36 ساعة

9 يوليو 2020آخر تحديث :
36 ساعة

صدى الاعلام_ رام الله: 36 ساعة من السفر والتعب ضمن اجراءات السلامة العامة، قضتها المحاضرة في جامعة النجاح الوطنية سمر الشنار في رحلتها من ولاية “ويسكونسن” في الولايات المتحدة الأميركية إلى منزلها في مدينة نابلس.

الشنار كانت قد غادرت الوطن قبل حوالي عام، بغية تجربة التدريس للطلبة الأميركان في مجال العلاقات العامة واللغة العربية في جامعة “ماركيت”.

والتحضير لبحثين وتحليل مضمون هناك.

لكن خلال تحضيرها للبحث الثاني المتعلق بصورة الفلسطيني في الإعلام الأمريكي تم اغلاق مقاطعة “ميلووكي” بسبب انتشار فيروس “كورونا”، لتبقى في الحجر مدة أربعة أشهر داخل منزلها وحيدة لا تخرج منه، ولا يزورها أحد.

وتقول الشنار “كانت التجربة الأقسى التي مرت في حياتي، وقلبت تفكيري وجعلتني أعيد حساباتي، وعلمتني الكثير من الدروس”.

وتضيف “ليس سهلا أبدا قضاء أربعة أشهر كاملة وحيدة داخل منزل فارغ إلا من أنفاسك، كان يخيل لي دائما بأن هناك أشياء سيئة ستحصل”.

وكان تفكيري مشتتا بين أفراد عائلتي كل في مكانه“.

وتتابع: “كنت أقوم بالاتصال على بقالة عربية في الجوار حيث كان يوفر لي ما اطلبه من حاجيات”، ولم يتطلب الأمر خروجي من المنزل إلا مرة واحدة لشراء بعض الأدوية حيث لا يسمح هناك ببيع أي دواء الا لصاحب العلاقة فقط وطبعا ضمن اجراءات وقائية مشددة”.

وانطلقت الشنار في رحلتها بعد ثلاث محاولات من الحجز باءت بالفشل، لتتحقق لها المحاولة الرابعة وتنتطلق من ولاية “ويسكانسن” إلى “شيكاغو” ومن ثم إلى الأردن، ثم الى فلسطين لتخضع لاختبار عينة من فيروس “كورونا” في منطقة النويعمة بمدينة أريحا قبل الوصول إلى نابلس.

لم تصدق الشنار نفسها عندما وجدت نفسها تضع قدميها داخل طائرة العودة الى الوطن، حيث شعرت بسعادة لا تفوقها سعادة.

“رحلة متعبة وقاسية جدا لكن ما يهون الأمر أنني كنت سأعود الى منزلي وعائلتي”. تقول الشنار.

36 ساعة من الأمل، ومن إعادة شريط الذكريات لما مر بين خلال الحجر وقبله والتفكير فيما بعد .

وتضيف: “صحيح أنني كنت على تواصل دائم مع زوجي وأبنائي من خلال الفيديو المباشر والمكالمات، لكن ذلك لم يكن يكفي”.

عادت الشنار الى منزلها في نابلس التي تحب، بين عائلتها التي كان الكلام عن بعد والاشارات هي طريقة اللقاء بدل العناق وذلك ضمن اجراءات السلامة العامة للوقاية من “كوفيد 19” لتحجر نفسها وحيدة في غرفة خاصة من جديد لكن الآن لفترة 14 يوما فقط، وفي ذات المنزل الذي يحوي عائلتها لتنتظر العودة لتقف بين عائلتها، وبانتظار العودة الى الوضع الطبيعي بين طلابها في جامعة النجاح الوطنية.

الشنار كانت من بين المئات من العائلات الفلسطينية التي عاشت تجارب قاسية من التوتر والقلق في البعد والغربة ضمن جائحة فيروس كورونا، وتم اعادة شملها، وهناك عائلات أخرى تنتظر.

الاخبار العاجلة