المناسبات.. الأخطر في زمن “كورونا”

9 يوليو 2020آخر تحديث :
المناسبات.. الأخطر في زمن “كورونا”

معن الريماوي

لم تكن المواطنة زينب نخلة (51 عاما) من مخيم الجلزون شمال رام الله، تعلم أن ذهابها لحضور حفل زفاف شقيقها قبل نحو أسبوع، ستكون نتيجته إصابتها بفيروس “كورونا” المستجد، علما أنها قلصت خروجها من المنزل منذ ظهور الفيروس، الا في حالات الضرورة القصوى.

نخلة ليست الوحيدة المصابة بالفيروس، فهناك 21 إصابة أخرى أعلنت عنها وزارة الصحة في المخيم، نقلت العدوى لهم عبر مواطن مصاب قدم من الخليل، قبل نحو 9 أيام لتأدية واجب العزاء، وتم على إثر ذلك إغلاق المخيم، لتتبع الخريطة الوبائية للمخالطين.

على إثرها توجهت طواقم الطب الوقائي لمنزل المواطنة نخلة بغرض أخذ عينات منها، ومن زوجها وبناتها ونجلها محمد، لتصدم أن نتيجتها “إيجابية” أي مصابة بالفيروس وهي الآن قيد الحجر المنزلي، فيما الفحوصات الأخرى كانت نتيجتها “سلبية” أي غير مصابة.

“منذ بداية أزمة “كورونا” في شهر آذار/ مارس وأنا لا أخرج من البيت، ودائما آخذ احتياطاتي كاملة، حرصًا على سلامتي وسلامة من حولي، وما دفعني للذهاب للعرس هو أنه عرس أخي، ويبدو أن العدوى انتقلت لي هناك” قالت زينب لـ “وفا”.

وتابعت: لم أكن أتوقع للحظة أن يكون أحد في العرس مصاب بالفيروس، ولكن الحمد لله أنا بخير ولا أشعر بأعراض كثيرة.

ودعت كافة المواطنين لضرورة أخذ الحيطة والحذر، والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية بارتداء الكمامة والقفازات، والتباعد والتعقيم، وعدم التجمهر أو الذهاب لتأدية الواجب في أي مناسبة، فمن الممكن أن تكون بؤرة لنقل العدوى، كما نقلت لها.

مدير عام صحة محافظة رام الله معتصم محيسن قال لـ “وفا” إن معظم الإصابات تأتي من حفلات الزفاف وبيوت العزاء، لأنها تشهد اختلاطا كبيرا، لافتا الى أنه تم أخذ 126 عينة أمس، نتج عنها 15 إصابة، فيما جرى اليوم أخذ 280 عينة، تبين إصابة 7 منها.

وقال محيسن إن هناك إجماع من الوزارة والمحافظة وكافة قادة الأجهزة الأمنية بضرورة تشديد الاجراءات والعقوبة لمن يخالف التعليمات، حرصًا منا على سلامة شعبنا، ولتقليص مساحة انتشار الفيروس.

وطالب جميع المواطنين بضرورة الالتزام بتعليمات وزارة الصحة، وعدم إقامة التجمعات التي من شأنها أن تساهم في انتشار الفيروس بشكل كبير، كما جرى في المخيم وغيرها من المناطق، وأن يكونوا على درجة عالية من المسؤولية والوعي، لافتا الى أن هذه التعليمات هي بالدرجة الأولى لصالح الجميع، حتى لا يصاب أحد.

وأشار محيسن الى أهمية تظافر الجهود والعمل معا، أطباء وأمن وصحفيين ومجتمع من أجل نشر التوعية بين المواطنين بمخاطر الفيروس، وضرورة اتباع الإجراءات الصحية السليمة.

وكان رئيس الوزراء محمد اشتية أكد في حديث سابق، خلال لقائه مع قادة الأجهزة والهيئات الأمنية، أن 82% من مجمل الإصابات في المحافظات نتيجة إقامة الأعراس وبيوت العزاء والتجمعات بشكل عام.

ووقعت عدة محافظات على وثيقة شرف وطنية، تنص على التقيد بالبروتوكولات الصحية الداعية لعدم التجمع، خاصة فيما يتعلق بالأعراس وبيوت العزاء، وكل ما من شانه نشر الوباء.

بدوره، قال أمين سر حركة فتح في المخيم رئيس لجنة الطوارئ ثائر نخلة، إننا ومنذ لحظة وصول الفيروس لبيت لحم، قدمنا النصائح والإرشادات بضرورة التباعد ومنع التجمعات، والالتزام بالإجراءات الصحية، ولكن المشكلة حلت ووقعت، وليس أمامنا الآن الا التعامل مع الحالة، مشددًا على أنه تم أخذ قرار بإلغاء الأعراس وبيوت العزاء والثانوية العامة الى إشعار آخر.

وأشار الى أن طبيعة المخيم تختلف عن أي منطقة أخرى، نتيجة الاكتظاظ وضيق المكان، والنسيج الاجتماعي المتواصل داخله، كل هذه العوامل تضعنا أمام عقبة كبيرة، آملا أن تسير الأمور بشكل جيد.

وقال هناك التزام من قبل المواطنين بتعليمات الطب الوقائي من حيث الحركة والتنقل والبقاء في المنازل، وتم أيضًا تعقيم البيوت والشوارع بالتعاون مع الشرطة والأمن والكوادر الطبية، وتوزيع المواد الصحية على المنازل، وكوادر الأمن منتشرة على الحواجز، وتم إغلاق كل المخيم.

الاخبار العاجلة