يوم أدخلت “الفوارغ” من شبك الزيارة

18 أبريل 2020آخر تحديث :
50 معتقلاً
صدى الاعلام _ رام الله :  في نهاية سبعينات القرن الماضي، شاعت قصة طريفة بين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، للأم التي أدخلت “الفوارغ” المحشية لابنها الأسير من خلال شبك الزيارة في سجن رام الله.

في تلك الفترة من حياة الأسرى، تحديداً في سجن رام الله، كانت سلطات الاحتلال تسمح لأهالي الأسرى بجلب كل ما يشتهيه أبناؤهم من طعام وشراب، فالطعام المقدم لهم من السجن كان رديئا، الأمر الذي جعلهم يفضلون البقاء بالجوع على أن يتناولوه.

يقول الأسير المحرر وسام رفيدي من مدينة البيرة: “كنا نظل في الجوع الشديد طيلة أيام الاسبوع، حيث لم يكن الطعام المقدم لنا يسد حاجتنا، كانوا يكتفون بتقديم المجدرة والأرز والفاصولياء الناشفة والفول والبطاطا المقلية، فيما كنّا نحسد المريض الذي يصرف له طبيب العيادة شريحة من البندورة والخيار والجبنة البيضاء كعلاج خاص”.

وكانت حينها سلطات الاحتلال تشترط أن يتم تناول الطعام خلال الزيارة فقط، ولم تكن تسمح للأسرى بإدخاله إلى الخيم، يستثنى من القرار هذا الحلويات كالبقلاوة والمعمول.

التحول الجذري في طبيعة الطعام المقدم للأسرى جرى عام 1992، عندما أرغموا إدارة سجون الاحتلال بإدراج الخضار مع وجبة الإفطار بعد إضرابٍ استمر 18 يوما، ومن ضمن الأمور الأخرى التي تمكنوا من انتزاعها، السماح للأطفال بالدخول عند آبائهم في آخر خمس دقائق من موعد انتهاء الزيارة، إضافة إلى إخراج المشغولات اليدوية.

وعن ذلك الإضراب يقول الرفيدي الذي أمضى ما مجموعة عشر سنوات في سجون الاحتلال: إنه كان من أكثر المراحل إنجازا في تاريخ الحركة الأسيرة، حيث كان المطبخ في يد الأسرى الأمر الذي جعلهم يعدون الطعام وفق أذواقهم، وكان “شاويش المطبخ” وهو من الأسرى، يسأل رفاقه عن الطعام الذي يرغبون بتناوله، فيما كان البعض يقلي البيض والبندورة داخل غرف الأسر.

ويضيف الرفيدي الذي يعمل حاليا محاضرا في دائرة العلوم الاجتماعية في جامعة بيت لحم، إنه عقب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، اتخذت سلطات الاحتلال إجراءات قاسية بحق الأسرى، وسحبت الكثير من الإنجازات التي حققوها خلال إضرابات متتالية، وصولاً إلى أن الأسير أصبح يعيش على نفقته الخاصة، ما أثقل كاهل ذويه، الذين يضطرون لدفع الأموال من أجل توفير الغذاء الجيد لأبنائهم، عوضا عن الذي تقدمه لهم إدارة السجون، ويفتقر إلى أدنى الشروط الصحية.

عام 2002، أصبح الأسرى يشترون احتياجاتهم من “الكانتينا”، والتي تتميز بارتفاع أسعارها، وبحسب الرفيدي فإن هناك أسرى لم يكونوا قادرين على شراء هذه المواد، ما اضطرهم لقبول الطعام الذي تقدمه لهم إدارة السجون.

كما يضطر الأسرى أحيانا لطهي طعام بغير مكوناته الأصلية، لعدم توفرها في “الكانتينا”، لكن وبحسب رفيدي هي تشبه الأطعمة في خارج السجن باسمها فقط.

أثرت إجراءات سلطات الاحتلال هذه على أهالي الأسرى أيضا، وباتوا غير قادرين على إدخال الأطعمة والحلويات التي يشتهيها أبناؤهم.

ووصل الأمر بالعديد من أمهات الأسرى، للامتناع عن إعداد الوجبات التي يفضلها أبناؤهن الأسرى في بيوتهن ولعائلاتهن، والانتظار لحين الإفراج عنهم من سجون الاحتلال.

الاخبار العاجلة