موسم زيتون “شحيح” على الأبواب

24 سبتمبر 2020آخر تحديث :
موسم زيتون “شحيح” على الأبواب

إسراء غوراني

يستعد المزارع جهاد حشايكة من قرية طلوزة شمال نابلس لموسم قطاف الزيتون الشهر المقبل، وسط تخوفات من إنتاج شحيح هذا العام مقارنة بالأعوام العشرة السابقة.

حشايكة الذي يمتلك عشرات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون في كل من طلوزة، والباذان، ووادي الفارعة، يوضح في حديثه  أن قلة إنتاج الموسم هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة يؤرق المزارعين المعتمدين على موسم الزيتون بشكل أساسي، وهو ما سيؤثر سلبا على دخلهم، وخاصة ممن يعتاشون من موسم الزيتون وبيع الزيت.

يتوقع حشايكة الذي ينتج سنويا كميات تتراوح ما بين 50- 70 “تنكة زيت” أن إنتاجه هذا العام قد لا يزيد عن 20 تنكة فقط، وقلة الإنتاج هذه ستشمل كافة مزارعي القرية التي تعتبر من القرى وفيرة الإنتاج من الزيتون.

في هذا السياق، يوضح رامز عبيد مدير دائرة الزيتون بوزارة الزراعة أن الإنتاج المتوقع من الزيت خلال العام الحالي حوالي 11 ألف طن أي ما يقدر بـ50% من متوسط الكمية السنوية المعتادة من زيت الزيتون، وربع الكمية التي أنتجت العام الماضي، حيث يتراوح الإنتاج السنوي الفلسطيني من زيت الزيتون في الضفة وغزة بين 20- 25 ألف طن، لكن العام الماضي كان الإنتاج الأعلى تاريخيا لزيت الزيتون في فلسطين فبلغ 40 ألف طن.

واستبعد أن يؤدي الإنتاج القليل نسبيا هذا العام إلى عجز في تلبية حاجة السوق الفلسطينية من الزيت، خاصة أن هناك فائضا متبقي من العام الماضي يقدر بعشرة آلاف طن، وإذا أضيف هذا الفائض للإنتاج المتوقع العام الحالي يصبح ما هو متوفر حوالي 21 ألف طن، وهذا يغطي احتياجات السوق المحلي بالكامل بما فيها الأمانات والهدايا التي يتم إرسالها لدول الخليج والأردن.

وتوقع عبيد أن يؤدي ذلك لارتفاع سعر زيت الزيتون عن العام الماضي، حيث كان سعر اللتر يتراوح بين 22- 25 شيقلا، بينما من المتوقع أن يصل العام الحالي إلى 30 شيقلا.

وفيما يتعلق بالموعد الذي حددته وزارة الزراعة لبدء قطاف الزيتون في السابع من شهر تشرين الأول المقبل، أوضح أن هذا الموعد يعتمد على نوع الزيتون والمنطقة، فهو مناسب للزيتون البلدي النبالي وفي المناطق شبه الساحلية والحارة مثل طولكرم وقلقيلية، بينما ينصح بتأخير القطاف لباقي أنواع الزيتون وباقي المناطق حتى أوائل تشرين الثاني لضمان نضج أفضل للثمار ونوعية زيت أفضل.

وقدم نصائح للمزارعين عند قطاف الزيتون وعصره، داعيا لعدم استخدام اكياس البلاستيك لحفظ الزيتون قبل عصره، إضافة إلى استخدام عبوات الصفيح (التنك) لتخزين الزيت بعد عصره، وعدم استخدام الأوعية البلاستيكية كونها تتفاعل مع الزيت وتفقده الكثير من خصائصه المفيدة.

وتشير إحصائيات وزارة الزراعة إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في الضفة الغربية وقطاع غزة تبلغ 900 ألف دونم، منها 40 ألف دونم في قطاع غزة والغالبية العظمى في الضفة، بينما يبلغ العدد الكلي لأشجار الزيتون حوالي 12 مليون شجرة، كما أن غالبية إنتاج الزيتون في الضفة الغربية يتركز في شمالها.

من جهته، تطرق مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني فياض فياض لأسباب شح موسم الزيتون هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، وأهمها العامل المناخي، فخلال فترة إزهار الزيتون هطلت أمطار غزيرة أوائل شهر أيار أدت لسقوط كميات كبيرة من الأزهار، وتبعتها موجات حر شديدة خلال الشهرين اللاحقين أدت لفقدان كميات كبيرة من الثمار خلال مرحلة “العقد” أي مرحلة تكوّن الثمار.

وأوضح أن هذا الموسم يعتبر الأقل إنتاجا منذ عشر سنوات أي منذ العام 2010، لكن قبل عام 2010 لم يكن إنتاج الزيت الفلسطيني يصل إلى هذا المستوى، فمنذ العام 2000 وحتى العام 2009 كان سقف إنتاج الزيت السنوي يصل إلى حوالي سبعة آلاف طن فقط.

ويرجع تحسن كميات إنتاج الزيت خلال الأعوام العشرة الأخيرة، كما يقول فياض، لعدة أمور أهمها: زيادة التوعية الزراعية من قبل الجمعيات الزراعية ووزارة الزراعة، حيث توجهت الحكومة للمانحين للتركيز على قطاع الزيتون ودعمه، ومنذ العام 2005 حصلت ثورة في قطاع الزيتون شملت المزارعين والمعاصر والمشاتل والجمعيات التعاونية.

وأضاف: كان هناك تركيز على توعية المزارعين وتطوير أساليب الزراعة والعناية بالأشجار لديهم بما يضمن إنتاجا أفضل، وكل هذه الحملات ظهرت نتائجها في العام 2010 أي بعد خمس سنوات من العمل المتواصل، ومن الأساليب التي تم اعتمادها لزيادة الإنتاج: الري التكميلي، وزيادة المساحات المزروعة بالزيتون، وتطوير الأدوات والتقنيات.

ونوه إلى وجود أربع قوات تسويقية لزيت الزيتون الفلسطيني وأولها الاستهلاك المحلي الذي يقدر بـ16 ألف طن سنويا، إضافة إلى إرسال الأمانات لدول الخليج العربي التي تصل إلى أربعة آلاف طن، وحوالي ألف طن تذهب هدايا للأهل في الأردن، وحوالي ألفي طن للتصدير الخارجي من خلال الشركات المختصة، وبالتالي تتراوح الحاجة السنوية من زيت الزيتون بكافة قنوات تسويقه بين 20- 25 ألف طن.

وقدم فياض مجموعة نصائح للمزارعين للحصول على إنتاج زيت وفير وجيد في آن واحد، موضحا أن أول النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار نضج الزيتون، فعندما ينضج تصبح كمية الزيت فيه أفضل، وما يدلل على النضج تلوُّن الثمار.

وأوضح أنه لا يجب الاعتماد على التلوُّن الخارجي للثمرة فقط، وإنما يجب تقسيم حبة الزيتون إلى شطرين وملاحظة التلون الداخلي لها، علما أن نسبة التلون الداخلي المناسبة لبدء قطف الثمار هي 60- 70% حتى يكون الزيت مكتمل العناصر، فإذا كان التلوُّن أقل من ذلك تكون نسبة الزيت قليلة، وإذا كان التلون أكثر من ذلك تصبح نوعية الزيت رديئة.

ودعا فياض المزارعين لعصر الزيتون في المعاصر الحديثة والجيدة لتخفيف كمية الفاقد من الزيت، فالمعاصر الحديثة تبلغ كمية الفاقد فيها حوالي 2% من الزيت، بينما المعاصر القديمة تصل كمية الفاقد فيها إلى 10%، وتشير التقديرات إلى أن الخسائر نتيجة الفاقد من الزيت تبلغ أكثر من 50 مليون شيقل سنويا.

ومن النصائح الإضافية للحصول على زيت جيد، عدم استخدام الأكياس البلاستيكية للثمار، وعدم الانتظار أكثر من 70 ساعة بين قطف الثمار وعصرها، إضافة لتخزين الزيت في أواني الصفيح وليس البلاستيك الذي يعتبر مضرا للغاية ويفقد الزيت فائدته ويجعله مضرا.

الاخبار العاجلة