“كورونا” يزيد معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة

15 مارس 2020آخر تحديث :
“كورونا” يزيد معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة

صدى الاعلام _ رام الله :

ساهر عمرو

في مشهد غير مألوف امتزجت فيه مشاعر الحزن والألم مع مظاهر الحرص الشديد على الصحة والسلامة للنزلاء، أخلت جمعية الإحسان الخيرية في الخليل نزلاءها من ذوي الاحتياجات الخاصة، بناء على توصيات اللجان الطبية والوقائية، كإجراء لضمان سلامتهم في زمن كورونا.

فعلى أبواب الجمعية وقفت الطواقم الطبية والإدارية، تساندها قوة من الأمن الوطني في إخلاء ما يقارب 160 نزيلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيصالهم لمنازل ذويهم.

الخبير في علم الأوبئة والصحة الوقائية، عميد كلية الصيدلة بجامعة القدس، أحمد عمرو، اعتبر إخلاء دور الإيواء، ضمن إمكاناتها الحالية، أمر ضروري بسبب ضعف إمكانيات العزل الكامل للنزلاء عن المحيط الخارجي وفيما بينهم، خاصة في ظل وجود عدد كبير من الأطباء والمختصين الذين يتناوبون على تقديم الخدمات لهم، ما يجعل إمكانية السيطرة على دائرة احتكاكهم مع الخارج أمر فيه صعوبة، واحتمالية انتقال العدوى لهم عالية.

فكلما كانت دائرة احتكاكهم مع المحيط محدودة وصغيرة كلما كانت احتمالية إصابتهم قليلة، وهذا يمكن توفره في منازلهم أكثر منه في دور الإيواء.

وأضاف عمرو أن الطبيعة الصحية لهؤلاء النزلاء، والتي تمتاز بشكل عام بضعف المناعة لديهم، يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ما يشكل تهديدا جديا على حياتهم، فقوة مناعة الشخص من المتطلبات الأساسية لمقاومة الفيروس والنجاة من آثارة.

من جانبه أوضح رئيس الجمعية والمتخصص في العناية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة سميح دويك، أن الجمعية ومنذ الأيام الأولى لظهور الفيروس عالميا، رفعت من مستويات العمل لديها، خاصة في مجالات التعقيم، واتخذت كافة الإجراءات الوقائية الممكنة لتقليل دائرة الاحتكاك مع المحيط الخارجي، وشكلت لجنة مختصة من الأطباء والمتخصصين لدراسة كافة الظروف والإمكانيات المتوفرة، ووضع السيناريوهات التي يمكن اللجوء إليها.

ونتيجة إعلان حالة الطوارئ وقرار وزير الشؤون الاجتماعية بإخلاء دور الإيواء، يقول دويك، بدأنا بالعمل بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة في المحافظة، بدراسة الإمكانيات والخيارات المتوفرة لضمان سلامة النزلاء ووقايتهم من احتمالية إصابتهم بالفيروس.

وتابع دويك، بناء على ذلك وكإجراء احترازي لحمايتهم ونقلهم إلى بيئة أكثر ملاءمة لمثل هذه الظروف الخاصة، تقرر إخلائهم لمنازلهم، وتم إغلاق مركز ومدرسة محمد بن راشد ال مكتوم، التي ترعى ما يزيد عن 160 شخصا من ذوي الإعاقة غير المقيمين، تشمل أطفال التوحد، وصعوبات التعلم ومصابي متلازمة داون، وكذلك إخلاء كافة نزلاء الجمعية المقيمين والبالغ عددهم 160 نزيلا من شديدي الإعاقة، العقلية منها والحركية، من كافة محافظات الوطن، وإيصالهم لمنازلهم.

وقال دويك، نعلم أن إخلاءهم ووجودهم في منازلهم سيؤدي إلى زيادة معاناتهم بعض الشيء، وخلق بعض الإشكاليات لأهاليهم، إلا أننا مضطرون لاتخاذ هذا الإجراء لضمان سلامتهم، موضحا أن هذا الاجراء لا يعني تخلينا عن مسؤولياتنا، بل على العكس تماما، نحن مصممون على القيام بكامل مسؤولياتنا تجاههم وهم في منازلهم، فهنالك تعليمات واضحة ومشددة للطواقم العاملة بان تبقى على رأس عملها طوال فترة الطوارئ، وأن يبقوا على تواصل دائم ومباشر مع الأهالي لمساعدتهم وتقديم كل ما يلزم، ومعالجة ما يمكن أن يظهر من مشكلات، مؤكدا أن عملية التواصل تشمل الزيارات البيتية تبعا للحاجة وضمن شروط الصحة والسلامة العامة.

وأضاف، أن الجمعية زودت الأهالي بكافة المستلزمات الطبية والمعيشية التي يحتاجها النزيل من أدوية وغيرها لما يكفي لفترة طويلة، وكذلك تم تزويدهم ببطاقات وزارة الصحة، لتمكينهم من الحصول على العلاجات اللازمة، كل في منطقته، في حال اقتضت الحاجة لذلك، واستمرت الظروف الحالية لفترة اطول.

الاخبار العاجلة