من يصدق ان طواقم الدفاع المدني عملت في حرائق الاعشاب والحقول الزراعية اكثر من 500 ساعة في ستة أيام ، رجال الاطفاء اخمدوا ما يزيد عن 1500 حريق اعشاب وأشجار ومحاصيل زراعية خلال شهر ايار الماضي .
في خضم الاحداث السياسية والاقتصادية والصحية المتوالية في فلسطين هنالك عمل مرهق وجهد مضاعف وتضحيات تقدم بصمت،رجال الاطفاء بالدفاع المدني في محافظات الوطن تتعامل بمعدل يومي مئة حريق اعشاب وأشجار ومحاصيل زراعية بعضها يتم السيطرة عليه بعد عمل يمتد ل خمس ساعات وأكثر،خمس ساعات رجل الاطفاء في مواجهة النار والتضاريس الصعبة ودرجات الحرارة المرتفعة .
والحقيقة الراسخة هنا انه ورغم نشرات الوعي التي تقدم للمواطنين رغم استخدم قانون الدفاع المدني والذي يعاقب وبالقانون مشعلي النيران بطريقة متعمدة وفيها استهتار إلا ان معدل الاحداث تتزايد في حقولنا الزراعية وأشجارنا المثمرة،بعضهم يشعل النيران بهدف التخلص من الاعشاب الجافة فتمتد النيران ويفقد السيطرة ويطلب نجدة الدفاع المدني البعض الاخر يقول بإشعال النيران بهدف التسلية والعبث والإهمال رغم تحذيرات الدفاع المدني بعدم اشعال النيران بهذه الحقول لاي سبب كان .
ان معدلات حرائق الاعشاب بتزايد مطرد ونحن لم نطرق ابواب فصل الصيف بعد وأمام المواطن تحدي مهم بالتقليل من حرائق الاعشاب والأشجار والمحاصيل الزراعية من خلال تطبيق اشتراطات الوقاية والسلامة العامة والالتزام بتعليمات الدفاع المدني سيما خلال موجات الحر .
وهنا لا بد من التنويه ان غرف العمليات في الدفاع المدني تتعامل مع الاستجابات حسب ما تملك من معدات واطقم ومتطوعين،وهنالك بروتوكولات وأولويات تتعامل معها في ظل تزايد طلبات الاستغاثة،فحريق منزل تحاصر النيران ساكنيه اولى من حريق اعشاب محصور رغم اهميته .
وفي طريق ختام هذا المقال دعونا نعقد تعاهد خفي بين الدفاع المدني والمواطن فالدفاع المدني يعاهد المواطنين ان يكون قريب منهما ما استطاع يحمي الأرواح والممتلكات ويصون الوطن رغم كل المضايقات اليومية التي نتعرض لها وصعوبة الوصول للعديد من طلبات الاستغاثة في ظل الظروف السياسية التي نعيشها ومع ذلك نصل،والمواطن ان يلتزم اجراءات الوقاية ما استطاع ويأخذ تحذيرات الدفاع المدني على محمل الجد فالغاية التقليل من الخسائر في حقولنا الزراعية والأشجار المثمرة والحرجية وترشيد جهود طواقم الاطفاء والإنقاذ والمركبات في احداث يمكن ان نقلل منها او نحدها بالحذر .
