وبدأت قصة فيروس كورونا المعدي في مدينة ووهان وسط الصين، لكنه تفاصيله امتدت وتشعبت إلى شتى أرجاء الكرة الأرضية.

وبدا الأمر مقلقا بالنسبة لكثيرين، الأحد، مع تجاوز وفيات فيروس كورونا رقم 800، وهو رقم ضحايا فيروس سارس الذي قضى على نحو هذا العدد من البشر عام 2003 قبل أن يتوقف.

ويمكن القول إن هناك 6 ملامح رئيسية لأزمة فيروس كورونا حتى الآن:

1. سهولة رحلات الطيران والسفر بين الدول:

بات في وسع الشخص أن يفطر في بكين ويتناول طعام العشاء في موسكو في نفس اليوم، بسبب سهولة التنقل عبر الطائرات التي قلصت المسافات، لكن الأمر لم يكن إيجابيا في أزمة كورونا، إذ كانت وسائل النقل المتطورة هي الطريقة التي سرعت من انتقال العدوى، إذ انتشر الوباء في نحو 30 دولة في العالم.

كما أن ارتفاع مستوى المعيشة لدى شريحة متنامية من الصينيين، جعل منهم أحد أكبر الأفواج السياحية في العالم، وهو أيضا ما ساهم في انتشار المرض، خاصة وأن العديد من المصابين لا تظهر عليهم الأعراض فورا، بل تأخذ وقتا قد يصل إلى 14 يوما.

2. الهوس بالأطعمة الغريبة:

أكدت السطات الصينية أن الإصابات الأولى كانت لأشخاص تناولوا لحوم حيوانات في سوق المأكولات البحرية في مدينة ووهان.

وفي هذا السوق، يبيع التجار حيوانات برية وغريبة بصورة غير شرعية مثل الخفافيش والثعابين.

وربطت دراستين بين هذين الكائنين وانتشار فيروس كورونا. وتبدو هذه المأكولات غريبة بالنسبة إلى كثيرين حول العالم.

3. مع السوشال ميديا.. التكتم لا يفيد

أول تحذير من احتمال تفشي فيروس كورونا جاء عبر كلمات كتبها الطبيب الصيني، لي وين ليانغ، على موقع ويبو الشبيه بموقع تويتر في الصين الذي حذر زملائه من انتشار فيروس مماثل لفيروس السارس، وسارعت السلطات الصينية إلى إسكاته.

وأثار استخدام شبكات التواصل الاجتماعي حالة من الرعب بين البعض، لكنها في الوقت نفسه كانت أداة استخدمتها المنظمات المعنية مثل الصحة العالمية وهيئات الصحة في الدول المختلفة للتوعية بشأن الوقاية من الفيروس.

4. التكاتف الدولي في مواجهة المرض:

انضمت العديد من الدول والهيئات إلى الصين في معركة محاربة الفيروس القاتل، الذي وصفه البعض بـ”طاعون العصر”.

وأرسلت دول مثل كوريا الجنوبية واليابان وإيران وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا اللوازم الطبية وغيرها دعما للصين، فيما سعت هذه الدول إلى اختبار العقاقير التي يمكن أن تحارب كورونا.

وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، تحاول مراكز الأبحاث الطبية في البلدان المختلفة التوصل إلى لقاح فعال يوقف انتشار هذا المرض.

5. الدرون والذكاء الاصطناعي:

لجأت السلطات إلى استخدام الطائرات المسيرة لتوجيه تعليمات للسكان بشأن ارتداء كمامات طبية أو لعدم الخروج من المنازل وغير من النصائح الضرورية، بواسطة عبارات حازمة لا تتوانى عن التوبيخ والتأنيب أحيانا.

وأظهرت لقطات استخدام طائرة مسيرة لفحص درجات حرارة السكان، خاصة أن الحرارة العالية مؤشر على أعراض الفيروس القاتل.

وعلى سبيل المثال، تم استخدام أكثر من 30 روبوتا للتطهير في أجنحة العزل ووحدات العناية المركزة وغرف العمليات وعيادات الحمى في مستشفيات ووهان الرئيسية التي تستقبل مصابي فيروس كورونا لتوفير خدمة التطهير على مدار الساعة.

6. الطبيعة دائما تسبق بخطوة:

مهما بدا لكثيرين أن العالم متقدم على الصعيد الطبي، يظهر فيروس واحد لا يرى بالعين المجردة أن ما تم تحقيقه في عالم الطب ليس سوى البداية في طريق طويل لفهم طبيعة الكائنات الحية وأسرارها.