“الميلاد” يختصر العالم في دونمات

25 ديسمبر 2019آخر تحديث :
“الميلاد” يختصر العالم في دونمات

 أسيل الأخرس

يستطيع الزائر لساحة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، أن يرى العالم مجتمعا رغم كل اختلافاته وتناقضاته، في رسالة سلام وتسامح من فلسطين مهد الديانات السماوية الثلاث، وبلد السيد المسيح عليه السلام.

عند شجرة الميلاد إلى جانب ساحة المهد، حجاج من مختلف دول العالم، جاءوا للاحتفال بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي، على هذه الارض المقدسة، التي تذيب حواجز اللغة والعرق، فتجد الفلسطيني، والأميركي، والروسي، والروماني، والبولندي، والايطالي، والهندي.

ففي أرض السلام، ومهد السيد المسيح، تختفي التناقضات والخلافات، وتندمج الحضارات والثقافات، وترتفع الأصوات بالتراتيل المسيحية بمختلف اللغات واللهجات، لتشكل في مجملها لوحة فسيفسائية، على مساحة لا تتجاوز السبعة دونمات، تجسد رسالة ابن فلسطين.

الروسية فيتاليا الكسندر، وصفت زيارتها إلى فلسطين بالتاريخية لوجودها على أرض المسيح، مشيرة إلى أنها زيارة يتمناها آلاف الروس.

وقالت: خططت لهذه الزيارة وهي الأولى لي إلى فلسطين، منذ سنوات، تحقق حلمي بالاحتفال بالعيد هذا العام على هذه الأرض موطئ قدم يسوع.

وتابعت:  كل ما في مدينة بيت لحم له أهمية تاريخية ودينة، كونها تضم العديد من الكنائس، وأهمها كنيسة المهد، التي تضم المغارة، التي ولد فيها يسوع.

وأعربت الكسندر عن إعجابها بعرض الفرق الكشفية الموسيقية، التي عزفت أغاني وطنية وفلكلورية فلسطينية، مرورا بساحة المهد المدخل الرئيسي للكنيسة.

وشهد العام 2019 نهضة سياحية في فلسطين، وبلغ عدد السياح الذين زاروها منذ مطلعه أكثر من ثلاثة ملايين سائح، بحسب وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة.

السائح لائثيم مبيتي من الكونغو، قال: إن زيارته إلى مدينة بيت لحم فرصة رائعة لما تجسده من روحانية بالنسبة للمسيحيين، معربا عن استيائه من جدار الفصل العنصري، الذي يخنق المدينة ويفصلها عن القدس، ويشوه جماليتها وما تمثله من رسالة تسامح ومحبة.

فيما قال تشينغ كون الستيني من الفلبين، إن مشاركته باحتفالات عيد الميلاد المجيد في بيت لحم تمثل لحظة تبجيل لليسوع، الذي كان على هذه الارض، ومن هذا المكان بعث برسالته ليصل إلى العالم، إلى تلك الأماكن التي تنقل فيها الأنبياء والقديسين، والى الأرض التي اكسبها الله قداسة.

وتتزامن الاحتفالات بميلاد عيسى عليه السلام هذا العام، مع إعادة قطعة خشبية أثرية من مذود السيد المسيح “الذخيرة” إلى مدينة بيت لحم، حفظت داخل كنيسة القديسة كاترينا الرعوية، بعد 1400 عام، كهدية من بابا الفاتيكان فرنسيس، بناء على طلب من رئيس دولة فلسطين محمود عباس لقداسته خلال زيارته الاخيرة إلى الفاتيكان.

ووصل إشغال فنادق بيت لحم ليلة عيد الميلاد إلى 100%، وتجاوزت الحجوزات 10 آلاف نزيل، ومن أكثر الجنسيات التي زارت فلسطين الأميركية والروسية والرومانية.

النشاط السياحي، انعكس إيجابا على الحركة الاقتصادية في بيت لحم، خاصة في مجال بيع التحف الشرقية والصناعات اليدوية، ويتوقع زيادة هذا النشاط بعد إعلان الحكومة بيت لحم عنقودا سياحيا.

الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة في بيت لحم، تجري وفق ثلاثة تواريخ، إذ تحتفل الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية بتاريخ 25 كانون الأول/ ديسمبر، والكنيسة اليونانية والسريانية والمسيحيين “الأقباط” يحتفلون بتاريخ 6 كانون الثاني/ يناير، والأرمن الأرثوذكس في 19 كانون الثاني/ يناير، وتمرُ معظم مواكب الاعياد عبر طريق الحجاج، الذي يمتد على طول شارع النجمة مرورا بساحة كنيسة المهد.

رغم الأجواء الاحتفالية، إلا أن فرحة أبناء شعبنا كانت منقوصة، بعد منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، غالبية المسيحيين في قطاع غزة، من القدوم إلى بيت لحم للاحتفال باعياد الميلاد، كباقي الحجاج الذي قدموا من مختلف أصقاع الأرض.

الاخبار العاجلة