أبناء شعبنا في لبنان: متمسكون بالعودة وتقرير المصير رغم والتحديات

14 مايو 2020آخر تحديث :
أبناء شعبنا في لبنان: متمسكون بالعودة وتقرير المصير رغم والتحديات

وسام ابو زيد

يعيش ابناء شعبنا في لبنان حلم العودة وتقرير المصير رغم هول الاوضاع المعيشية الصعبة في ظل تفشي جائحة كورونا، ورغم حجم المؤامرات والتحديات المهولة التي تواجههم جراء الانحياز الأميركي لمصالح دولة الاحتلال.

فبعد 72 عاماً على وقوع النكبة وتشتت شعبنا في الشتات والمنافي نتيجة الجريمة الصهيونية بحقه، والاستيلاء على ارضه الا ان شعبنا يبقى متمسكاً بحقوقه كاملة، ايماناً منه بحتمية الانتصار وانجاز اهدافه الوطنية.

ويختلف هذا العام عما سبقه نتيجة تفشي جائحة كورونا، التي زادت الضغط على شعبنا في لبنان بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة، والتزامه بالتعبئة العامة التي صدرت عن الحكومة اللبنانية ما فرض عليهم الحجر المنزلي والانقطاع عن اعمالهم وارتفاع نسبة البطالة.

عضو المجلس الوطني الفلسطيني حسن الناطور قال في حديث لــ”وفا”، إن شعبنا كله ايمان بحقه بالعودة الى ارض الاباء والاجداد، وان الفلسطيني في لبنان يتميز عن سواه من الفلسطينيين في الشتات بصعوبة اوضاعه المعيشية، وحرمانه من حق العمل والتملك، ومنعه من العمل، في الوقت الذي تقوم الاونروا بتقليص خدماتها بذريعة نقص التمويل.

وأكد الناطور ان الفلسطيني في لبنان بقي متمسكاً بحقه بالعودة رافضاً كل اشكال التوطين في لبنان، داعما موقف القيادة الفلسطينية الثابتة على الثوابت.

ولفت الى ان جائحة كورونا تأتي اليوم لتزيد الضغط على الوضع الاجتماعي والمادي والصحي للفلسطيني في لبنان، يضاف اليها انهيار القيمة الشرائية للعملة اللبنانية وما تبعه من ارتفاع جنوني باسعار المواد الغذائية، ما ادى الى دفع الناس الى حافة الجوع بكل معنى الكلمات.

واعتبر الناطور ان هناك تخوفاً من انتشار فيروس كورونا في المخيمات، نظرا للاكتظاظ الكبير فيها.

بدوره، قال رئيس اتحاد الاطباء والصيادلة الفلسطينين فرع لبنان عماد حلاق إنه “عندما تنظر في أزقة المخيمات التي لا يكاد يخترقها نور الشمس في ذروة النهار، ترى ابتسامة طفل وعين حزينة ترسم ملامح اللجوء إلى لبنان منذ عقود طويلة، وشوق إلى وطن محتل لم يستطع أن يراه إلا عبر شاشات التلفاز وهو متلهف خلف أمه لتعلمه ما معنى يوم النكبة، ولماذا فلسطين وليس غيرها وإلى متى سيبقى في المخيم ويكبر فيه ليواجه الأزمات الإقتصادية والأمنية والصحية يوما بعد يوم.”

واكد حلاق انه “ومنذ سنوات والفلسطيني في لبنان في مخيمات اللجوء يعيش الأزمة تلو الاخرى، كما يواجه قوانين وقرارات تحد من حريته في العمل والتملك والعيش بكرامة، ولكنه دائما كان يعود ويقف ليتحدى الواقع ويثور من أجل تحقيق حلمه بالعودة إلى وطنه فلسطين”.

ولفت الى ان الفلسطيني تأثر كذلك بالازمة الاقتصادية التي القت بظلالها على الحياة المعيشية المتردية أصلا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، خاصة مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية والارتفاع الجنوني بأسعار السلع والمواد الغذائية، لتستمر الازمة بأخذ منحى تصاعدي مع انتشار فيروس كورونا في لبنان.

وأشار حلاق الى عمل لجان الطوارئ وخلية الأزمة التي شكلت بسرعة كبيرة بتعليمات الرئيس محمود عباس وبرعاية سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، وبتنسيق بين المؤسسات الصحية الفلسطينية ووكالة الانروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، من خلال حملات التوعية وتعقيم المخيمات والطواقم الطبية التي التحقت بمكان عملها لتكون خط الدفاع الأول عن أبناء المخيمات اضافة الى انشاء غرف العزل أمام مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

من جهته، اعتبر امين سر المكتب الطلابي الحركي المركزي في لبنان نزيه شما ان شعبنا الفلسطيني المقيم قسرا في لبنان، وفي ذكرى النكبة لا زال ينشد لحن العودة الى قراه ومدنه التي اغتصبت واحتلت عام 1948 من قبل العصابات الصهيونية، متمسكا بحقوقه التي كفلتها كافة الشرائع الدولية وعلى راسها حق العودة.

وأشار شما انه وفي ظل تفشي جائحه كورونا، وعلى ضوء قرارات التعبئة العامة الصادرة عن الحكومة اللبنانية والتي التزم بها شعبنا الفلسطيني، توقفت اعمال الجزء الاكبر من أبناء شعبنا وهم المحرومون اصلا من العمل في ما يزيد عن 72 مهنة، ما فاقم ظروفهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، فاصبح الهم الاساس لرب الاسرة تامين قوت يومه، ففاقت نسبة البطالة اليوم في المجتمع الفلسطيني 70 ?.

واكد شما ان شعبنا يواجه اليوم هذه الظروف الاستثنائية بالصبر وبمبادرات تكافلية اجتماعية تقوم بها مؤسسات وجمعيات اهلية ومحلية وبعض ميسوري الحال، “وهنا لا بد من الاشارة إلى مبادرة الرئيس محمود عباس بدعم صمود أبناء شعبنا وتقديم كل ما يلزم لذلك وتخصيص حصص تموينية بالتعاون والتنسيق مع سفارة دولة فلسطين في لبنان”.

واشار شما الى تحديات عديدة تواجه الطلاب في متابعة مسيرتهم التعلميه الكترونيا قي ظل تفشي فيروس كورونا، منها عدم القدرة على التفاعل وعدم توفر خدمه الانترت للعديد من الطلاب، اضافة الى ان التعلم الالكتروني اسلوب جديد على الطلاب الذين يعانون من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة اثرت سلبياً عليهم، مع ما يواكب ذلك من الخوف من المستقبل.

وأكد ان المعلمين والطلاب والاهالي يبذلون جهودا كبيرة استثنائية لانقاذ العام الدراسي الحالي عبر استخدام تقنيات ومنصات لتسهيل عملية التحصيل العلمي.

الى ذلك، اكد مدير دائرة شؤون اللاجئين في لبنان جمال فياض أن ذكرى النكبة تحل وشعبنا يعاني من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة بسبب الوضع العام في لبنان وحالة التعبئة العامة المعلنة من الحكومة اللبنانية.

ويشير فياض الى ان شعبنا تعود على هذه الظروف من تهجير ومآسي ومحن ولكنه تخطى كل المراحل، متمنياً أن تزول كل المحن والصعاب بعودة شعبنا إلى وطنه فلسطين لان لا بديل له عن فلسطين.

ولفت الى ان الدائرة قدمت معدات وشرائح فحوصات الكورونا لمستشفى الهمشري لتسهيل التكاليف على شعبنا اضافة الى مواد التعقيم.

بدوره، أكد الناشط في المجال الاجتماعي والتربوي محمد يونس ان ذكرى النكبة دائما ما تمر على شعبنا لتعيد التأكيد على تمسكه بارضه وحقوقه غير القابلة للتصرف، وتعزيز الوعي لدى الاجيال الناشئة بحتمية الانتصار ودورها في النضال الوطني ضد الاحتلال الاسرائيلي، وصولاً لتحقيق اهدافنا الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال.

الاخبار العاجلة