ما هي الأعباء الإضافية التي ألقى بها “كورونا” على منازل الفلسطينيين؟

16 أبريل 2020آخر تحديث :
ما هي الأعباء الإضافية التي ألقى بها “كورونا” على منازل الفلسطينيين؟

أمل حرب

فرضت الظروف الاستثنائية التي يعيشها شعبنا منذ ظهور وانتشار فيروس كورونا، مهام وأعباء إضافية على منازل المواطنين، التي تحولت بفعل الحجر المنزلي المرافق لإعلان حالة الطوارئ في فلسطين إلى أكثر من كونها منازل، بحيث يمكن للمتابع أن يرى الطالب والمعلم والجامعي والموظف يمارس أعماله من خلال المنزل.

هذه الظروف خلقت تغيرات في الحياة المنزلية للمواطنين، وجرب الأهالي لأول مرة العمل والدراسة عن بعد من خلال الشبكة العنكبوتية، كما أن الاجتماعات والمؤتمرات وأحيانا نشرات الأخبار تبث من المنازل.

المدرسة مها أبو منشار، بذلت جهدا كبيرا في متابعة طالبات الثانوية العامة في إنهاء مادة الفصل الثاني من منزلها من خلال التعليم الالكتروني، وأشارت الى انها وفرت لوحا وطباشير ووسائل تعليمية وعملت على تصوير الحصص الصفية من داخل منزلها، وتابعت الطالبات وأجابت على تساؤلاتهن.

وبينت لـ “وفا” أن هذه الطريقة احتاجت جهدا ووقتا اكثر من الحصة الصفية المدرسية العادية، منوهة إلى مساندة زوجها لها وتعاونه في متابعة شؤون البيت وتوفير الجو المناسب لاستكمال عملها مع الطالبات، وقالت: التعليم عن بعد طريقة مهمة وجادة وناجحة رغم حدوث انقطاع في بعض المرات خارج عن السيطرة، الا انه استثمار للوقت وإنقاذ للعام الدراسي.

يصف الصحفي ساهر عمرو منزله في ظل الحجر بالقول: “صالون المنزل صار مكانا لتلقي المحاضرات الالكترونية لابنته الجامعية، يجري توزيع ساعات الدراسة بين الاشقاء حسب الحاجة وتقاسم العمل على جهاز الحاسوب حسب الأولوية، فيما خصصت زوجته المدرسة جزءا من وقتها لتعليم طلابها الكترونيا، كما سمح للأطفال بعد توفيرهم الهدوء لأشقائهِم وشقيقاتهم اثناء تلقي محاضراتهم واعمالهم بساعة للعب كرة القدم والترفيه عن انفسهم في باحة المنزل”.

وتابع، “أمارس عملي كصحفي، من المنزل من خلال كتابة الاخبار والتقارير ومتابعة الاحداث خلال فترة دوامي، تنظيم الوقت بين افراد الاسرة في استعمال المكان والزمان والأدوات والوسائل واحترام خصوصيتهم ساهم في تعزيز علاقاتهم وتقويتها وتعزيز الديمقراطية في مؤسسة الأسرة التي تمثل نواة المجتمع”.

من جانبه وضع الطالب الجامعي انس حرب، منزل عائلته في حالة طوارئ يريد توفير الهدوء اللازم لتلقي محاضراته عبر النوافذ الالكترونية في مواعيدها، كما يطلب من العائلة عدم الضغط في استخدام الانترنت خوفا من الانقطاع ومن أجل استكمال وظائفه وواجباته الجامعية، موضحا، أن تلقي المحاضرات بهذه الطريقة يربك العائلة والطالب معا، ولكن الجميع يحرص على عدم خسارة الفصل الدراسي رغم هذه الظروف الطارئة .

من جانبها اشارت ام الطالبة جوى أبو شرخ، ان التعليم والتدريس المنزلي عبء كبير على الام  خاصة للصف الأول الابتدائي، فبعض الأمهات لا يعرفن بالضبط أسس التدريس وكيفيته، ولكن نبذل كافة الجهود من اجل أبنائنا، مبينة ان طلبة الصف الأول من اكثر المتضررين من خسارة الفصل الدراسي ما لم يتم متابعتهم.

 إلى ذلك قالت مشرفة رياض الأطفال في تربية جنوب الخليل نجاح حرب، “من أجل الحد من انتشار كورونا ومنع الاختلاط من خلال التباعد الاجتماعي، ارتأت المديرية عقد اجتماعات مع رؤساء الأقسام عن بعد لبحث آليات عمل الأقسام لإكمال خططهم السنوية بما يتناسب الوضع. وأوضحت ان ذلك تطلب متابعة من المنزل حيث جرى متابعة مربيات رياض الأطفال المبدعات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتوحيد الجهود من اجل الوصول الى الأطفال والأهالي وسرد القصص وترديد الأناشيد من خلال فيديوهات مرحة للأطفال وتناول مجموعة من الأنشطة الهادفة التي تخدمهم وتنظم وقتهم، وتساعد على التفريغ النفسي خلال فترة الحجر المنزلي، مبينة ان هذه الأنشطة لاقت تفاعلا من قبل الأهالي .

المشرفة الاجتماعية والنفسية هيام أبو عجمية، اشارت الى صعوبة الانتقال المفاجئ من الحياة الطبيعية الى وضع استثنائي مقلق، خاصة مع انعكاس ذلك على البيوت والعائلات، منوهة إلى أهمية التعافي من الجائحة والعودة الى الحياة الطبيعية من دراسة وتواصل ووعي اجتماعي .

وأشارت إلى أن قرار الجامعات باستكمال العام الدراسي عن بعد وكذلك وزارة التربية والتعليم خلق نوعا من التوازن النفسي وأبعد القلق والانتظار والخوف من المجهول، مبينة ان هناك انشطة إبداعية للأطفال والطلاب تهدف الى التفكير بإيجابية والابتعاد عن مظاهر التوتر، وكان الحجر فرصة لتقارب الاهل من أولادهم ودعمهم ومشاركتهم مواهبهم وتنميتها .

وأكدت أن الاسرة عليها مسؤولية كبيرة في حماية وتنشئة افرادها ودعمهم وتقوية علاقاتهم وتعزيز الثقة بينهم، منوهة إلى انها على مستوى عال من الوعي وعندها خبرات بالمرور من هذه الازمة للخروج منها بقوة وعزيمة وبأقل الخسائر.

الاخبار العاجلة