خربة إبزيق.. حكايات مليئة بتفاصيل الخوف

9 أكتوبر 2020آخر تحديث :
خربة إبزيق.. حكايات مليئة بتفاصيل الخوف

الحارث الحصني

بعد مضي سبع سنوات تقريبا، على إخطار الاحتلال لعزيز نواجعة، بوقف البناء في خيامه، لا يمكن القول أن حياته تسير بشكل طبيعي.

فالحكاية مليئة بتفاصيل الخوف من المستقبل.

قبل سبع سنوات، استلم عزيز نواجعة، إخطارا من الاحتلال بوقف العمل والانشاءات في خيامه المقامة في خربة “ابزيق” شمال شرق طوباس، لكن لا شيء ملموس قد حدث مع عائلة الرجل.

خلال هذه الأعوام، كان نواجعة وعائلته، يغادرون الخيام، لأوقات متفاوتة تمتد أحيانا لأيام، بعد إخطار الاحتلال لهم بإخلائها؛ بغية تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي تدريبات عسكرية في الأراضي السهلية لإبزيق.

تكرر هذا الأمر عدة مرات، أغلبها في فصل الشتاء القاسي.

لكن في طبيعة الحال، ظلت حياة العائلة في خيامها ضمن دائرة المستقبل المجهول، كما وصف الرجل ذلك.

نواجعة الذي يسكن الخربة منذ أكثر من 45 عاما، أخبر مراسل “وفا”، أن حياته في هذه الخيام قائمة على الغد المخيف، فهو باعتقاده لا يدري متى يأتي الاحتلال ويهدم تلك الخيام المخطرة أساسا.

وأضاف: “كلما زادت المدة زاد الخطر، نخشى أن نتأقلم بالوضع ويفاجئنا الاحتلال بهدم خيامنا”.

يعيش في خربة ابزيق، قرابة 200 نسمة، في 45 عائلة سكنية، وكلهم يتخذون الخيام كمساكن لهم، ويعتمدون على تربية الماشية والزراعة الحقلية.

هناك، يمكن مشاهدة خيام المواطنين المتناثرة على سفوح الجبال الواقعة ضمن جغرافيا الخربة، وعدد من المواطنين يرعون مواشيهم في الجبال القريبة.

“هذه مناطق مهددة، الحياة هنا بالنسبة للسكان مجهولة المستقبل”. قال رئيس مجلس قروي ابزيق، عبد المجيد خضيرات

وابزيق، هي واحدة من الخرب الفلسطينية التي تقع على الشريط “الشفاغوري”، ضمن مناطق “ج”، حسب اتفاق “أوسلو”، وتقدر مساحتها بـ45 ألف دونم، معظمها للزراعة الحقلية.

يقول مركز أبحاث الأرض في إحصائية أعدها، أن الاحتلال عبر ما يمسى بالإدارة المدنية، يعمل بالحد من البناء الفلسطيني أو أي تطوير كان في مناطق الضفة الغربية، والقدس المحتلة، حيث تستهدفها بالتهديد بالهدم.

قصة نواجعة واحدة من تلك القصص التي تتحدث عنها المؤسسة الحقوقية. فتظل خيام المواطن المخطَرة، عرضة للهدم القائم في أي وقت.

تقول الأرقام الواردة في إحصائية عن مركز أبحاث الأرض، أن الاحتلال أخطر خلال العام الماضي تحت بند وقف العمل (البناء)، (30) مسكنا، و (126) منشأة في محافظة طوباس.

عندما يقدم الفلسطينيون طلبات ترخيص لخيامهم في المناطق الغورية، والشفا غورية، غالبا ما يرفض الاحتلال منحهم التراخيص لخيامهم.

نواجعة قدّم للحصول على أوراق ترخيص لخيامه لكنها قوبلت بالرفض، ومنحه الاحتلال أسوة بالآخرين وصل ترخيص، وهي أوراق لا تنقذ خيام الفلسطينيين عادة من أنياب الجرافات الإسرائيلية.

مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم” يقول: “منع البناء والتطوير الفلسطيني في منطقة الأغوار يمسّ على وجه الخصوص، بنحو 10.000 فلسطينيّ يسكنون في أكثر من 50 تجمّعٍ سكّانيّ (مضارب) في مناطق C حيث تسعى إسرائيل بشتّى الطرق لترحيلهم عن منازلهم وأراضيهم”.

وأضافت “بتسيلم”: “تمنع السلطات هذه التجمّعات من أيّة إمكانيّة للبناء القانوني وفق احتياجاتها وترفض ربطها بشبكتَي الماء والكهرباء.”

ذاته نواجعة قال إنه يخاف من وضع أية إضافات جديدة على خيامها، بغية لفت انتباه الاحتلال لخيامه، وهدمها.

بالنسبة له، فإنه لا يسعى لإضافة أي بناء جديد على خيامه المقامة، وقد قال، أنه لا أحد يعلم متى يأتي الاحتلال ويهدم لنا الخيام.

وقال: “الحياة هنا صعبة حتى بوجود المأوى، لكن لا ندري ماذا سيحدث مستقبلا.. العيش في هذا المكان مخيف”.

بشكل دوري، أمكن لنواجعة مشاهدة مركبات “الإدارة المدنية”، التابعة للاحتلال، وهي تتجول في الخربة، ويربط الفلسطينيون تجولها في أي منطقة بعمليات هدم.

لكن سكوت الاحتلال (كما وصفه نواجعة)، لا يبشر بخير. قال: “هم يعملون بشكل مدروس لهدم الخيام”.

ـــــــــــ

الاخبار العاجلة