ندية.. تحفظ الأغذية لإعالة أسرتها في زمن الكورونا

8 أبريل 2020آخر تحديث :
ندية.. تحفظ الأغذية لإعالة أسرتها في زمن الكورونا

 إسراء غوراني

لم تجد المواطنة ندية بشارات (أم بهاء) من بلدة طمون جنوب طوباس أمامها إلا خيرات بلدتها الزراعية لتصنِّعها وتبدأ بتسويقها، لتعتاش منها أسرتها المكونة من تسعة أفراد، خاصة أن زوجها بات مضطرا للبقاء دون عمل كآلاف العمال الفلسطينيين، بسبب تفشي وباء كورونا.

وحسب منتدى سيدات الأعمال، إن 98% من المشاريع الريادية توقفت، ووضعت النساء الرياديات في مأزق حقيقي، خاصة النساء التي تعيل الأسرة بأكملها، لكن ندية تعتبر من الحالات الفردية التي واصلت العمل فيها لاعالة اسرتها.

ندية وهي أم لسبعة أطفال تقول إنها تستغل المواسم الزراعية في بلدتها لحفظ الأغذية، فهي تستغل موسم ورق العنب الحالي لشراء كميات كبيرة منه وحفظها في زجاجات بطريقة “الضغط”، لتبيعها في محيطها وتحقق ربحا يساعدها في توفير مصاريف عائلتها لحين انقضاء هذه الفترة العصيبة، كما تستغل موسم الخيار لتخليله وبيعه.

تستخدم أم بهاء وسائل التواصل الاجتماعي لعرض وتسويق منتجاتها، حيث تتلقى الطلبات من داخل بلدتها، خاصة أن هذه الفترة تشهد إقبالا على شراء هذه المنتجات بسبب قرب حلول شهر رمضان المبارك.

توضح ندية أن أبناءها وأكبرهم في الصف الرابع الابتدائي يساعدونها في بعض الأعمال البسيطة والمنزلية على قدر استطاعتهم هذه الفترة، لتخفيف العبء عليها وتمكينها من حفظ وتخزين كميات وفيرة وتسويق

وتؤكد أن عملها هذا من شأنه مساندة أسرتها وحمايتها من الفقر في ظل توقف الغالبية العظمى من المواطنين عن العمل، وخاصة شريحة العمال، التي تعتبر الأكثر تضررا.

وتستغل أم بهاء الميزة الزراعية لبلدتها طمون كعشرات النساء في بلدتها، حيث تتميز طمون بأنها من البلدات الزراعية في فلسطين والتي تنتج مختلف أنواع الخضروات.

وتوضح مديرة مركز طمون النسوي ربحية بني عودة، أن وفرة المنتجات الزراعية في طمون وهو ما شجع نساء البلدة على العمل في مجال حفظ الأغذية وتسويها منذ سنوات طويلة، ولكن الفترة الحالية شهدت إقبالا إضافيا من السيدات على هذا العمل باعتباره بديلا لتوفير الدخل للأسرة.

وتطرقت إلى الصعوبات التي تواجهها السيدات العاملات في هذا المجال حاليا، ومن أهمها صعوبة التسويق بسبب ظروف الحجر الصحي، وبالتالي عدم إمكانية التسويق خارج البلدة إلا في حالات نادرة.

تؤكد بني عودة أن النساء كن يسوقن منتجاتهن بعدة طرق، إما من خلال المعارض، أو من خلال المركز النسوي والمتجر التابع له “الدكان الريفي”، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الوسيلة الأكثر شيوعا في الوقت الراهن، بسبب ظروف الحجر المنزلي.

من جهتها، تطرقت عائشة حموضة من اتحاد نقابات عمال فلسطين إلى أهم العوائق التي تواجهها هذه الشريحة من النساء، حيث تعرض قطاع التصنيع الغذائي المنزلي هذه الفترة لخسائر بسبب صوبة التحرك والتنقل.

وتضيف أنه بالرغم من دخول العديد من النساء مؤخرا لهذا المجال لإعالة أسرهن بسبب عدم تمكن أزواجهن من العمل، إلا أن تسويقهن ظل محدودا ومقتصرا على محيطهن.

وتوضح حموضة أن إمكانية استصدار هؤلاء السيدات لتصاريح تنقل لتسويق منتجاتهن شبه مستحيلة، فغالبية العاملات في هذا المجال غير مسجلات في الغرف التجارية.

الاخبار العاجلة