الحجر الصحي في أريحا.. خط دفاع أول في مواجهة “الكورونا”

11 مارس 2020آخر تحديث :
الحجر الصحي في أريحا.. خط دفاع أول في مواجهة “الكورونا”

صدى الاعلام_ رام الله:  يخضع الشاب رامي زيد الكرم (26 عاما) للحجر الصحي في “أكاديمية فتح الفكرية” في مدينة أريحا، كإجراء احترازي لمواجهة فيروس كورونا بعد عودته من إيطاليا نهاية شهر شباط المنصرم، بينما تنتظر عائلته بفارغ الصبر انتهاء مدة الحجر البالغة 14 يوماً وعودته إلى منزله في محافظة جنين.

ويتواجد الكرم حالياً إلى جانب 6 مواطنين آخرين في الحجر الصحي في الأكاديمية، ممن عادوا من الدول الموبوءة بالفيروس.

وتجري طواقم وزارة الصحة فحوصات الكشف عن الفيروس للعائدين من السفر، قبل تحويلهم إلى الحجر الصحي لفترة 14 يوماً للتأكد بصورة تامة من سلامتهم، قبل عودتهم إلى منازلهم، وذلك وفقاً لبروتوكول عالمي عممته منظمة الصحة العالمية لاحتواء انتشار الفيروس.

وقال الكرم وهو يرتدي الكمامة الواقية والكفوف، إن “القلق والخوف لازماه طوال الوقت في بداية الأمر، والشك كان سيد الموقف عند النزلاء بشـأن الاحتكاك مع بعضهم البعض في ذات الحجر الصحي الذي يضم عشرات الغرف، خاصة الاحتكاك بالطلبة القادمين من الصين”، مشيراً إلى أنه “تجاوز هذه المرحلة ويتواصل بصورة دائمة مع عائلته لطمأنتهم“.

ويرى أن أكبر المشكلات التي يواجهها نزلاء الحجر الصحي، الانتظار لوقت طويل لإجراء الفحوصات، ناهيك عن مدة الفحص التي تأخذ 6 إلى 7 ساعات لمعرفة نتائج فحصواتهم إذا كانت سلبية أم إيجابية.

ودفع انتشار فيروس كورونا في أنحاء العالم بالعديد من الفلسطينيين للعودة إلى الوطن، وإمضاء الوقت إلى جانب عائلاتهم حتى انتهاء هذه الأزمة.

وأضطر الكرم إلى تأجيل الفصل الدراسي الأول له بالجامعة في إيطاليا حيث يكمل دراسة الماجستير في الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن الأوضاع في إيطاليا مأساوية بعد التفشي السريع لفيروس كورونا وتسجيل مئات الوفيات وآلاف الحالات المصابة.

وتم تجهيز مركز الحجر في الأكاديمية بالكامل: أجهزة تكييف وتبريد، مواد غذائية ووجبات طعام منتظمة، وأدوية ومعقمات، وحتى أجهزة تلفاز وإنترنت.

مدير الطب الوقائي في مديرية صحة أريحا والأغوار، والمشرف على مركز الحجر الصحي طارق حواش، قال لـ”وفا”: إن الطواقم الطبية تتعامل مع أي نزيل من لحظة وصوله المركز حتى انتهاء آخر دقيقة في حجره الصحي الذي يستمر لـ14 يوما لدى القادمين من الدول الموبوءة، مستخدمين إجراءات عديدة تضمن وقاية الأطباء المرافقين له، وكذلك النزلاء الذين يحولون للحجر المنزلي بعد إمضاء ساعات في المركز“.

وبحسب حواش، تتضمن الإجراءات توفير بيئة مناسبة للنزلاء، تشمل غرفة منفردة لكل شخص وتعقيم دوري للغرف والساحات والأسرّة، وإجراء الفحوصات الدورية لضمان خلوّهم من الفيروس.

وأضاف: “نعمل على توفير بيئة آمنة تضمن شعور النزلاء بالراحة وعدم القلق“.

وأشار حواش إلى أن 140 حالة اشتباه بفيروس كورونا خضعت لمركز الحجر في أريحا، مؤكداً خلو المركز حتى اللحظة من أي إصابة، في ظل ما تتخذه الطواقم الطبية من أقصى درجات الاحتياط والوقاية لحماية أنفسهم والنزلاء.

يضم مركز الحجر 48 غرفة منفردة، 5 منها مزودة بأجهزة العناية المكثفة في حال وجود حالات طارئة، إضافة إلى حجر مستشفى أريحا الذي يضم 9 كرافانات.

وأكد حواش أهمية إجراءات الحجر الصحي في الحد من انتشار فيروس كورونا، موضحاً أن الجهد جماعي في هذا المجال، حيث يتم بالتنسيق ما بين الخدمات الطبية العسكرية ووزارة الصحة والمعابر والحدود وجميع الجهات المختصة.

ويتم إخضاع القادمين للحجر الصحي في مراكز الحجر وفقا لقوائم تعتمدها هيئة المعابر والحدود ووزارة الصحة تضم القادمين من دول: الصين، كوريا الجنوبية، اليابان، مكاو، سنغافورة، تايلند، هونج كونج، إيران وإيطاليا.

أما الدول التي لا يوجد فيها انتشار كبير للفيروس مثل: تايوان، ماليزيا، سوريا، البحرين، الكويت، عمان، لبنان، العراق، النمسا، ألمانيا، سويسرا، مصر، فرنسا، أستراليا، الجزائر، والإمارات، فيتم إجراء الفحوصات للقادمين منها والتأكد من خلوهم من الفيروس وتوجيههم إلى الحجر المنزلي.

مدير مديرية صحة أريحا والأغوار أرب عناني، قال: إن “الحجر الصحي يخلق بيئة مناسبة على مساحة ما لعزل الحالات التي يشتبه بإصابتها بمرض معدٍ، كإجراء وقائي تتخذه جميع الدول”، مشددا على أهمية التعقيم الدوري الذي تتخذه صحة أريحا لمراكز الحجر، واتخاذ الأطباء سبل الوقاية الدائمة.

وشدد على أهمية توعية المواطنين حول الحجر الصحي وضرورته للحد من انتشار الفيروس وضرورة التزامهم بكافة التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة والجهات الرسمية.

وحول الإجراءات التي تتخذها الشرطة الفلسطينية على المعابر، قال مدير شرطة معبر الكرامة مصطفى دوابشة لـ”وفا” إن شرطة المعابر تبذل جهودا حثيثة في تطبيق الإجراءات الوقائية الصادرة عن وزارة الصحة من تعقيم للقاعات في المعبر والحافلات التي تقل المسافرين بشكل دوري، ومنع الاحتكاك المباشر بين المواطنين، وتخفيف الازدحامات“.

وأضاف: “يجري تحويل مواطنين قادمين من قائمة الدول المصابة مباشرةً إلى مراكز الحجر، وذلك بناء على قوائم معدة مسبقاً من قبل وزارة الصحة“.

ورغم الضغوطات التي تواجهها المختبرات الطبية في فحص العينات للأشخاص المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، إلا أن وزارة الصحة والجهات المختصة تبذل الجهود وتسابق الزمن لمحاصرة انتشار الفيروس.

الاخبار العاجلة