في انتظار عصفور الشمس

14 أغسطس 2020آخر تحديث :
في انتظار عصفور الشمس

بسام ابو الرب

لم تكن تعلم الطفلة جوليا نوباني (6 سنوات) أن ما تحدثه من جلبة أثناء لعبها في الحصى التى تملئ الأرضية في أحد الأماكن السياحية بالقرب من ساحة “البازيليكا” في بلدة سبسطية شمال نابلس، سيدفع ثمنها مصوران صحفيان كثيرا والعودة بخيبة أمل دون التقاط صورة واحدة لعصفور الشمس الفلسطيني.

الرشاقة الحركة والطيران الواثق السريع من صفات طائر الشمس الذي سجل في فلسطين لأول مرة عام 1865، ويفضل المناطق مرتفعة الحرارة والمناخ الجاف. ويعيش في الغابات الجافة والأودية والبساتين والحدائق وفي المدن أيضــا. وهو من أصغر الطيور في فلسطين. ويطير بسرعة هازًا جناحيه بسرعة كبيرة. منقاره أسود طويل دقيق وينحني إلى الأسفل. فيما الذيل قصير، والأرجل سوداء طويلة، أما قزحية العين فلونها بني.

الطفلة جوليا كانت تحدث والدها وهي تسير بالقرب من الاعمدة الرومانية، التي تشتهر بها بلدة سبسطية إضافة إلى المدرج الروماني، فتقول “ان هذه المنطقة احتلتها اسرائيل واعطاها بلفور لليهود”.

باءت كل محاولات التربص لالتقاط الصور بالفشل، بعد أن أصبح التجمع كبيرا يرافقه وجبة فطور فلسطينية بامتياز من الحمص والفول والفلافل، قرب ساحة “البازيليكا” أو ما يعرف بين أهالي بلدة سبسطية باسم “ساحة البيدر”، التي تقع على الطرف الشرقي لموقع الأعمدة الأثرية وما تبقى من مبنى المحكمة والدوائر الحكومية ابان الفترة الرومانية.

ويقول رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: “نشاهد هذا الطائر كثيرا هنا في هذه المنطقة، ربما يحب السكون والهدوء، أو لم نلاحظه بهذه الكثرة قبل انقطاع السياحة في هذه المنطقة التي كانت تعج بالسائحين بشكل يومي قبل انتشار فايروس كورونا”.

يقطع عازم حديثه بين الحين والآخر، بسبب انشغاله وتلقيه المكالمات على الهاتف النقال والتي كان آخرها رصد مجموعة من المستوطنين الذي يقتحمون المنطقة القريبة من البلدة.

يضيف “ان المستوطنين يحاولون دائما فرض أمر واقع في هذه البلدة؛ من خلال الادعاء بان لهم تاريخ بين ثنايا هذه الآثار”.

وكان مجلس الوزراء قد صادق في العام 2015 على اعتبار ‘عصفور الشمس’ طائراً وطنياً لفلسطين، فهو الطائر الوحيد الذي يحمل اسم فلسطين عالميا، ومرتبط بفلسطين، وثابت بالدليل الحقلي لطيور الشرق الأوسط، والمعتمد من المجلس العالمي لحماية الطيور، ويعتبر من الطيور المقيمة.

ويشير مدير عام المصادر البيئية في سلطة البيئة عيسى موسى، في تصريح سابق لـ”وفا”، إلى أن عصفور الشمس الفلسطيني يمثل الحرية التي يتوق اليها شعبنا الفلسطيني.

تصل شاحنة محملة بسارية علم يصل طولها لنحو 16 مترا، لترفع في الساحة التي عملت البلدية على اعادة تأهليها، في محاولة لجذب اكبر عدد من الزوار والسعي من أجل تسجيل سبسطية على لائحة التراث العالمي في منظمة ” اليونسكو”.

في اللحظة التي كانت تعمل بلدية سبسطية على تثبيت سارية العلم الفلسطيني، رغم التهديدات التي تصل من ضابط جيش الاحتلال، بازالتها ونسف المشروع كاملا، تصل الأخبار تباعا عن إعلان اتفاق سلام بين إسرائيل والامارات برعاية أميركية، وهو ما رفضته القيادة الفلسطينية باعتباره خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل، مع التأكيد أنه لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث نيابة عن شعبنا الفلسطيني، ولا تسمح لأي أحد كان بالتدخل بالشأن الفلسطيني أو التقرير بالنيابة عنه في حقوقه المشروعة في وطنه.

الاخبار العاجلة