الاحتلال و”كورونا”.. كلاهما خطر

2 أبريل 2020آخر تحديث :
الاحتلال و”كورونا”.. كلاهما خطر

 عنان شحادة

لا يزال رأفت عبيات (44 عاما)، من جبل هندازة شرق بيت لحم، يستذكر اللحظات الأولى لحصار كنيسة المهد، واجتياح دبابات الاحتلال المدينة في الثاني من نيسان/ابريل عام 2002.

عبيات الذي أصيب خلال الحصار برصاصة أطلقها جنود الاحتلال صوبه، ما تسبب له بشلل نصفي، يقول “لجأنا الى الكنيسة بعد أن اجتاحت دبابات الاحتلال المدينة، ولم نستطع العودة إلى منازلنا، ظنا منا أن الأمر لن يطول، لكن الحصار استمر 39 يوما”.

ويضيف: “عشنا أياما صعبة، ونفذ الطعام في اليوم العاشر، وأصبحنا في أزمة خانقة، بعدها تقاسمنا الهم مع المحاصرين من رجال الدين في الكنيسة الذين قدموا المساعدة”.

وبعد عشرين يوما على حصار الكنيسة، أصيب عبيات برصاصة، أطلقها قناص من جنود الاحتلال، ودخل في غيبوبة لمدة 40 يوما، قبل ان يعود للحياة مجددا، ويصاب بالشلل.

ما تعيشه مدينة بيت لحم اليوم من حالة طوارئ بسبب فيروس “كورونا”، والتزام المواطنين منازلهم، واغلاق لكنيسة المهد، أعاد عبيات إلى زمن الحصار ويتابع: أعاد ما نعيشه اليوم الى ذاكرتي الأيام الصعبة اثناء حصار الكنيسة.

ويؤكد “الاحتلال أشد ألما من الفيروسات نسبة كبيرة يصابون بالفيروس ويتعافون، لكن إصابة الاحتلال لي لا يمكن ان تعيدني الى ما كنت عليه، فهو يلاحقني للآن ويمنعني من مواصلة علاجي في مستشفيات مدينة القدس”.

تحصن داخل الكنيسة 240 شخصا، استشهد منهم سبعة مواطنين، وأصيب 26 أخرون، وأبعدت سلطات الاحتلال 36 منهم، 13 الى دول أوروبية، وما تبقى الى قطاع غزة.

بدوره، يقول رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان الذي كان من بين المحاصرين، إن الحصار كان مرحلة صعبة للغاية، وشكل صمود المحاصرين في ظروف حياتية لا يمكن وصفها، اسطورة ترويها الأجيال.

ويتابع “مثلما سطرت بيت لحم اسطورة في الصمود خلال حصار الكنيسة، فهي اليوم تعيد هذا الامر في الصمود أمام فيروس كورونا”.

محافظة بيت لحم كامل حميد يقول “عندما حوصرت كنيسة المهد وأغلقت، كانت لحماية أبنائنا واهلنا في محافظة بيت لحم من جبروت المحتل، الذي لاحق من التجأ اليها وهذا المشهد لا ينسى وماثل امام العالم”.

ويوضح” اليوم نغلق الكنيسة من اجل حماية أبنائنا وسلامتهم من فيروس كورونا، في كلا الحالتين هذه الأماكن الدينية تفتح وتغلق لمصلحة المواطنين والحفاظ على سلامتهم، لتكون أماكن طمأنينة واستقرار لا خوف ورعب ونشر الامراض، الاحتلال والوباء وجهان لعملة واحدة.

الاب عيسى ثلجيه يستذكر من أمام كنيسة المهد المغلقة ما ارتكبه الاحتلال من جريمة بحق قارع الأجراس بإطلاق الرصاص عليه اثناء حصار الكنيسة.

ويقول الحصار مؤلم وشاهد على فظاعة المحتل عندما حاصر عدد أبناء شعبنا على مدار 39 يوما، ولم يكتف بذلك بل اعتدى على الكنيسة بنيران اسلحته وهو ما أدى الى استشهاد واصابة عدد منهم.

ويضيف: نحن اليوم في الذكرى الثامنة عشرة على حصار الكنيسة، ونواجه فيروس “كورونا” لكن في كلا الحالتين تجسدت الصورة الحقيقية لصمود أهلنا بقوة الإرادة والايمان بحتمية الانتصار.

الاخبار العاجلة