“كورونا” المستجد.. وباء عالمي

13 مارس 2020آخر تحديث :
“كورونا” المستجد.. وباء عالمي
صدى الاعلام _ رام الله :  خرج فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” من مدينة ووهان الصينية (12 مليون نسمة) التابعة لمقاطعة هوبي (60 مليون نسمة)، ومن نطاق الصين، منتشرا في أكثر من 126 دولة ومنطقة، ليتحول إلى “وباء عالمي”، وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية.

ظهر كورونا في اليوم الأخير من العام المنصرم، في مدينة ووهان ومقاطعات ومدن صينية مختلفة، ثم انتقلت شراسته إلى إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية، وبشكل أقل في اسبانيا وفرنسا وألمانيا وأميركا. وسجل حتى لحظة إعداد هذا التقرير أكثر من 140 ألف إصابة حول العالم، وأكثر من 5120 حالة وفاة.

وحول تحول “كورونا المستجد” إلى جائحة مدير مركز النجاح لأبحاث السرطان والخلايا الجذعية يوسف سلامة، الذي قال هناك نوعان للوباء، وهما: بانيدمك وإينديمك، وبأن منظمة الصحة العالمية صنفت كورونا المستجد على أنه “بانديمك”، وهو وباء ينتشر في العالم ويصيب نسبة كبيرة من البشر (70%)، وهو أعلى درجات خطورة الوباء، بينما اينديمك: وباء محصور في منطقة جغرافية معينة.

وأضاف: على مدار التاريخ كان هناك فيروسات، نحن نعيش على الكرة الأرضية مع مخلوقات وحيوانات وبكتيريا وفيروسات، قديما لم تكن هناك قدرة لعمل فحوصات وكشف عن هذه الأوبئة ليقال إنه فيروس، أخذت الأمور وقتا حتى ظهرت الطرق الحديثة والعلم إنه فيروس نراه بالمجهر الالكتروني، ويصبح من السهل جدا الكشف عنه.

وأضاف: كل 100 أو 200 سنة يظهر وباء، الطاعون مثلا، حصد أرواح مئات الملايين من البشر، وكانوا يقومون بالحجر ولا يخرجون من البلاد، ثم خرج، وانتقل لبلدان أخرى، لاحقا ظهر إيبولا وسارس وانلفونزا الخنازير وميرس وكلها أدت لحدوث مئات وآلاف الوفيات، الكورونا الحالية هي كورونا 2، من نفس فيروس سارس لكنه تحور وتعدل وراثيا.

وفيما يتعلق بعلاج “كوفيد 19″، قال سلامة: شخص بدأ يأخذ مضادا حيويا لكن جسمه لم يعد يستجيب لأن البكتيريا في الجسم عملت نوعا من المقاومة لهذا المضاد الحيوي من خلال عمل طفرات في الـ DNA، وأصبحت مقاومة للمضاد، نفس الشيء عندما ينتقل الفيروس من حيوان لحيوان لإنسان، فهناك شك أن فيروس كورونا انتقل من الخفافيش أو من آكل النمل، انتشر وتحور وأصبح فيه طفرات كثيرة لأن حجم الجينات صغيرة مقارنة مع البشر، ومن السهل أن يحدث طفرات داخل الـ DNA بعكس الإنسان، لأن في جسم الإنسان أنزيمات تعمل على تصحيح الطفرات والأخطاء إذا حصلت، عكس الفيروسات التي لا يوجد عندها آلية تصحيح الطفرات إذا حدثت، لذلك تتحور هذه الفيروسات وتتطور ويصبح عندها جينات جديدة مقاومة لأجسام مضادة معينة، لذلك جسمنا يتعرف على الفيروس الجديد ويبدأ تكوين أجسام مضادة وصنع دواء جديد ونحتاج إلى وقت حتى نتغلب عليه.

وتابع سلامة: هناك عدة طرق لمحاولة علاجه، أولا عندما يكون الفيروس على مراحل خارج الجسم، وثانيا في فترة عملية دخوله للخلية داخل الجسم، وثالثا عندما يكون داخل الجسم، فأول طريقة هي قتل الفيروس خارج الجسم عن طريق الاغتسال بالماء والصابون والمعقمات والهايجين، وثانيا: كيف نمنع دخول الفيروس داخل الخلية؟ وذلك عن طريق الأجسام المضادة “المصل” لعمل أجسام مضادة لها، حيث يعمل العلماء على منع ارتباط الفيروس مع جسم الخلية، لأنه يكون لدينا مستقبلات على سطح الخلية، فالفيروس يتعرف عليها ويلتصق معها ويعمل على حقن المادة الوراثية الخاصة به داخل الخلية، لذلك إذا استطعنا عمل جسم مضاد يمنع عملية ارتباط الفيروس مع الخلية، فهذا هو العلاج الوحيد والأمثل وهو أفضل أنواع العلاجات.

وأردف: العلماء الآن يأخذون عينات دم من الأشخاص الذين تم شفائهم من كورونا ويفحصون نوع الأجسام المضادة التي تكونت ضد هذا الفيروس، وبناء عليه يعملون الأحماض الأمينية للجسم المضاد الذي هو عبارة عن بروتين ثم يصنعون مثله “فاكسين” يحقنونه لإنسان آخر مصاب، وبذلك نمنع إصابة الإنسان الآخر به.

وأضاف سلامة: الطريقة الثالثة هي أن نصنع دواء يمنع عملية تضاعف الفيروس داخل أجسامنا لأن له مادة وراثية، فنحن من خلال تصميم مركب دوائي بإمكانه أن يمسك مع الـ DNA للمركب الخاص بالخلية، ومن المحتمل أن يمنع من عملية تضاعفه وانتشاره داخل الجسم، فإذا أوقفنا انتشاره نكون عالجنا الجسم فلا يصبح لدينا مشكلة أو تلف في الأعضاء الحيوية لجسمنا مثل الكلية، والرئة، الكبد.

الاخبار العاجلة