مبادرون في زمن الجائحة

14 مايو 2020آخر تحديث :
مبادرون في زمن الجائحة

وعد الكار

لم يتردد الشاب جهاد ثوابته من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، بالتبرع باستخدام مطعمه الجديد الذي كان من المزمع افتتاحه في شهر آذار الماضي، لدعم مبادرة شبابية انطلقت قبل أيام باسم تكية بيت فجار.

تكية خيرية تقدم وجبات الإفطار لعشرات العائلات المستورة من البلدة في ظل جائحة كورونا التي وضعت أغلب الأسر الفلسطينية أمام ظروف اقتصادية صعبة.

المبادرة التي لم يتجاوز عمرها عدة أيام، قدمت المساعدة إلى أكثر من  1200 شخص، بمعدل60 عائلة يوميا، حيث يحصل المتطوعون على قائمة بأسماء العائلات المحتاجة من قاعدة بيانات متوفرة لدى لجنة زكاة بيت فجار من أيتام وأرامل، ومن نقابة العمال التي توفر أسماء لعائلات العمال الأكثر احتياجا وتضررا بسبب الظروف الراهنة.

يقول ثوابته أن مسؤليته تجاه وطنه ومجتمعه دفعته للتبرع باستخدام مطعمه الجديد الذي يتكون من طابقين وقاعتين تبلغ سعتهما 300 شخص، والذي بلغت تكلفة تجهيزه نصف مليون شيقل، بالإضافة لوجود طياخ/شيف يتقاضى راتب شهري منه وجعله يُعد الوجبات لصالح مبادرة تكية بيت فجار.

“أنا كصاحب مصلحة لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي تجاه ما يحدث في ظل هذه الأزمة، خاصة مع تضرر أصحاب المهن والعمال الذين يعملون بنظام المياومة، ولم يتسنَ لهم جمع قوت أولادهم في ظل حالة الطوارئ ومنع التجول” أضاف ثوابته، الذي يأمل أن تشجع مبادرته الناس لاعلى تقديم مبادرات مماثلة بما يتوفر لديهم من إمكانات مهما كانت بسيطة، وتقديم نماذج إيجابية في التعاضد وسد بعض احتياجات الأسر المعوزة لكي لا ينام أحد جائعا في البلدة.

ويؤكد ثوابته أن “الدنيا ما زالت بخير.. بنفس أبناء البلد وسواعدهم ونواياهم الطيبة وجهودهم خاصة في شهر الخير والبركة.

وأبدى ثوابته استعداده لتقديم كل ما بوسعه لاستمرار هذه المبادرة الشبابية، معتبرا أن المكسب الحقيقي ليست بالمال، بل بمحبة الناس.

بدوره، قال مؤسس مبادرة تكية بيت فجار أحمد ديريه، أن الفكرة جاءت من احتياج عدد كبير من الأهالي الذين تضرروا من جائحة كورونا، خاصة انهم يعتمدون في عملهم على مصانع الحجر التي تعتمد نظام المياومة للعمال، مشيرا إلى أن هدف المبادرة هو تضييق دائرة الاحتياج لهذه الفئة على الرغم من عدم وجود تمويل من أي جهة لها، وأن كل الاعتماد هو على  رجال الأعمال في البلدة وأهل الخير بما يقدموه من تبرعات نقدية أو عينية مهما كانت بسيطة.

وأضاف أنه تفاجأ من حجم التفاعل الجماهيري على وسائل التواصل الاجتماعي وتلقيه الردود الإيجابية على عملهم في مبادرة التكية، خاصة أنها التجربة الأولى من نوعها في بلدة كبيت فجار والتي يزيد عدد سكانها عن 15 ألف نسمة، مؤكدا أن الالتفاف الشبابي حول كهذا عمل تطوعي يبين مدى تعطّش الشباب لروح التطوع، فيوميا يتواجد من 40-60 متطوعا يقدمون خدمات مختلفة، فمنهم من يتبرع بتوصيل الوجبات، ومنهم من يهتم بتنظيف أواني الطبخ، ومنهم من يتحرى العائلات المستورة التي تتعفف عن السؤال، ومنهم من يتواصل مع العائلات التي سيتم تقديم الوجبات لها في اليوم التالي، والكثير من المسؤوليات التي يتكفل بها المتطوعون، موضحا أن هذه الروح التطوعية الإيجابية لدى شبابنا تؤصِّل فكرة التكافل الاجتماعي بين الناس.

وبيّن ديريه أن حجم ما تقدمه التكية من وجبات لا يتناسب مع حجم الاحتياج الكبير، داعيا الأهالي الى أهمية تقديم التبرعات مهما كانت قليلة او بسيطة، فهي تضمن استمرار العمل لمنع وجود جائعا في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويطمح للاستمرار عمل هذه التكية على مدار العام بجهود المتبرعين وأهل الخير، متمنيا أن يرعى هذا العمل الخيري أحد الجهات الرسمية والأهلية، وأن تزداد عدد الوجبات لتغطي كل الفئات المحتاجة، وأن لا يقتصر العمل على هذا العام وإنما تفعيلها على الاقل كل رمضان من كل عام.

ثمانية أيام من العمل منحتنا القوة الإيجابية، يقول ديريه، الذي شدد على ضرورة الاستمرار وبذل مزيد من العطاء مهما كانت الإمكانات ضئيلة.. لسد العوز ومواجهة الجائحة.

الاخبار العاجلة