رمضان آخر في زمن كورونا

24 أبريل 2020آخر تحديث :
رمضان آخر في زمن كورونا

صدى الإعلام – رام الله: عطل فيروس كورونا جوانب الحياة اليومية في العالم، وأوصدت الأبواب في كل حدب وصوب، وطال الأمر كل شيء، التعليم والمهرجانات، وعوالم الرياضة والمناسبات الاجتماعية، والتجارة والأعمال، وصولا إلى دور العبادة من المساجد والكنائس.

يعتبر شهر رمضان مناسبة لاجتماع الأقارب والأهل على مائدة طعام واحدة، فهو المناسبة التي قد تكون الوحيدة التي يتمكن فيها جميع أفراد البيت من الجلوس على طاولة الطعام معا في الوقت ذاته، على عكس الأيام العادية التي ينشغل فيها أحدهم أو أكثرهم في مختلف شؤون الحياة.

فيما أعطت الإجراءات الحكومية التي أعلنها رئيس الوزراء محمد اشتية قبل أيام، أصحاب محلات الحلويات الفرج الذي كان يأملون به، حيث ستسمح هذه الإجراءات لطوابير المواطنين بأن تنتظر دورها للحصول على القطايف والتي لها الأفضلية على باقي الحلويات في رمضان دون منازع.

يقول وائل حسين وهو صاحب محل حلويات: القرار الجديد أسعدنا بالتأكيد، ففي هذا الشهر يكون أساس عملنا، وكذلك فإن المواطنين يحرصون على تناول الحلويات خلال سهراتهم الرمضانية.

ويضيف: “عاد عدد من عمال المحل إلى العمل من جديد وفق التعليمات الحكومية، بعد أن اضطروا لقضاء أكثر من شهر في بيوتهم، والآن نستعد لاستقبال زبائننا الذين يتشوقون لتزيين موائدهم بشتى أصناف الحلويات التي افتقدوها طيلة الفترة الماضية”.

لكن المطاعم والفنادق التي اعتادت على تنظيم السهرات الرمضانية والبوفيهات المفتوحة، ستبقى أبوابها مغلقة، ولن تتمكن بالتفكير في الإبداع من أجل اقناع الزبائن حتى يحطوا رحالهم فيها.

ويقول رائد الأسمر الذي يعمل مديرا في فندق بمدينة رام الله، إن “الوضع الذي فرض حاله على حياتنا ألحق خسائر جمة بمختلف القطاعات، والمطاعم والفنادق ليست بمعزل عن ذلك، فالجميع صعد نفس المركب”.

ويتابع: “نعم نشعر بحسرة لضياع موسم رمضان، لكن الأهم هو أن نعود للعمل مجددا حتى وإن لم يكن خلال هذا الشهر، بعد انتهاء هذه الأزمة، فالأمر أصبح مرهقا نفسيا واجتماعيا”.

كما ستستمر مساجد فلسطين بإغلاق أبوابها التي يبلغ عددها 2315 مسجدا (الضفة الغربية وقطاع غزة) خلال شهر رمضان المبارك، ولن تزدحم هذا العام بالمصلين في صلاة التراويح، في سياق الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.

وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري: “أشتاق للحرم القدسي الذي يغلق أبوابه كسائر مساجد فلسطين، لطالما كان الأقصى يعج بالمصلين في شهر رمضان من مختلف المحافظات، كما لم أتغيب يوما عن المسجد الأقصى، إلا قسرا بسبب إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي للحرم القدسي، وكان أبرزها يوم اعتصمنا عند بواباته قبل ثلاث سنوات حين حاول الاحتلال فرض وضع البوابات الالكترونية التي أفشلها المقدسيون”.

فيما ينصح مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين بألا يجعل المواطنون من منازلهم مكانا لتجمع الأسرة الكبيرة والعائلة.

وأوضح: “اجتماع أفراد من غير أفراد الأسرة الواحدة منافٍ للغاية من أصول الصلاة في البيوت، حيث إنها تقتصر فقط على أهل البيت، وليس بتجميع الجيران والأقارب لأن هذا قد يؤدى إلى انتشار عدوى فيروس كورونا في حالة إن كان أحدهم مصابا بالمرض”.

وأضاف حسين: “نشجع في هذه الأيام أبناء شعبنا على أن يستغلوا أوقاتهم والتزامهم منازلهم في تلاوة القرآن، وأن يتدبروا ويتفكروا في آيات القرآن الكريم”.

الاخبار العاجلة