكم الهائل من الشخصيات الفلسطينية المؤثرة عبر التاريخ، وحرصه على عدم إهمال أية شخصية مؤثرة، لكنه في النهاية كان لا بد من اختيار عدد من الشخصيات والأماكن الأثرية.

“اخترت عدة شخصيات وأماكن أثرية حتى أبرزها على العملة الفلسطينية، أولها الرمز الشهيد ياسر عرفات وعبد القادر الحسيني، ومن الشعراء والأدباء فدوى طوقان ومحمود درويش وغسان كنفاني وإدوارد سعيد، ورسام الكاريكاتير ناجي العلي، فهؤلاء من أبرز من مثلوا المشهد الثقافي الفلسطيني عبر التاريخ”، أضاف ناجي.

ومن المعالم الثقافية التي أبرزها جهاد كانت “سينما النصر” في قطاع غزة الذي تحولت إلى “خرابة” منذ 24 عاماً، وقبل إغلاقها حتى إشعار آخر، ازدهرت دور العرض السينمائية في قطاع غزة لسنوات طويلة بداية من عام 1944 عندما افتتحت سينما “السامر” وسط مدينة غزة، واستورد لها رئيس بلدية المدينة آنذاك، الحاج رشاد الشوا معدات خاصة وبإمكانيات عالية، وكان يشرف على استيراد الأفلام لها من مصر.

خلال عمله على إعداد المشروع كانت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عدة ساعات من أكثر العقبات التي واجهته، الأمر الذي يفقده عملا استمر عدة ساعات، ويضطر فيما بعد لإعادته من جديد.

يتمنى جهاد أن يتم اعتماد مشروعه في الأرشيف الفلسطيني، وأن يكون كمقترح جدي في حال اتخذ قرارٌ باعتماد عملة فلسطينية، كما يهدف إلى إظهار الهوية الفلسطينية داخلياً وخارجياً، وأن يشارك في معارض دولية، لكنه يواجه مشكلة بالمنع من السفر مثله مثل مئات الشبان في قطاع غزة.

وقال، “الشباب المبدعون في قطاع غزة معزولون عن العالم، ويواجهون صعوبة كبيرة في نشر مواهبهم، فمنذ عامين أحاول أن أغادر القطاع من أجل إكمال دراسة الماجستير، لكن دائماً  أواجه مشكلة المنع من السفر”.

الاخبار العاجلة