تحولات طارئة في الحياة الأسرية بسبب “كورونا” – رجال يكتشفون مهام زوجاتهم المرهقة وآخرون يتسللون للمطابخ

31 مارس 2020آخر تحديث :
تحولات طارئة في الحياة الأسرية بسبب “كورونا” – رجال يكتشفون مهام زوجاتهم المرهقة وآخرون يتسللون للمطابخ
صدى الاعلام_قلقيلية: منذ فرض حالة الطوارئ في فلسطين، والتزام المواطنين بالحجر المنزلي، للحد من انتشار فيروس “كورونا” تشكل واقع جديد في الأراضي الفلسطينية كما العالم، رجال ملتزمون منازلهم لفترة طويلة للمرة الأولى، وبشكل فاجأ أسرهم التي وجدت نفسها في بداية مرحلة أسرية جديدة.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من الفيديوهات والكلمات والصور التي أشارت إلى انخراط الرجال في الأعمال المنزلية، وتسللهم إلى المطابخ والتدخل في نوعية الغذاء والكميات والمقادير، واخرى تناولت خلافات عائلية بطريقة كوميدية، وجميعها لاقت استحسان المرأة التي وجدت من يقتسم معها أعباء المسؤوليات والمهام المنزلية، كما وجدت استحسانا من المتابعين الذين بدأوا بمشاركتها على نطاق واسع.

وتحقيقا لشعار “خليك بالبيت”، التزم المواطن ماهر أحمد “أبو فكري” “53 عاما”، من قلقيلية، المنزل إلى جانب زوجته وأطفاله الخمسة، حفاظا على سلامتهم ولحمايتهم، بعدما كان يعمل في مجال البناء بأراضي الـ48، ويرى أن مساعدة عائلته في الأعمال والحديقة المنزلية، طريقة مثلى لاستغلال وقته والتمتع بنشاط بدني وحركي.

وأضاف: “ليست هذه المرة الأولى التي أخوض فيها تجربة التدابير المنزلية، لكنها حقا الأولى التي أشعر فيها بحجم المسؤولية التي تقع على زوجتي بغيابي، وأنها أمر مرهق خاصة العناية بالأطفال ورعاية المنزل والعمل في آن واحد“.

يوافقه الرأي المواطن أحمد خضر “أبو أحمد” “40 عاما”، قائلا: “إنها فرصة أن أشعر بزوجتي وبالمهام التي تقوم بها من خلال الحجر المنزلي، أقوم بتعليم طفليَّ الدروس الالكترونية عبر الإنترنت، وأجد صعوبة في ذلك، فالأطفال بحاجة إلى أسلوب وصبر طويل لتعليمهم والعناية بهم، والمرأة عظيمة في صبرها وعطائها”، داعيا العائلات لاستغلال وقتها في توطيد العلاقات الأسرية، عن طريق ممارسة الأنشطة الجماعية المشتركة مثل الألعاب والرياضة والطهي والعمل في الحدائق .

أما الشاب حامد نزال “26 عاما”، فإن الحجر كان فرصة له ليتعلم فنون الطبخ والتدابير المنزلية، قبل الإقبال على الحياة الزوجية، فهو يساعد والدته بالمنزل ويعينها بكل ما تحتاجه، وحسب وصفه أصبح “رجل بيت امعدل”، مضيفا أنه اعتاد التوجه إلى النادي الرياضي يوميا وفي ظل هذه الأزمة يرى أن الأعمال المنزلية هي بديلة وتشجعه على الحركة.

وعند سؤالنا الشاب أحمد عرجة “27 عاما”، عن صورته التي شاركها مع أصدقائه عبر منصات التواصل الاجتماعي بإعداده للطعام، قال: “إن الأعمال المنزلية، لا تقتصر على المرأة، وإنما بمشاركة أفراد العائلة يدا بيد، وبالنسبة لشخصي فاكتشفت أني ماهر في إعداد الطعام، وترتيب المنزل خلال هذه الفترة، ثم إن هذه الأيام هي فرصة للتقرب من العائلة، والشعور بهم، لنيل الأجر والثواب وتعلم مهارات منزلية جديد“.

وعبرت العديد من النساء عن فرحتهن بمشاركة الرجل بالأعمال المنزلية، وبعضهن تمنين أن تتكرر هذه المشاهد بشكل يومي ولا ترتبط بظروف معينة.

وفي هذا الإطار قالت المعلمة نهاية رضوان (35 عاما)، إن زوجها يتقاسم معها الأعباء المنزلية بعد أن ترك عمله في أراضي 48، ويقوم بإعداد وجية الفطور، كما يدخل إلى المطبخ قبل فترة الغداء ويبدأ بالمساعدة لدرجة أنه تعرف على المقادير وكميات الطبخ وأنواعها، منوهة إلى أن ذلك أسعدها كثيرا خاصة أنه بات على علم بحجم المسؤولية الملقاة عليها في غيابه.

وأشارت الأخصائية الاجتماعية والنفسية لينا داود لـ” وفا”، إلى أن قيام الرجل بمساعدة العائلة بالمنزل، لا يجب أن يقتصر على مكان وظرف معين، وإنما يجب أن يكون ذلك من المهارات اليومية الحياتية، لما له من آثار إيجابية على العائلة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.

وأضافت: “في ظل الحجر المنزلي شاهدنا الكثير من الصور والفيديوهات لرجال همّوا بمساعدة عائلاتهم وبالتحديد زوجاتهم، وكان أمرا مفرحا وجميلا بالفعل، علينا استغلال وقتنا بما هو مفيد لنا ولعائلاتنا، وليس هذا بالشيء الذي يدعو إلى الاستهزاء أو السخرية منه كما فعل البعض“.

وتابعت، أن مساعدة العائلة في مهام المنزل أو في إعداد الإفطار، أو رعاية الأطفال، من قبل الرجل وشكرها على ما تبذله من جهد ووقت، يجعل المرأة، تقدر هذه المساعدة كثيرا، وتثمن الكلمات الطيبة ويملأ قلبها الفرح والتقدير، الأمر الذي سينعكس على العلاقة العائلية بالإيجاب.

وتابعت: إلى جانب ذلك فان مساعدة الرجل تخلق أثرا طيبا في نفوس الأطفال بالمنزل، لأنهم سيكبرون على مبادئ قيمة، مثل التراحم، والتعاون والمشاركة، ما يعزز من وحدة الأسرة وترابطها.

من جهته قال مدرب التايكواندو والإعداد البدني شريف محمد شريم من قلقيلية، إن الأعمال المنزلية للرجال هي فرصة لفقدان الوزن الزائد، وتبقي الجسم مرنا نشيطا مستعدا للعمل في أي وقت، موضحا أن التوقف عن الحركة يؤدي لتراكم الدهون حول الكتل العضلية لأجسامهم، خاصة بالذراعين والوركين والساقين، نتيجة قلة النشاط وانخفاض معدّل الأيض الغذائي، والإفراط في تناول السعرات الحرارية المكتسبة من الطعام، ما يؤدي إلى السمنة وضعف الجسم والإصابة بالأمراض مستقبلا، وأن الاعمال المنزلية هي فرصة للحركة والنشاط“.

الاخبار العاجلة