يرزا.. الادّعاء لا يشبه الواقع!

30 سبتمبر 2020آخر تحديث :
يرزا.. الادّعاء لا يشبه الواقع!

الحارث الحصني

تنتشر المساكن المبنية من الحجارة الطبيعية، والطين، في خربة يرزا بشكل لافت، في نظام بناء اتبعه سكان المنطقة منذ عشرات السنين.

وهذا النظام الرائج في الخربة التي يصل إليها شارع ترابي، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة، والواقعة شرق طوباس، أصبح يميزها عن كثير من التجمعات الفلسطينية المترامية على الشريط الشرقي للضفة الغربية.

وقد قدر عدد المنشآت السكنية في المنطقة كما قال رئيس لجنة تدير الشؤون اليومية للخربة مخلص مساعيد، بــ(14) منشأة سكنية (تحوي أكثر من غرفة سكنية)، منها (10) مبنية من الحجارة والطين، وحسب التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت، عام 2017، فإن تلك المنشآت السكنية، تأوي(31) مواطنا يزيد وينقص عددهم كل عام لاعتبارات مختلفة، جلهم يعمل في مجال تربية الماشية.

في الواقع، تدخل الحجارة والطين المبنية في القرن الماضي، في أغلب المباني في المنطقة، بشكل متفاوت، فقد أمكن ملاحظة أغلب المباني في المنطقة تحتوي على الحجارة والطين.

لكن انتشار بعض الخيام في الخربة المقامة على ربوة مطلة على الشريط الشرقي لطوباس، كان معظمها لإيواء الماشية، وبعضها الآخر كإضافات على مبان من الحجارة والطين.

يقول مساعيد: “إن الاحتلال هدم في الخربة منذ العام 2010 ما يقارب 30 منشأة (أعيد بناء بعضها) لسكان محليين”.

بالأمس، هدم الاحتلال غرفتين سكنيتين لشقيقين يسكنان الخربة منذ سنوات؛ بحجة عدم الترخيص.

وفي إحصائية وردت على الموقع الالكتروني لمركز أبحاث الأراضي، فإن الاحتلال هدم في الأراضي الفلسطينية العام الماضي 2019، (684) مسكنا، ومنشأة؛ بهدف ترحيل الفلسطينيين.

ويضيف مساعيد، وهو شاب في الأربعينات من العمر، ويمتهن تربية الماشية: “معظم سكان الخربة يسكنون في مساكن من الحجارة الطبيعية، والطين، لكن خلال عمليات الهدم بدأت المساكن تضيق على أصحابها، لأن الاحتلال لا يسمح ببناء جديد”.

من جهته، يقول رامي مساعيد، وهو مالك أحد المسكنين الذين هدمهما الاحتلال: “هذا المسكن قائم منذ عشرات السنين.. لقد هدموا تاريخا آخر من تاريخ الخربة”.

ويضيف إن هذا التاريخ الذي نتحدث عنه، نحن من أوجدناه، وليست آثار كما يدعي الاحتلال.

وفي بداية ثمانينات القرن الماضي، بنى رامي مساعيد، عدة غرف من الحجارة والطين، على أكثر من مرحلة، وسكن فيها، لتجهز جرافات الاحتلال على إحدى الغرف في ساعة واحدة فقط.

وأدى هدم سلطات الاحتلال إلى تآكل رونق البناء الخاص في هذه الخربة.

فبعدما هدم الاحتلال، أمس الثلاثاء، مسكنين من الحجارة والطين في المنطقة، يمكن تأكيد أن عدد المساكن المبنية بهذا الشكل تناقصت.

يقول رامي مساعيد: “يهدمون مبانينا المقامة منذ عشرات السنين، في المقابل فإن المستوطنين يتوسعون بالبناء في الأغوار الشمالية، ليس ذلك فحسب بلا يمنعوننا من البناء بقوانين وضعوها لسلبنا الأرض”.

ويتابع مخلص مساعيد الأمور القانونية للخربة، بالتعاون مع الجهات المختصة في المحافظة، والمؤسسات المانحة، ويقول “الاحتلال يتذرع بأن المنطقة أثرية، ولهذا لا يمنح لنا التراخيص، فيهدم لنا مبانينا”.

ويؤكد أن كل المباني التي يسكنها المواطنون، قائمة منذ القرن الماضي، وعلامات البناء الحديث واضحة، وليست مناطق أثرية كما يدعي الاحتلال”.

ويتابع: “الهدف من هذه الأعمال واضح، يريدون إفراغ المنطقة من السكان الأصليين، وتهيئتها للمستوطنين”.

ويلاحظ مخلص أنه بشكل شبه يومي يلاحظ وجود مستوطنين يرعون مواشيهم على تخوم الخربة”.

بالأمس سُمع دوي انفجارات لقذائف استخدمها الاحتلال في التدريبات العسكرية قرب الخربة.

ويوضح مخلص: “الخطر قادم إلينا، يسوقون للعالم أننا ندمر الآثار، وهم فعليا ينوون السيطرة على المنطقة بعد إفراغها”.

فعليا، يتكرر الأمر في عدة مناطق بالأغوار، وهي شريط غائر يستهدفه الاحتلال بشكل متكرر بالهدم، والتدمير.

يقول مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم”: منذ عشرات السنين تطبّق السلطات الإسرائيلية سياسة هدفها تهجير من التجمعات البشرية في مناطق “ج”، عبْر خلق واقع معيشيّ يصعب تحمّله إلى حدّ اليأس منه، ومن ثمّ الدفع بهؤلاء الفلسطينيين إلى الرحيل عن منازلهم – وكأنّما بمحض إرادتهم.

الاخبار العاجلة