خربة إحميّر.. مطمع استيطاني متجدد

8 يوليو 2020آخر تحديث :
خربة إحميّر.. مطمع استيطاني متجدد

إسراء غوراني

بقلق بالغ، يراقب المواطن منصور أبو عامر وجيرانه في خربة إحميّر، التابعة لمنطقة الفارسية بالأغوار الشمالية، ما قام به المستوطنون مؤخرا من زراعة أشجار، ونصب خيمتين في الجهة الشمالية من الخربة، ويتخوفون من تحويلها لبؤرة استيطانية، ستقضم آلاف الدونمات الإضافية من خربتهم التي استولى الاحتلال على ثلثي مساحتها خلال العقود الماضية.

ومنذ ذلك الوقت، يحرم الاحتلال ومستوطنوه أبو عامر من الاستفادة من أراضي الخربة خاصة في رعي أغنامه، ويضطر للذهاب لمناطق أخرى بعيدة في الأغوار بحثا عن المرعى.

يقول أبو عامر لـ”وفا” إن خربة إحميّر كانت تعتبر على مدار عقود من المناطق الرعوية الغنية في الأغوار الشمالية، حيث تعتمد معظم عائلاتها على تربية المواشي بشكل أساسي في عيشها، وفي حال الاستيلاء على مساحات إضافية من أراضيها، يعني أن السكان سيفقدون مصدر رزقهم بالكامل.

وفي هذا السياق، يوضح الناشط الحقوقي عارف دراغمة أن 120 عائلة كانت تقطن خربة إحميّر، لكن الاحتلال دمرها عام 1967 وشرد أهلها، ولم يبق إلا عدد قليل منهم يسكنون على ثلث أراضيهم، وهو ما تبقى من مساحة الخربة، بعد تحويل ثلثي أراضيها إلى مساحات مغلقة لصالح معسكرات جيش الاحتلال والمستوطنات ومنها مستوطنتي “مسكيوت” و “ميخولا”.

ويؤكد أن 15 عائلة تقطن الخربة حاليا معظمهم من المزارعين ومربي الثروة الحيوانية، علما أن المنطقة كانت تضم نبع مياه غني جففه الاحتلال قبل حوالي 20 عاما، بفعل الآبار العميقة التي حفرتها شركة “ميكروت” الإسرائيلية، وبالتالي أصبحت الخربة تفتقد لمراعيها ومياهها.

ويشير دراغمة إلى أن ما قام به المستوطنون خلال الأيام الماضية من زراعة أشجار في المنطقة ونصب خيام، في الخربة يوضح أطماعهم بالاستيلاء عليها بالكامل، حيث كانوا قد نصبوا خيمة أخرى قبل حوالي ستة أشهر.

منذ عام 2013 دمرت سلطات الاحتلال خربة إحميّر بالكامل وشردت أهلها، لكن العائلات هناك عادوا للسكن فيها رغما عن الاحتلال، علما أن أراضيها هي أراضي طابو مملوكة للسكان.

يقول دراغمة إن سياسة الاستيطان في المنطقة هي ذاتها ولم تتغير منذ عام 1967، حيث تبدأ المستوطنات ببيوت متنقلة “كرفانات” أو خيام، ثم تتحول إلى مستوطنات كبيرة تستولي سلطات الاحتلال بموجبها على آلاف الدونمات المحيطة بها، ويمنعون المواطنين من الوصول إليها.

ويضيف “في حال إقامة بؤرة استيطانية في الخربة فإن ذلك سيقضي على آمال مربي الماشية ومصدر رزقهم، علما أن المنطقة التي أقيمت فيها الخيام مؤخرا هي من أهم المناطق الرعوية، ولكن قبل أشهر بدأ المستوطنون بطرد الرعاة منها، وبعد الإجراءات الأخيرة منع الرعاة من الوصول إليها، ما يعني أنها ستغلق بالكامل أمامهم”.

يذكر أن المستوطنين خلال الأربع سنوات الأخيرة اعتمدوا سياسة إقامة بؤر استيطانية في مناطق مختلفة من الأغوار الشمالية، لتسهيل الاستيلاء على آلاف الدونمات الإضافية من الأراضي.

وفي عام 2016 أقيمت أول بؤرة استيطانية جديدة وهي البؤرة في خلة حمد، وخلال السنوات الثلاث اللاحقة أقيمت بؤر أخرى في مناطق المزوكح، والسويدة، وأبو القندول.

يؤكد دراغمة أن إقامة البؤر الاستيطانية الجديدة المتناثرة يكمل الاستيلاء على أراضي المواطنين، بعد سياسة توسيع المستوطنات القائمة من جوانبها، وكل ذلك يصب في هدف الاحتلال لإقامة مدينة استيطانية كبرى تقضي على آمال السكان.

الاخبار العاجلة