أم أشرف نعالوة .. 18 شهرا من الألم والقهر

16 أبريل 2020آخر تحديث :
إضرابهم
صدى الاعلام _ رام الله :  عقب 18 شهرا من معاناة السجون وقهر السجان، تنفست الأسيرة وفاء مهداوي (56 عاما)، والدة الشهيد أشرف نعالوة، الحرية، بعد أن أفرجت عنها سلطات الاحتلال من سجن الدامون، ظهر اليوم الخميس عند حاجز سالم غرب جنين.

العشرات من جماهير محافظتي طولكرم وجنين وحركة فتح ولجان الطوارئ كانت بانتظار مهداوي إلى جانب أهلها، لحظة وصولها الحاجز مرتدية الكمامة والقفازات، كإجراء وقائي في ظل جائحة كورونا، لتنقل بواسطة سيارة إسعاف إلى المركز الكوري للطب الوقائي في جنين، لإجراء فحص كورونا للاطمئنان على صحتها.

وفي لقاء مع “وفا”، قالت مهداوي: “تعبت كثيرا خلال وجودي في السجن، حيث تلقيت نبأ استشهاد أشرف بحسرة وألم، انتابتني حالة من الحزن والصدمة، بكيت كثيرا وبشكل دائم، وراودتني آلام شديدة في المعدة والغدد، وتعرضت قبلها لتعذيب من إدارة السجن تمثلت في الشبح والعزل والحرمان من النوم والبرد القارص والشتائم وتحقيق متواصل أنهك جسدي وآلم نفسيتي”.

وأضافت أن الأسيرات “وقفن إلى جانبي في التخفيف من حدة الحزن الذي سيطر علي، وكن إلى جانبي في كل رحلة ألم مررت بها طوال فترة مكوثي في السجن”.

محكمة الاحتلال أرجأت محاكمة مهداوي عدة مرات كإجراء انتقامي، وعن ذلك قالت: “في كل مرة كان يقدم فيها المحامي استئنافا للإفراج عني، ترفض المحكمة وتواصل اعتقالي وتعذيبي، وتؤجل محاكمتي لأيام أخرى”، مشيرة إلى أنه كان من المقرر الإفراج عنها في الخامس عشر من آذار/مارس الماضي، لتفاجأ بتأجيله.

ونقلت مهداوي رسالة من الأسيرات بضرورة إيلاء قضيتهن أهمية كبرى. وأشارت إلى أنهن بخير وجميعهن متشوقات للحرية، لكن الوضع المعيشي داخل السجن سيء، خاصة في هذا الوقت الذي منع فيه الاحتلال زيارات الأهل والعلاج والمحامين و”الكنتينا”، بسبب انتشار فيروس كورونا، وهن بأمس الحاجة للعلاج خاصة المريضات، ولأدوات التعقيم والوقاية، لافتة إلى أن سلطات الاحتلال تقتصر على توفير الكلور كاداة تعقيم بكمية قليلة تكاد لا تكفي.

من جهته، أكد شقيقها الأسير المحرر غسان مهداوي أنه مهما طال الظلام فلا بد للقيد أن ينكسر، مشددا على ضرورة الإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال وإنهاء معاناتهم، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا، وتهديده لحياة آلاف الأسرى خاصة المرضى منهم.

وقال: “شقيقتي هي مثال الأم الصامدة القوية الصابرة المتمسكة بالحياة، رغم كل الصعوبات التي ألمت بها، تخرج اليوم بمعنويات عالية ونحن نعلم حجم الحزن الذي يعتصر قلبها، لكنها تنتظر أن يمن الله على زوجها وابنها البكر أمجد بالحرية، ولأبنها الشهيد بالإفراج عن جثمانه ودفنه في مسقط رأسه شويكة”.

ووصلت مهداوي منزلها الجديد الذي بنته اللجان المحلية والشعبية وبإسناد من المؤسسات الأهلية والوطنية في ضاحية شويكة بطولكرم، إلى جانب بقايا منزلها، بانتظار الإفراج عن زوجها في الخامس من أيار/مايو المقبل، وابنها البكر أمجد المحكوم مدة عامين.

وكانت وحدة خاصة إسرائيلية اغتالت الشهيد أشرف نعالوة في الثالث عشر من كانون أول/ديسمبر عام 2018، داخل أحد المنازل في مخيم عسكر الجديد شرق مدينة نابلس، واحتجزت جثمانه حتى اللحظة، بدعوى تنفيذه عملية إطلاق نار أدت لمقتل مستوطنين في مستوطنة “بركان” المقامة على أراضي سلفيت في السابع من تشرين أول/ أكتوبر عام 2018.

وكعقاب للعائلة أقدمت جرافات الاحتلال في السابع عشر من الشهر ذاته، على هدم طابقين من منزل ذويه في ضاحية شويكة شمال مدينة طولكرم، بعد سلسلة من عمليات المداهمة والتفتيش والتخريب لمحتوياته، وتهديد ساكنيه واعتقالهم، فيما تعرضت شقيقاته الثلاثة للاعتقال والاستجواب أكثر من مرة.

كما تعرضت مهداوي للاعتقال أربع مرات، لينتهي بها المطاف لتمضي حكما بالسجن لـ18 شهرا وغرامة مالية قدرها 45 ألف شيقل، مشكلا بذلك صدمة للعائلة التي أعربت عن قلقها عليها وعلى صحتها.

الاخبار العاجلة