حجم الإصابات الفعلية بالفيروس غير ظاهر؛ وفيات كورونا تتجاوز الـ10 آلاف

20 مارس 2020آخر تحديث :
حجم الإصابات الفعلية بالفيروس غير ظاهر؛ وفيات كورونا تتجاوز الـ10 آلاف

صدى الاعلام_رام الله: تخطّت حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد، اليوم الجمعة، عتبة العشرة آلاف وفاة في العالم، بينها أكثر من خمسة آلاف في أوروبا على الرغم من قرارات العزل التي تصدر في كل مكان لكن لا يمكن تطبيقها في مواقع مثل الأحياء العشوائية في آسيا التي تختلف مواجهة دولها للفيروس عن إسرائيل.

وحسب موقع “وورلدو متر/ Worldometer” الخاص بنشر آخر الإحصائيات المتعلقة بالفيروس، وصل عدد الوفيات إلى 10 آلاف و 405 شخصا.

ويُحذر خبراء في الأمم المتحدة من أن نحو ثلاثة مليارات شخص في العالم، لا يملكون الحد الأدنى من وسائل مكافحة الفيروس مثل المياه والصابون.

وفي جنوب أفريقيا ورغم أن عدد المصابين لم يتجاوز مئتين حتى الآن، إلا أن المرض ينتشر بسرعة كبيرة إلى درجة أن ستين بالمئة من السكان يمكن أن يصابوا به، حسب السلطات، ونظرا لظروف المعيشة السيئة والبنى الصحية السيئة في العديد من المدن ومدن الصفيح، قد يؤدي ذلك إلى عدد هائل من الوفيات، بحسب ما أوردت وكالة “فرانس برس” للأنباء.

وتسبب الوباء بوفاة 10316 شخصا على الأقل منذ ظهوره في كانون الأول/ ديسمبر بحسب حصيلة وضعتها “فرانس برس” استنادا إلى أرقام رسمية.

وفي أوروبا، وفي مقدمها إيطاليا بلغ عدد الوفيات 5168 متقدمة على آسيا (3431 وفاة).

قيود على حرية التنقل لأكثر من نصف مليار شخص

وتشمل القيود على حرية التنقل أكثر من نصف مليار نسمة بعدما دعت السلطات السكان إلى ملازمة المنازل.

وأعلنت بافاريا، كبرى مقاطعات ألمانيا الجمعة، أنها أصدرت أمرا بفرض عزل شامل في البلاد لمواجهة تفشي كورونا المستجد في أول خطوة من نوعها في البلاد. وقال رئيس وزراء المقاطعة الواقعة جنوب ألمانيا ماركوس سويْدر “اعتبارا من منتصف الليلة وحتى فترة مؤقتة تستمر لأسبوعين، سيتم فرض قيود كبيرة على مغادرة” المنازل.

ولن يتمكن 13 مليون شخص يعيشون في هذه الولاية المتاخمة للنمسا وسويسرا وجمهورية تشيكيا، من مغادرة منازلهم إلا لأسباب محدودة، ولا سيما الذهاب إلى العمل وشراء الطعام أو الذهاب إلى الصيدلية أو الطبيب.

وفي البرازيل أغلقت شواطىء ريو دي جانيرو الشهيرة لأسبوعين على الأقل بينما اتخذت فرنسا تدابير لمنع التنزه على ساحل الكوت دازور والذي كان يشهد حركة رغم التعليمات بملازمة المنازل. وفي الأردن سيفرض منع للتجول اعتبارا من غدٍ السبت.

وأصاب وباء كوفيد-19 الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه “عدو البشرية”، أكثر من 240 ألف شخص في العالم حتى الآن.

وفي إيطاليا الخاضعة للحجر الكامل منذ أسبوع، يزداد يوما بعد يوم عدد الكهنة المتوفين جراء الفيروس، الذين يتوجهون إلى المستشفيات لمباركة المصابين.

وروى كاهن رعية في بيرغامو في شمال إيطاليا “مرتدين أقنعة وقبعات وقفازات ورداءات واقيا ونظارات، نسير نحن الكهنة كموتى أحياء بين الغرف”.

من جهته، قال أسقف المدينة فرانشيسكو بيشي “لم نعد نعرف أين نضع الموتى، استخدمت بعض الكنائس لهذا الغرض”.

لا إصابات في الصين

ولم يسجل في الصين حيث توفي 3250 شخصا، اليوم الجمعة، أي إصابة جديدة محلية المصدر لليوم الثاني على التوالي.

ودعي عشرات آلاف الصينيين الذين يعيشون في الخارج من طلاب وموظفين ورياضيين إلى “العودة إلى الوطن”، رغم أنهم يقابلون بانعدام الثقة من جزء من أبناء بلدهم.

وباتت الصين قادرة على تزويد العالم بالمعدات التي تنقص في أغلب الأحيان. فقد قامت طائرة الجمعة بتسليم الجمهورية التشيكية أكثر من مليون قناع للوقاية.

على الصعيد الدبلوماسي اتهمت الصين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بـ”التهرب من مسؤولياته” بعد تصريحات قال فيها إن العالم يدفع ثمن تباطؤ الصين في كشف المعلومات عن فيروس كورونا المستجد.

وعلقت واشنطن منح تأشيرات الدخول العادية إلى الأراضي الأميركية في جميع أنحاء العالم. وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية “بحدود الممكن ستواصل السفارات والقنصليات منح التأشيرات للحالات الطارئة”. ووعدت باستئناف خدماتها في “أقرب وقت ممكن”.

وتعهدت شركات أدوية عالمية، أمس الخميس، توفير لقاح ضد كوفيد-19 “في كل أرجاء العالم” في مهلة تراوح بين 12 و18 شهرا على أقرب تقدير.

وتوقع ترامب اللجوء قريبا إلى الكلوروكين المستخدم لمعالجة الملاريا، كعلاج محتمل للمصابين بعد تسجيل نتائج مشجعة في الصين وفرنسا. إلا أن عددا من الخبراء دعوا إلى توخي الحذر مشددين على غياب البيانات السريرية المؤكدة والرسمية.

وتستعد إسبانيا المتضررة جدا بانتشار الفيروس لمواجهة “أصعب الأيام” في مكافحة الوباء من خلال الاستعانة بآلاف العاملين في مجال العناية الصحية، ويزداد التضامن في المناطق المعزولة في البلاد.

إلى جانب المأساة الصحية، قد يغرق فيروس كورونا المستجد العالم في حالة انكماش اقتصادي رغم تخصيص مليارات الدولارات على وجه السرعة في الولايات المتحدة وأوروبا.

وحذرت منظمة العمل الدولية من أن 25 مليون وظيفة ستكون مهددة في العالم في غياب استجابة دولية منسقة. وحذر المصرف المركزي الأوروبي من أن الاقتصاد الأوروبي “سيتقلص كثيرا”.

سجلت البورصات الآسيوية ارتفاعا مع اطمئنان المستثمرين لتأثيرات خطط الإنعاش التي أعلنت في كافة أنحاء العالم.

وسجلت بورصة هونغ كونغ ارتفاعا لدى الإغلاق بأكثر من 5% وكذلك تحسنت البورصات الأوروبية. وارتفعت بورصتا باريس وفرانكفورت بأكثر من 5% لدى الافتتاح وحذت بورصة لندن حذوهما.

في ألمانيا (أ ب)

الفيروس يواصل انتشاره من غير أن يظهر حجم الإصابات الفعلية

ويواصل الوباء انتشاره في العالم من غير أن يكون في الإمكان معرفة حصيلته الحقيقية إذ أن عدد الإصابات الفعلية في العديد من الدول يبقى أعلى بكثير من الحالات التي يتمّ إحصاؤها رسميا، وهو فارق يتوقف على مختلف سياسات الفحوص المعتمدة في كل من البلدان.

وقال الباحث الأميركي في جامعة كولومبيا، جيفري شامان الذي ساهم في دراسة حول هذا الموضوع ونشرتها مجلة “ساينس”، متحدثا لوكالة “فرانس برس” إن عدد الحالات الفعلية “أكبر حتما بخمسة إلى عشرة أضعاف” من الإصابات التي تكشفها الفحوص “في معظم الدول المتطورة”.

ورأت الحكومة البريطانية الثلاثاء من “المنطقي” تقدير عدد الإصابات بـ55 ألفا، مقابل 1950 إصابة أُعلن عنها رسميا في اليوم نفسه. وهذا الفارق ناجم أولا عن كون قسم كبير من الأشخاص المصابين لا تظهر عليهم أعراض تذكر، أو ربما لا تظهر عليهم أي أعراض إطلاقا.

وأوضح معهد “باستور” عبر موقعه أن هذه الفئة تشمل “30 إلى 60% من الأشخاص المصابين”، وبالتالي، لا يتم رصدهم بسهولة.

وقال شامان “إنهم يواصلون حياتهم بشكل طبيعي، يعملون، ويستخدمون وسائل النقل العام، ويتسوّقون. يذهبون إلى أماكن أخرى في السيارة أو القطار أو الطائرة. هؤلاء الحاضنون الصامتون يسهلون عن غير قصد انتشار الفيروس”.

لكن لا يعرف بالضبط حجم دورهم في انتشار فيروس كورونا المستجد، فالمصاب الذي لا يسعل هو مبدئيا أقل نشرا للعدوى من شخص يسعل ويبعث قطرات لعاب محملة بالفيروس.

وبمعزل عن هذه الحالات، فإن مدى الفارق بين الحصيلة الفعلية والحصيلة المثبتة يتوقف على سياسة كل بلد، إن كان يجري فحوصا على نطاق ضيق أو واسع لمواطنيه، وهي سياسة تختلف كثيرا من بلد لآخر.

وقال جيفري شامان: “هناك عدة أسباب لذلك: توافر الفحوص، وقدرة الدول على إجرائها، والجهل الذي يحمل على عدم النظر إلى المشكلة بحدية، أو الغرور المستمدّ من العزة الوطنية”.

بدورها، أوضحت اختصاصية علم الأوبئة في المعاهد الوطنية الأميركية للصحة سيسيل فيبو: “في كوريا الجنوبية حيث الوباء في تراجع، كان المنعطف الحقيقي الزيادة الكبيرة في عدد الفحوص” مضيفة: “لا بدّ من معرفة المرحلة التي بلغها الوباء من أجل التصرف. ويجب من أجل ذلك إجراء فحوص”.

وهو ما دعا إليه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، بقوله “افحصوا، افحصوا، افحصوا! افحصوا كل حالة مشتبه بها”، مشددا على أن ذلك يندرج ضمن استراتيجية محددة هدفها احتواء الوباء مثلما يتم احتواء حريق مشتعل.

وتابع: “إذا كانت الفحوص إيجابية، اعزلوا هؤلاء المرضى وابحثوا عمّن تواصلوا معهم عن كثب حتى قبل يومين من ظهور الأعراض وافحصوا هؤلاء الأشخاص بدورهم”.

والإستراتيجية القائمة على الفحوص المعممة و”تعقب التواصل” بحثا عن كل من كان على اتصال بشخص مصاب، أثبتت جدواها في سنغافورة.

وقالت مديرة معهد “دوهرتي”، شارون لوين، وهي من كبار خبراء الأمراض المعدية العالميين: “اعتمدت سنغافورة منذ وقت مبكر سياسة مشددة من الفحوص وتعقّب التواصل وفرض الحجر الصحي” على الأشخاص الذين تواصلوا مع مرضى أثبتت الفحوص إصابتهم.

وأوضحت أن هذا سمح بتفادي التدابير الواسعة النطاق التي اتخذتها دول أخرى، مشيرة إلى أن “سنغافورة اتخذت تدابير ابتعاد اجتماعي (تفادي الاتصال بالآخرين) لكنها لم تكن بالشدة ذاتها كالعزل المعمم. أغلقوا المدارس، ولكن لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع فقط. وحظروا التجمع، لكن كان بإمكان الناس رغم ذلك الذهاب إلى العمل”.

لكن مثل هذه السياسة لا تأتي بنتائج إلا إذا تم اعتمادها بشكل سريع، قبل أن يزداد عدد المصابين إلى حدّ يصبح من الصعب تطبيقها.

في مصر (أ ب)

وارتفعت أصوات في فرنسا تندد بعدم إجراء فحوص بشكل مكثف، غير أن المعايير لإجراء الفحوص تطورت مع تطور الوباء، على غرار ما جرى في دول أخرى، ففي مرحلة أولى، كانت أي حالة يشتبه بها تخضع للفحص، أما الآن، فأوضحت وزارة الصحة أن “الفحوص محصورة بالمرضى في المستشفيات، والأشخاص الذين يعانون وضعا هشا، والعاملين في مجال الصحة (الذين تظهر عليهم أعراض)، والمتبرعين بأعضاء وأول ثلاثة مرضى في الدور الجماعية للأشخاص الضعفاء البنية” مثل دور المسنين ومراكز المعاقين.

وأكدت الوزارة: “أجريت آلاف الفحوص منذ عدة أسابيع” من غير أن تحدد رقما معينا.

وأجرت إيطاليا، الدولة الأكثر إصابة بالوباء في أوروبا، 165 ألف فحص حتى الأربعاء. وفي إسبانيا التي تعتمد اللامركزية، لا يمكن معرفة عدد الفحوص التي جرت بشكل دقيق. أما في ألمانيا، الدولة الفدرالية، فالنهج المتبع يختلف بين المناطق.

وأعلنت عدة دول في الأيام الماضية بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا والجمهورية التشيكية عزمها على تكثيف جهودها.

وإحدى الوسائل لتشديد مكافحة الوباء قد تكمن في التوصل إلى وضع فحوص أسهل واسرع تصدر نتائجها في نصف ساعة عوضا عن الفحوص الحالية التي تستغرق نتائجها اربع إلى خمس ساعات.

الاخبار العاجلة