“بحر بلا شيطان”… معرض فني يجسد معاناة اللجوء من الشرق الأوسط وإفريقيا إلى أوروبا

15 يناير 2020آخر تحديث :
“بحر بلا شيطان”… معرض فني يجسد معاناة اللجوء من الشرق الأوسط وإفريقيا إلى أوروبا

بلال غيث كسواني

يجسد الفنان الفلسطيني تيسير بركات حكاية الانتقال من شرق البحر المتوسط وجنوبه إلى أوروبا، في معرض فني أقيم مساء اليوم الأربعاء، في جاليري زاوية بمدينة رام الله.

وفي “بحر بلا شيطان”، يحول بركات أعماله إلى سجل يوثق حكايات اللاجئين في رحلاتهم اليائسة للهروب من أوطان لم تعد تتسع لهم، ويسجل محاولاتهم لتخطي البحر المتوسط وصولا إلى أوروبا.

وتقنية الرسم في أعمال بركات تشعرك بالحركة المضطربة للموج، فنرى المياه وكأنها تتحرك بشدة من تحت القوارب المهتزة، التي يميل كل من فوقها في كافة الاتجاهات.

المتمعن جيدا في اللوحات المعروضة يجد قوارب تلقي من عليها في البحر وأخرى فارغة، وأرواحا تطير إلى السماء غرقا، وبعثات إنقاذ تحاول تقديم شيء وطائرات مروحية تطير بشكل منخفض فوق رؤوس اللاجئين.

وتعكس اللوحات ببرودتها قسوة البحر ولا مبالاة العالم تجاه اللاجئين، الذين يقتاد أغلب من ينجو منهم في طوابير من قبل خفر السواحل إلى الاعتقالات بشكل مهين.

وقال بركات ، إن “المعرض يكرس فكرة الانتقال وتعبير عن فكرة العبور عبر البحر بالحياة من مرحلة إلى أخرى، ومكان إلى آخر ومن زمن إلى زمن، وأكثر أنواع الرحيل هو الرحيل عبر البحر الذي هو من أشكال الانتقال العميق والمأساوي والصعب وحالات الموت والغرق والحالات الإنسانية الصعبة التي تنتج عن ذلك الانتقال”.

وأضاف أن المعرض يضم 32 عملا فنيا تتحدث عن فكرة الانتقال من مكان إلى آخر وبشكل أساسي عبور اللاجئين من إفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا، والحالات الإنسانية القاسية التي سجلت خلال ذلك العبور، وكذلك قليل من حالات الوصول والانتقال وتحقيق الحلم”.

وأضاف أنه استخدم ألوانا بين الأبيض والأسود في المعرض، ولوحات بها مزيج عال من الألوان، فالحالة والفكرة اللتان تمر بهما اللوحة هما اللتان تحددان نوعية الألوان المستخدمة”.

وتابع أن رسم هذه اللوحات الفنية استغرق سنتين من العمل المتواصل، لعرض فكرة أساسية هي الرحلة للاجئين التي تجسد معاناتهم بشكل أساسي وأملهم إن تحقق.

بدوره، قال الفنان نبيل عناني، إن المعرض يشكل نقلة نوعية في فن تيسير بركات، حيث استخدم كثيرا من الألوان لعرض معاناة اللاجئين في الشرق الأوسط وأفريقيا، وعكسها على معاناة مختلف اللاجئين في العالم.

وأضاف أن التقنيات التي يستخدمها بركات من حيث الملمس واللون، تعكس فنا كبيرا وهاما في فلسطين، وقد أوصل فكرة معاناة اللاجئين للعالم، ويلفت الانتباه إلى هذه المأساة، معربا عن أمله بأن يتم نقل المعرض إلى دول عديدة خارج فلسطين من أجل أن يكون له تأثير أكبر في العالم”.

وولد تيسير بركات في مخيم جباليا للاجئين بقطاع غزة، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في عدد من دول العالم، كما أقيمت له عدة معارض فردية في أنحاء فلسطين، وهو عضو المركز الواسطي للفنون بالقدس وفي الأكاديمية الدولية للفنون في رام الله.

الاخبار العاجلة