عقابا تحترز من “كورونا” بالتعقيم

18 مارس 2020آخر تحديث :
عقابا تحترز من “كورونا” بالتعقيم

الحارث الحصني

بينما كان عدد من المتطوعين من بلدة عقابا شمال طوباس، يتجهزون للبدء بحملة تعقيم البلدة بارتداء ملابس السلامة العامة، كان آخرون يملؤون صهاريج معدة للتعقيم، بمواد التعقيم.

كان هذا في حملة “سلامتك من بيت لبيت” التطوعية، والتي نفذتها بلدية عقابا، بالتعاون مع المؤسسات العاملة في البلدة، انخرط فيها عشرات المتطوعين من الفتية، والشباب، لتعقيم الشوارع، والمرافق العامة، والساحات.

وجميع هؤلاء الفتية، الذين وحدهم لباسهم لكمامات، وقفازات للوقاية، انخرطوا في الحملة بشكل تطوعي، كما قال بعضهم.

فالبلدة الواقعة شمال الضفة الغربية، حذت حذو غيرها من المدن، والقرى القريبة في إجراءاتها الاحترازية من فيروس كوفيد-19 كورونا المستجد.

وقال رئيس بلدية عقابا جمال أبو عرة، نسعى من خلال هذه الحملة أن نجعل بلدتنا محترزة من الفايروس. مضيفا أن الحملة تأتي تماشيا مع توجيهات الحكومة في مرحلة الطوارئ المعلن عنها.

هذه الأيام، يضرب كورونا العالم بشراسة، تاركا وراءه عشرات آلاف الجرحى، وآلاف القتلى في معظم دول العالم، التي تسعى إلى كبح جماح الفيروس، وتقزيم انتشاره وتفشيه بين الناس.

لكن في عقابا، وهي إحدى قرى محافظة طوباس، فإن الاحتراز من الفيروس أفضل وسيلة لمواجهته، قبل وصوله.

وقال محمد أبو عرة، وهو شاب لامس الأربعين من عمره، “نريد أن نجعل البلدة آمنة ونظيفة.. النظافة أساس كل شيء“.

يكرر كلامه عشرات المتطوعين من 180 متطوعا، عندما أدلوا بأقوال مشابهة لمراسل “وفا“.

بعدما انتهى المتطوعون من سماع التعليمات المباشرة حول خط سير الحملة، تحركت الجرارات الزراعية، التي تحمل على ذرعانها الخلفية صهاريج التعقيم، بشكل تتابعي، وجابت شوارع البلدة الرئيسية والفرعية في نفس الوقت.

في ذلك الوقت الذي كان فيه آخر جرار ينطلق في الشارع الرئيسي للبلدة، شوهد أحد الجرارات يستخدم طريقا فرعيا، لتعقيم المنازل في تلك المنطقة.

يقول محمد: “سنعقم كل الأحياء في البلدة ..يجب أن يحصل الجميع على تعقيم كامل“.

حاليا، تتبع معظم المؤسسات، والمجالس البلدية والقروية أسلوب التعقيم لكل المرافق العامة، والشوارع، والساحات، كإجراءات احترازية من فيروس كورونا، في خطوات ثابتة للتعامل مع الجائحة التي أصابت العالم.

وقال أحمد أبو عرة، وهو من أصغر المشاركين في الحملة: “تركت دراستي في الثانوية العامة وجئت أشارك في الحملة”. وأضاف الفتى نريد الحفاظ على البلدة، والاستعداد لما هو قادم.

يؤكد محمد كلامه، وقد وصف الفيروس بالمجهول… يجب أن نعقم كل الشوارع في البلدة.

كان المراد من عملية التعقيم التي حدثت في البلدة، هو استهداف أكبر قدر من الأماكن. وفعليا شوهد المتطوعون وهم يعقمون الشوارع، والساحات، والمركبات المارة، وأبواب المحلات.

وشوهد الشبان، وهم يطوقون المركبات بعد إيقافها، وتعقيمها من جميع الاتجاهات، ثم يعطوا سائق المركبة ورقة توعوية عن طرق الاحتراز من الفيروس.

عندما كان يصل الجرار الزراعي عند باب المحلات التجارية، كان مالكوها يغلقونها ليتم تعقيمها، وعدم تأذي المواد التموينية.

قال محمد، وقد رشحه المتطوعون ليكون متحدثا نيابة عنهم: “نريد أن نعقم البيوت بعد استئذان سكانها”.وأمكن مشاهدة المتطوعين يعقمون أبواب بعض المنازل.

وزير الحكم المحلي مجدي الصالح اعتبر هذه الحملات واحدة من طرق حماية المواطنين، مشيرا إلى أنها تأتي ضمن توجيهات وزارة الحكم المحلي لتطبيق خطة الطوارئ للتعامل مع فيروس كورونا.

وعندما كانت تصل المركبات المغادرة والداخلة إلى البلدة، من مدخلها الجنوبي، كان بعض الفتية يلبسون لباسا موحدا معد للسلامة العامة، يعقمون المركبة من جميع النواحي.

مواطنون من البلدة قالوا في أحاديث منفصلة لــ”وفا”، إن هذه الحملة أتت في وقتها، في ظل تغول الفيروس في حصد الأرواح حول العالم.

الاخبار العاجلة