الأغوار “تحتضن” العالم

22 يونيو 2020آخر تحديث :
الأغوار “تحتضن” العالم
صدى الاعلام _ أريحا: على أخفض بقعة على وجه الأرض بمدينة أريحا، توحدت اليوم الاثنين، لغات 48 دبلوماسيا في رفض مخططات الاحتلال الرامية الى ضم الأغوار وأجزاء أخرى من الضفة الغربية، وفي حق شعبنا في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضرورة ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه مطامع الاحتلال وانتهاكاته.

ورغم مخاطر فيروس كورونا، ودرجات الحرارة المرتفعة، كانت الأغوار اليوم قبلة لسفراء دول العالم لدى دولة فلسطين.. سفراء ينظرون الى اعلام دولهم التي رفعها اطفال فلسطين خلال مهرجان رفض مخطط الضم الاسرائيلي الذي اقيم في اريحا. الآلاف من ابناء شعبنا الذين زحفوا من كل محافظات الوطن الى هناك صدحت أصواتهم: يسقط الاحتلال ولا للضم وتحيا فلسطين.

“إن خطة الضم الإسرائيلية، ضد القانون الدولي وستقضي على حلم السلام وإقامة الدولة الفلسطينية”، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، الذي دعا في المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك وبذل كل ما هو متاح لإنقاذ عملية السلام.

الرسالة التي بعثها المشاركون في مهرجان اريحا وصلت الى العالم والرئيس الاميركي دونالد ترمب، ومن بعده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بأن خارطة دولة فلسطين هي ما اقرتها الشرعية الدولية وليست خرائطهما، وهي ذاتها الخريطة التي رسمتها القيادة الفلسطينية.

الاتحاد الاوروبي على لسان ممثله في فلسطين سفن كون فون برغدسروف، أكد موقف الاتحاد باعتبار الضم من جانب واحد يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وعدم اعترافه بأي تغييرات على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك التي يتفق عليها الجانبان.

أما الموقف الصيني الذي جدد التأكيد عليه السفير قواه وي، فتمثل في أن بلاده تدعم قضية شعبنا العادلة وتمسكها بحل الدولتين وحل الخلافات عبر التفاوض العادل والمتساوي، وعلى أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام واستنادا للتوافق الدولي.

روسيا الاتحادية وعلى لسان السفير غوتشا بواتشيدزه، أكدت  أن تنفيذ الضم سيحول دون اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن هذا اللقاء للفت نظر العالم حول ما اعلنت عنه اسرائيل حول نيتها ضم اجزاء من الضفة الغربية وفرض السيادة على اراض في الأغوار.

الموقف الياباني جاء منسجما مع باقي دول العالم الرافضة لمخطط الضم وعبر سفيرها ماسايوكي ماجوشي، الذي عبر عن قلق بلاده من مخطط الضم، وإن تطبيقه يحطم إمكانية بناء الثقة وفرص تحقيق حل الدولتين، الأمر الذي يشكل تهديدا للإقليم.

وجدد سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى دولة فلسطين محمد أبو وندي، رفض بلاده لخطة الاحتلال، مشددا على أن  الضم سيكون له انعكاسات على العلاقات مع الأردن، ومنعه حماية للسلام، مؤكدا أن إقدام إسرائيل على الضم يعني أنها اختارت الصراع بدل السلام، وأنها ستتحمل تبعات هذا القرار وحدها.

هذه التظاهرة الدبلوماسية والشعبية اليوم تعكس الصورة التي لا يريدها رئيس حكومة الاحتلال ومن خلفه الرئيس الاميركي دونالد ترمب، وهي أن العالم مجمع على أن غطرسة القوة والعنجهية يرفضها العالم الحر، في وقت تغيرت فيها موازين القوى في العالم.

هذه المواقف الدولية الواضحة لاقت ترحيبا وعززت الأمل لدى الحضور، وقال المواطن جلال محمد من مدينة جنين، ان دول العالم تدرك انه في حال اقدمت اسرائيل على مخطط  الضم ستصبح المنطقة ساحة مواجهة، وأن كل الأحداث على الأرض ستختلف وسيكون هناك رد شعبي، وأن ما تضمنته كلمات السفراء من مواقف واضحة بضرورة حصول شعبنا على حقه في اقامة دولته المستقلة هي دليل على أن دول العالم بإمكانها ان تكون ذات تأثير وتعكس مواقفها افعالا.

وقال المواطن طارق الرفاعي من قرية كفر عين برام الله: “إن هذه التظاهرة الدبلوماسية والشعبية تأتي استكمالا للنضال الشعبي والدولي الرافض لسياسات الاحتلال وسلب الحقوق الفلسطينية”.

وأضاف: “هذه الحشود ورغم الظروف الصحية وحضور الدبلوماسيين الدوليين بشكل كبير تبعث برسالة واضحة للاحتلال بان الشرعية الدولية هي مرجعية أي حل، وأن زمن التفرد والهيمنة لم يعد قائما، وأن الشعب الفلسطيني وقيادته ليسوا وحدهم، بل العالم معهم والى جانبهم”.

حضور رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص اليوم ارسل رسالة سياسية اخرى الى دولة الاحتلال، وهي رفض مخطط الضم، ورفض خطة نتنياهو- ترمب.

الاخبار العاجلة