الفالوجة.. جمرة الروح الـ”طائرة”

31 أغسطس 2020آخر تحديث :
الفالوجة.. جمرة الروح الـ”طائرة”

يامن نوباني

لأن المسألة هي حكاية كل فلسطيني فرد، حكاية ما يقارب الـ7 ملايين لاجئ ما زالوا يأملون بأنظمة عربية شريفة تحصل حقوقهم وتعيد الكرامة المسلوبة والأرزاق المنهوبة، وتعوض شيئا ولو بسيطا من هواء البلاد الذي غادروه منذ 72 عاماً“.

عبارة كتبها المقتلع من أرضه، الأكاديمي والمترجم الفلسطيني ابراهيم أبو هشهش، المولود عام 1958 في مخيم الفوار جنوب الخليل، على حسابه على “فيسبوك”، بعدما شاهد مثل ملايين الفلسطينيين والعرب والمسلمين طائرة “إل العال” الاحتلالية وهي تهبط في وضح النهار في مطار “أبو ظبي” العاصمة الإماراتية.

وتابع أبو هشهش: “يؤلمني بشكل شخصي، وبصفتي فلسطينيا وعربيا، أن تكون أول طائرة تجارية تقلع من الكيان الاستعماري الطارئ وتحط بشكل علني في عاصمة الإمارات العربية، تحمل اسم مستوطنة أقيمت على انقاض عراق المنشية قرية أجدادي، وتوسعت على أراضي الفالوجة المتاخمة. هاتان القريتان اللتان كانتا آخر قريتين تسقطان في فلسطين عام 1949 بعد أحد عشر شهرا من اغتصاب فلسطين”.

وقال: “لن ننسى دماء 250 شهيدا من الجيشين المصري والسوداني سقطوا على أرضهما، ولن ننسى بطولة الجيش المصري، ولا الشهيد البطل أحمد عبد العزيز الذي سقط على أرض عراق المنشية، ولا بطولة البيك طه (الضبع الأسود) وجمال عبد الناصر، ولا 85 شهيدا وشهيدة سقطوا من أهالي الفالوجة وعراق المنشية، منهم جدي أحمد أبو هشهش الذي أعدمه الصهاينة في بيته بقذيفة مضادة للدبابات جعلت حبات مسبحته تتفتت على عظام صدره، وفاطمة ثلجي التي اخترقت بطنها صلية رشاش وهي تطحن القمح لتعد خبز أطفالها على رحى يدوية، بعد أن نسف اليهود بابور طحين الشيخ أبو محيسن“.

وأضاف أبو هشهش، “لن ننسى الشهيد حسين ابن الحاج خالد حمدان الطيطي الذي سمى ابنه جمال عبد الناصر، ولن ننسى أحدا ولن ننسى شيئا، ولن يطفأ الجمر المشتعل في صدرونا إلا طائرة تحمل اسم الفالوجة- عراق المنشية تقلع من مطار اللد بعد تحريره وتهبط في مطارات العالم” .

وقال أبو هشهش في تعليق آخر: طائرة “كريات جات” اختيار هذا الاسم ليس صدفة، جات كانت إحدى مدن الفلسطينيين القدامى الخمس: غزة، واسدود، وعاقر، وعسقلان، وجات، وفي التوراة أن داوود انتصر على ملك العماليق الجبار “الفلسطيني” جالوت بعد أن رماه بحجر من مقلاعه فقتله“.

وأبو هشهش أستاذ الأدب الحديث في جامعة بيرزيت، يحمل شهادة الدكتوراة في الأدب من جامعة برلين الحرة، وصدر له عدد من الدراسات والترجمات، منها: الموت والرثاء في شعر محمود درويش (بالألمانية)، ومن الكتب المترجمة عن الألمانية: تعايش الثقافات-مشروع مضاد لهنتنغتون (هارالد موللر)؛ السجل الأسود للنفط (توماس زايفيرت وكلاوس فير)؛ أسطورة الشرق – رحلة استكشاف (أندرياس بفلتش).

الاخبار العاجلة