وباء من نوع آخر

30 مارس 2020آخر تحديث :
وباء من نوع آخر

عنان شحادة

قبل عدة أيام فوجئ المواطن هشام محمد صبيح، من بلدة الخضر جنوب بيت لحم بقيام مستوطنين بتحطيم العشرات من أشجار الكرمة والزيتون في أرضه الواقعة بالقرب من مجمع مستوطنة غوش عتصيون الجاثمة على أراضي المواطنين جنوب المدينة، وتحديدا في منطقة سهل الرجم.

عربدة جنود الاحتلال والمستوطنين في المنطقة لم تتوقف رغم جائحة “كورونا”، “هذا هو الوباء الأساسي الذي يلاحقنا ونحاول التصدي له بكل ما أوتينا من قوة الصمود والإرادة، قال صبيح لـ”وفا”.

لم يرق للاحتلال ومستوطنوه اهتمام المزارعين الفلسطينيين بأراضيهم، فشنوا هجمات على الأرض والمزروعات في مناطق مختلفة من محافظة بيت لحم، تركزت تحديدا في بلدة الخضر جنوب المدينة.

وقال صبيح، ان المزارعين يعيشون حالة من الخوف على مزارعهم، خاصة من استغلال المستوطنين لحالة الطوارئ المفروضة في فلسطين وتخفيف حركة المزارعين، للقيام بأعمال التدمير والتجريف، وهو ما حصل بالفعل.

“ذهابي الى ارضي وفلاحتها كما اعتاد دوما، ليس انتهاكا لقرار حالة الطوارئ بل يعزز ذلك، في مواجهة الأخطر من هذا الفيروس وهو الاحتلال الذي يجد في ذلك فرصة مواتية للاستيلاء على المزيد من الأرض، وعليه نخرج ونعود وفق التزامنا بالتعليمات الطبية من خلال وضع الكمامة والقفازات والتعقيم، وعدم الاقتراب كثيرا من المستوطنات المحاذية للأرض، أوضح صبيح.

وأضاف “نحن اليوم نحارب على جبهتين، وباء الاحتلال وفيروس الكورونا”، ونحن نحيي يوم الارض في الارض، في ظل غياب الفعاليات التي كنا نشهدها من مسيرات ومهرجانات، بسبب الأوضاع السائدة.

ويصادف اليوم ذكرى يوم الأرض الــ44، الشاهد الحي على فظاعة المحتل وعلى نهب الأرض وسرقتها.

وتعتبر بلدة الخضر من المناطق الأكثر اهتماما بالزراعة في محافظة بيت لحم، وتشتهر بزراعة العنب، ويتهدد أراضيها الاستيطان من خلال تواجد آلاف الدونمات الزراعية خلف جدار الضم والتوسع الاستيطاني، إضافة الى أراضٍ تابعة لعدد من بلدات وقرى الأرياف الغربية والجنوبية والشرقية.

وقال محافظ بيت لحم كامل حميد، إن فرض حالة الطوارئ لا يعني منع المزارع من الوصول الى أرضه، بل هناك تعليمات بضرورة تسهيل مرور المزارعين، ومتابعة قضاياهم من خلال الارتباط المدني الفلسطيني وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مؤكدا ان هناك اعتداءات جمة من قبل المستوطنين طالت الأراضي وعبثت بها.

وأضاف، تم إعطاء التعليمات لأعضاء لجان الطوارئ في القرى بضرورة تقديم الارشادات للمزارعين قبل توجههم لأراضيهم، وعدم الاختلاط بالمستوطنين بحكم قرب المستوطنات من الأراضي، كذلك تأمين خروجهم وعودتهم قدر الإمكان.

إلى ذلك أشار مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية لـ”وفا”، الى ازدياد ممارسات واعتداءات الاحتلال والمستوطنين المنظمة ضد الأرض، في ظل حالة الطوارئ، خاصة تقطيع الأشجار والتجريف تمهيدا للاستيلاء عليها.

وأضاف، انهم استغلوا عدم وجود أصحاب الأرض في أوقات عدة بسبب الظروف، وشرعوا بشق طرق استيطانية وتعبيدها كما حدث في منطقة خلة النحلة جنوب بيت لحم، إضافة الى ان سلطات الاحتلال أصدرت قرارا يتضمن توزيع إخطارات الهدم ووقف البناء لمنازل المواطنين دون تحديد موعد جلسة في المحكمة من أجل المتابعة القانونية.

وتابع ان هذا القرار ينص على عدم استقبال المراجعين من المواطنين، مع التأكيد على قيامهم بعمل مخطط مساحة على اخراج القيد القديم، مع ابلاغ ما يسمى الإدارة المدنية بأن الأمور جاهزة عبر صناديق خاصة توضع فيها المخططات مع عدم الجلوس مع المواطنين، منوها إلى أن هذا إجراء غير قانوني ومخالف للقانون الدولي، وأن الاحتلال يستغل الظروف بشكل عنصري?.

وأكد ان الاعتداءات خلال الأيام الماضية من حالة الطوارئ طالت تقطيع مئات الأشجار، 400 شجرة زيتون في قرية وادي فوكين غربا، و800 شجرة كرمة وزيتون في أراضي بلدة الخضر، مبينا ان الاعتداءات تعدت ذلك الى حد محاولات طرد سكان منطقة “شوشحلة” في الخضر والضغط عليهم بعدم التواجد فيها، إضافة الى اجبار المزارعين على مغادرة أراضيهم في مناطق باطن المعصي، وخلة الفحم وام محمدين.

وأوضح بريجية انه امام هذه الهجمات الاستيطانية تم تشكيل دوريات حراسة صباحية ومسائية على الأرض، وهو ما تم إنجازه في بلدة الخضر.

ــــــــــــ

الاخبار العاجلة