فلسطين تستثمر في التعليم والنتيجة معدلات أمية أقل مقارنة بالعالم

8 سبتمبر 2020آخر تحديث :
فلسطين تستثمر في التعليم والنتيجة معدلات أمية أقل مقارنة بالعالم

معن الريماوي

في العام 2012، التحق محمود عبد اللطيف من قرية حبلة جنوب محافظة قلقيلية بمركز لمحو الأمية، بهدف اكتساب مهارات معرفية وتطوير قدراته في الاتصال والتواصل مع المحيط الخارجي، لأنه اضطر لترك المدرسة وهو في الصف الأول.

ويقول عبد اللطيف (29 عاما) “اضطررت لترك المدرسة نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي مررنا بها، ولم أكن أتجاوز الـ6 أعوام آنذاك، وبعد فترة عملت في القرية كعامل، إلى أن قررت قبل نحو 8 أعوام الالتحاق بالتعليم مرة أخرى، خاصة وأنني لم أكن أستطيع القراءة والكتابة”.

وأضاف “التحقت ببرنامج محو الأمية، وبعدها بمركز التعليم الموازي، والذي تاح لي إمكانية تقديم امتحان الثانوية العامة في العام 2016، والحمد لله نجحت بمعدل 65%، وحاليا انتظر منحة لدراسة المحاسبة في جامعة القدس المفتوحة”.

وقال “استفدت كثيرًا من تلك المراكز، وكانت لها أهمية كبيرة في صقل قدراتي، وأصبحت لدي القدرة على معرفة القراءة والكتابة، وكيفية التعامل مع الناس والمجتمع دون أي احراج، إضافة إلى أنها تفتح المجال للكثيرين للتفكير والطموح نحو المستقبل”.

ويحتفل العالم اليوم، 8 أيلول/ سبتمبر، باليوم العالمي لمحو الأمية، الذي أعلنته منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة “يونسكو” في العام 1965، لإبراز أهمية الإلمام بالقراءة والكتابة للأفراد والمجتمعات المحلية.

وفي فلسطين، تعتبر معدلات الأمية من أقل المعدلات في العالم، حيث بلغت 2.6% حسب احصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2018، الأمر الذي يدلل على سعي الحكومة لدعم التعليم، والاستثمار في هذا القطاع الهام، حيث بلغت النسبة القرائية في فلسطين 97.4%.

ورغم جائحة كورونا، إلا أن دولة فلسطين أصرت على افتتاح العام الدراسي وفق اجراءات احترازية، وازنت فيها بين الحق في التعليم، والحق في الصحة والسلامة.

في هذا السياق، قال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور إن الوزارة تؤكد على الهدف الرابع من أهداف التعليم للجميع، وهو التعليم العادل والمنصف وتضعه ضمن سياساتها وأولوياتها، علمًا بأن الحديث لم يعد يقتصر على الأمية القرائية، بل بات هناك تنويع في البرامج.

وأشار الى الفجوة بين الذكور والإناث، حيث إن عدد الذكور أقل من الإناث، كما تتركز نسبة الأمية، وتحديدا 2.6% في الفئة العمرية الكبيرة، بينما لا تتجاوز النسبة 1%، في العمر أقل من 40.

ولفت الى أن الوزارة تستهدف ضمن أجندة السياسات الوطنية وخطة الحكومة لتصل النسبة مع حلول العام 2022 الى 2%، حيث تعمل لتحقيق هذا الهدف في إطار الشراكة ضمن العقد العربي لمحو الأمية (2015-2024).

وأوضح أن تدخلات الوزارة تكمن في مراكز محو الأمية، والبالغ عددها 56 مركزًا في الضفة، و21 مركزًا للتعليم الموازي، إضافة لـ 23 مركزًا لمحو الأمية في قطاع غزة، و10 للتعليم الموازي، والتي تتيح للدارس التقدم لامتحان الثانوية العامة، مبينا ان الوزارة افتتحت 3 مراكز مجتمعية العام الماضي في (عرابة، ويطا، واليامون)، تقدم دورات متخصصة في مهن وحرف مختلفة، وتعلم مهارات الاتصال والتواصل والحاسوب.

وقال إن انتشار فيروس كورونا أدى الى إغلاق مراكز محو الأمية والتعليم الموازي خلال الأشهر الثلاثة الأولى، كونه يشكل خطرًا على الملتحقين بالمراكز، خاصة التي تفوق أعمارهم عن الـ 65 عاما.

بدورها، قالت مدير عام الرعاية الاجتماعية في وزارة التنمية الاجتماعية رنا المصري إن الوزارة تتعامل مع الطلبة الذين يتركون مقاعد الدراسة، إما نتيجة رسوب، أو لقضايا اجتماعية، أو لرفض النظام التعليمي وعدم الاستعداد للالتزام، حيث تقوم بتسجيلهم في المراكز المنتشرة في معظم محافظات الوطن، والبالغ عددها 13 مركزًا، 5 في القطاع، و8 في الضفة الغربية.

وأشارت الى أن تلك المراكز تتضمن معلمين من وزارة التربية والتعليم، من أجل تعليمهم على المهارات الأساسية والحياتية، والتي تمكنهم من اكتساب مهارات هم بحاجة لها في المهن المختلفة، إضافة لتعليمهم ضمن منهاج محو الأمية.

ولفتت الى أن نحو 250 طالبا يلتحقون سنويًا في هذه المراكز، معتبرة أن الوزارة تسعى مع الشركاء لوضع خطط كبيرة بهدف النهوض بهذا الواقع، وتطوير المراكز والمهن وآليات العمل، إضافة الى أنها تعمل لاتباع نهج تقييمي للطلبة.

الاخبار العاجلة