مبادرة أحرار.. الأسرى يقدمون هدايا العيد

23 مايو 2020آخر تحديث :
مبادرة أحرار.. الأسرى يقدمون هدايا العيد

 إيهاب الريماوي

قبل عامين شهد سجن “نفحة الصحراوي” حالة استنفار واعتداء على الأسرى، على خلفية إقدام إدارة سجون الاحتلال على عزل أسير بسبب نشره صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر بها أسير وهو يُعد كعك العيد.

بعد هذه الهجمة الشرسة المتواصلة بحق الأسرى، جاءت “مبادرة أحرار” التي أطلقتها طالبة الإعلام في الكلية العصرية نجلاء زيتون من مدينة رام الله، للتذكير بقضية الأسرى قبيل حلول عيد الفطر السعيد.

المبادرة تقوم على توزيع كعك العيد “المعمول” مقدم من الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي بصورة عشوائية على المنازل، وتكون محفوظة داخل علب مطبوع على كل واحدةٍ منها أحد أسماء معتقلات الاحتلال.

اشترطت زيتون التي هي شقيقة أسير، عندما أعلنت عن حملتها عبر صفحتها على موقع فيسبوك أن تشارك أمهات أو شقيقات أو زوجات الأسرى في إعداد الكعك، كما دعت للتبرع لهذه المبادرة، القائمة أساسا على استنهاض الوعي بقضية الأسرى.

“كانت فكرة المبادرة مغايرة للعرف الاجتماعي بما يخص الأسرى، حيث أن المعروف أن المؤسسات والناس هم من يزوروا بيوت الأسرى في الأعياد والمناسبات المختلفة، لكن الفكرة كانت بأن يزور الأسير البيوت من خلال تقديم هذه الهدية ولا ينتظر من يزور عائلته”، تقول نجلاء زيتون.

تفاجأت نجلاء من حجم التفاعل الذي لاقته خاصة من أمهات الأسرى اللواتي تبرع بعضهن بالمواد اللازمة على نفقتهن الخاصة، وكنّا حريصات على المشاركة بالمبادرة ووجدنا فيها نافذة لتسليط الضوء على قضية أبنائهن الأسرى المحرومين من تناول كعك العيد.

“تجمعنا مع عدد من أمهات الأسرى في ساحة منزل المحامية عبير الخطيب في قرية الجديرة غرب رام الله، كانت الأجواء مليئة بالفرح بين الأمهات وبالحزن في نفس الوقت، واللافت أن كل أم كانت تخصص صحن لابنها الأسير على أمل أن يفرج عنه ويشاركهم العيد”، تضيف زيتون.

المبادرة التي انطلقت من رام الله، راجت في جنين ونابلس والقدس، وصولاً إلى قطاع غزة، في لفتة تعبر عن أهمية قضية الأسرى في سجون الاحتلال لدى أبناء شعبنا.

“هناك بيوت لأهالي الأسرى لم يطرقها أحد منذ مدة طويلة، ولأن هذه البيوت لم تطرق خرجت الأمهات لزيارة البيوت من خلال تقديم هذه الهدية باسم أبنائهن، حيث كن يعملن بلهفة كبيرة باعتبار أن هذا الكعك مقدم من فلذات أكبادهن”، تتابع زيتون.

الشاب محمود أبو قمر من قطاع غزة الذي تبنى المبادرة وعمل عليها كتب على صفحته على موقع فيسبوك: آمنا بهذه الفكرة وعلمنا سريعاً على تنفيذها، لأن قضية الأسرى تعبر عن وحدتنا الاجتماعية لما لهم من دور نضالي مهم في تاريخ شعبنا، فلا حديث داخل أروقة مخيم الشاطئ وجباليا ومخيمات غزة إلا بدعوة صادقة للأسرى في ظل تغييبهم عن الساحة الفلسطينية”.

عملت نجلاء زيتون سابقاً على تسليط الضوء على قضية الأسرى، من خلال إعداد فيلم عن موضوع تهريب النطف من سجون الاحتلال واطلقت عليه اسم “نطفة حرة”، وعرض في عدة أماكن داخل فلسطين وخارجها، كما شاركت مع مجموعة شبابية على جمع أموال لسداد الغرامات التي تفرضها محاكم الاحتلال بحق الأسرى.

يمنع الاحتلال إدخال كعك العيد أو المواد اللازمة لذلك، لكن الأسرى يتغلبون على ذلك ويصنعونه من دون سميد وعجوة، حيث يقومون بتجفيف الخبز وفركه حتى يصبح بديلاً للسميد، ثم يأتون بالتمر وينزعون منه النواة ويترك في الماء عدة ساعات ليستخدم للحشوة.

الاخبار العاجلة