صحيفة فرنسية: الاستعمار الفرنسي اغتال أوروبيين تعاطفوا مع ثورة الجزائر

27 سبتمبر 2020آخر تحديث :
صحيفة فرنسية: الاستعمار الفرنسي اغتال أوروبيين تعاطفوا مع ثورة الجزائر

أوردت صحيفة “لوموند”، في تقرير مفصل، وثائق سرية فرنسية تكشف عن مخطط لتصفية واعتقال مواطنين فرنسيين وأوروبيين ممن كانوا يساندون ثورة التحرير الجزائرية بين عامي 1954 و1962.

واستندت الصحيفة إلى ملفات سرية، ومذكرات شخصية لجاك فوكارت، كاتم أسرار الجنرال ديغول، إضافة إلى كتاب “قاتلو الجمهورية” لمؤلفه فنسون نوزيل.

وبحسب ما تكشف الوثائق، كان جاك فوكارت صاحب المخطط السري الذي يقوم على سلسلة من التهديدات والاعتداءات والهجمات التخريبية والاغتيالات الموجهة.

وجاء تولي فوكارت للمخطط استجابة لأوامر الجنرال الفرنسي ديغول.

وأوكلت أعمال الاغتيال والهجمات لفريق العمليات في مصلحة التوثيق الخارجي وخدمة مكافحة التجسس Sdece، وهي التي باتت تعرف اليوم باسم المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE).

قدر مسؤول عدد الاغتيالات التي تمت بموجب المخطط بـ140 اغتيالا في عام واحد، فيما قدر مستشار رئيس الوزراء المكلف بشؤون المخابرات في الفترة ما بين عامي 1959-1962، قسطنطين ملنيك عدد الاغتيالات التي تمت بموجب هذا المخطط بـ140 اغتيالا في العام 1960 وحده.

وبحسب الصحيفة، هناك 3 فئات من المستهدفين بالتصفية:

أولا: فئة “الفرنسيين المؤيدين لجبهة التحرير الوطني” التي حملت اسم جاك فافريل.

ثانيا: فئة “المهربين” التي ضمت 6 بائعي أسلحة وأوروبيين مقربين لجبهة التحرير الوطني، من بينهم نمساوي وألماني وثالث فرنسي جزائري ينتمون إلى شبكة تهريب الجنود الهاربين الموقوفين.

ثالثا: فئة “السياسة”.

وكان يجري الموافقة على الأسماء من قبل رئيس أركان الدفاع الوطني الملحق بالجنرال ديغول، بحسب الصحيفة.

وتكشف هذه العمليات (من وضع قوائم بأسماء أشخاص والموافقة عليها من السلطات) عن طبيعة المخطط الذي كان يستهدف المؤيدين لثورة الجزائر التحريرية، خصوصا ممن يؤثرون بشكل مباشر على مصالح القوة الاستعمارية الفرنسية في البلد الشمال أفريقي.

ومن ضمن الوثائق التي كشفت الصحيفة عنها وثيقة أظهرت جدولا يحمل معلومات عن جميع عمليات الاغتيال والاعتداءات التخريبية مع الهدف المراد تحقيقه في كل عملية والوسائل المستخدمة فيها إضافة إلى مكان العملية، وختاما نتيجتها. ويتعلق هذا الجدول بالعمليات التي جرى تنفيذها منذ بداية عام 1965.

والوثيقة تكشف عن 47 عملية وردت تفاصيلها في الجدول، وبينما نجحت 17 عملية منها، ألغيت 17 أخرى نظرا لتعليمات جديدة “عليا” أو حتى بسبب “عدم توفر الأمن والسرية”. وهناك 4 عمليات وصفت بأنها فاشلة. ويضم الجدول أيضا 9 عمليات كان يجري التحضير لها في ذلك الوقت.

ويبدو، بحسب الصحيفة، أن الجدول جرى إعداده بطلب من جاك فوكارت، في صيف 1958، بهدف الحصول على معلومات عن نشاط الفريق المكلف بالعمليات، لكن المعلومات الواردة في الوثيقة توقفت في شهر آذار/ مارس 1958.

الاخبار العاجلة