“كورونا” يحرم مقاهي تاريخية من روادها

11 مارس 2020آخر تحديث :
“كورونا” يحرم مقاهي تاريخية من روادها
صدى الاعلام_ رام الله: منذ العام 1984 لم تتوقف يدا المواطن وائل حجاب (60 عاما)، الذي يعمل داخل مطبخ مقهى الهموز في مدنية نابلس، عن العمل إلا مرة واحدة لنحو شهرين خلال الاجتياح الإسرائيلي لمدينة نابلس عام 2002.

اليوم يجلس المواطن حجاب بالقرب من بوابة المقهى الحديدية المغلقة مؤقتا، وقد خلا المكان من روداه الذين اعتاد عليهم منذ سنوات؛ بسبب قرار محافظة نابلس كمعظم محافظات الوطن، بإغلاق كافة المقاهي حرصا على سلامة المواطنين وكخطوة وقائية لمواجهة فيروس كورونا.

ويعتبر مقهى الهموز الذي التزم بقرار محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان، من أقدم مقاهي المدينة وقد تأسس في العام 1894، وواكب محطات تاريخية عبر العصور المختلفة منذ ما يزيد عن قرن.

وفي تاريخ المقهى، فقد أغلق عدة أشهر في العهد البريطاني خلال الأربعينات، وتحوّل لثكنة عسكرية للبريطانيين إثر وجود اضطرابات، ثم أصبح مقراً للدعاية في إطار الانتخابات البرلمانية الأردنية، وقبيل قدوم السلطة كانت معقلاً للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومقراً لما يُصطلح على تسميته بالتعليم الشعبي خلال الانتفاضة الأولى كأسلوبٍ للتصدي ضد تعطيل الاحتلال للمدارس عبر فرض حظر التجول وإغلاق جامعة النجاح.

ويقول حجاب: “منذ يوم الجمعة الماضي قررت إدارة المقهى استخدام أكواب الكرتون والبلاستيك عوضا عن الزجاج، كخطوة وقائية وتقليل انتقال العدوى من الفيروس في حال وجدت لا سمح الله”.

ويضيف: “في كل عام تشهد هذه الفترة اكتظاظا برواد المقهى، الذين يجلسون تحت أشعة الشمس، في اعتدال درجات الحرارة والخروج من دوامة الشتاء الا أنه اليوم بلا رواد وبلا حركة”.

ويتابع حجاب: “أجلس هنا فقد تعودت على قضاء ساعات طويلة فيه، وأحاول أن أشغل نفسي بالتنظيف والترتيب”.

وجاء قرار إغلاق كافة المقاهي في المحافظة، إضافة إلى إغلاق صالات الأفراح، كخطوة وقائية واحترازية في ظل حالة الطوارئ المعلنة بسبب فايروس كورونا”.

ويرى الخبير في الأوبئة الدكتور عبد السلام الخياط، أن قرار إغلاق المقاهي ليس من باب استهدافها بحد ذاته، بل لأن معظمها قاعات مغلقة ولا يوجد فيها تهوية جيدة، إضافة إلى خدمة الأراجيل التي توفرها والتي تعتبر  سببا قويا لانتشار الفيروس.

ويقول الخياط في حديث، إن تواجد المواطنين بأعداد كبيرة في المقاهي والاكتظاظ، وقرب المسافة بينهم، هو سبب أيضا في انتشار الفيروس، موضحا أن أحد أهم أسباب الوقاية هو التباعد بين الناس في المسافات، حيث حددت منظمة الصحة العالمية المسافة بنحو مترين، فيما حدده المنظمة الصحة العالمية وكالة مكافحة الأمراض الاميركية بنحو 1.80 سم.

ويضيف: “الأماكن التي يكون فيها اكتظاظ ولا يوجد فيها تهوية جيدة، تعتبر أماكن ملائمة لانتشار الفايروس مثل صالات الأفراح وغيها من أماكن التجمع”.

وينصح الخياط المواطنين بالحفاظ على النظافة الشخصية، واستخدام المناديل عند العطس والسعال، غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، والعمل على تجفيف الملابس بشكل جيد وتعريضها لأشعة الشمس، للوقاية من انتشار الفايروس والحد منه. 

وكانت محافظة نابلس شددت على ضرورة الالتزام بكافة القرارات التي صدرت عن المحافظ، كاجراءت وتدابير احترازية ووقائية من تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)، مؤكدة استمرار رفع الجاهزية لخطة لطوارئ.

ودعت المحافظة المواطنين إلى الالتزام بتعلميات وارشادات وزارة الصحة حفاظا على سلامة المواطنين والوطن.

الاخبار العاجلة