“اليوم العصيب”

3 نوفمبر 2020آخر تحديث :
“اليوم العصيب”

إسراء غوراني

مع ساعات الفجر الأولى فوجئ أهالي خربة ابزيق بالأغوار الشمالية بأعداد كبيرة من جنود الاحتلال يقتحمون قريتهم ويحاصرون منازلهم ويشنون حملة استيلاء واسعة على مركباتهم وجراراتهم الزراعية، فضلا عن إخطار العديد من العائلات بالإخلاء خلال يوم واحد، وذلك في حملة واسعة وصفها الأهالي بغير المسبوقة.

المواطن تركي تركمان من سكان الخربة أوضح في حديثه لـ”وفا” أن أهالي الخربة استفاقوا في حالة من الذهول، وفوجؤوا بهذا العدد الكبير من الجنود الذين اقتحموا القرية وانتشروا في محيط المنازل، وشرعوا بالاستيلاء على غالبية المركبات والجرارات الزراعية، وإحصاء وتسجيل كافة ممتلكات الأهالي.

وأوضح أن الجنود طالبوا 15 عائلة بإخلاء المنطقة خلال يوم واحد فقط، وذلك بشكل شفوي ودون تسليمهم أي إخطارات مسبقة، معتبرا ما جرى اليوم سابقة لم يشهد لها الأهالي مثيلا.

تركمان وهو أب لتسعة أطفال يتحدث عن مخاوفه الكبيرة من تبعات ما جرى اليوم على القرية، ويرفض كغيره من أبناء الخربة الرحيل ويصر على البقاء في أرضه، ويتخوف من تكرار مثل هذه العملية في الأيام المقبلة ومن احتمالية هدم سلطات الاحتلال مساكنهم وتشتيت عائلاتهم وأطفالهم في العراء خاصة وأننا على أبواب فصل الشتاء.

بدوره، أشار رئيس مجلس قروي ابزيق عبد المجيد خضيرات إلى أن هذه الحملة لم يسبق لها مثيل سواء في الخربة أو في غيرها من مناطق الأغوار، فهي تعتبر الأوسع حتى الآن، كونها استهدفت كافة مناطق الخربة.

وأوضح أن خربة ابزيق على مدار سنوات الاحتلال تعرضت للعديد من أشكال الانتهاكات، ومن أبرزها التدريبات العسكرية التي تجري باستمرار على أراضيها ونتيجتها تدمير مساحات واسعة من الأراضي المزروعة، إلى جانب مخلفات التدريبات التي أدت لوقوع العديد من الإصابات والشهداء من مواطني الخربة.

ويضاف لهذه الانتهاكات الإخطارات التي يسلمها الاحتلال للأهالي باستمرار، وهدم خيامهم ومنشآتهم، والاستيلاء على مركباتهم وجراراتهم الزراعية.

ويتخوف خضيرات من أن تكون هذه الحملة مقدمة لعمليات واسعة ولمخطط ترحيلي لكافة أهالي الخربة، وما يزيد هذه التخوفات إنذار 15 عائلة دفعة واحدة بالإخلاء.

تسكن خربة ابزيق 45 عائلة ويبلغ تعداد سكانها حوالي مئتي نسمة، يعتاشون بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي، كما تبلغ المساحة الكلية للخربة بما فيها الأراضي الزراعية والأراضي الرعوية 45 ألف دونم، استولى الاحتلال سابقا على حوالي عشرة آلاف دونم منها لصالح جدار الفصل والتوسع العنصري.

من جهته، أوضح الباحث الميداني لمنطقة الأغوار في مؤسسة الحق فارس فقها أن العملية التي شنها الاحتلال في خربة ابزيق اليوم لم تكن عملية عادية من حيث اتساع نطاقها، وشمولها كافة مناطق الخربة، بالإضافة لاستمرارها عدة ساعات، والانتشار الكثيف لجنود الاحتلال وتسجيل المنشآت والممتلكات بشكل دقيق فيها.

ونوه إلى أن كل ما جرى اليوم يقود إلى توقعات بأن يتبع ذلك عمليات هدم كبيرة تستهدف كافة المنطقة، علما أن جنود الاحتلال وصلوا في عمليات الاستيلاء على المركبات والتفتيش إلى مناطق لم يستهدفها الاحتلال مسبقا في الخربة.

وأكد فقها أن الاحتلال يستخدم ذرائع ومصطلحات مختلفة لتسهيل استيلائه على مناطق الأغوار ومنها خربة ابزيق، ومن هذه الذرائع: المحميات الطبيعية، والمناطق الأثرية، والمناطق العسكرية، وهي ذرائع وحجج جاهزة يستخدمها الاحتلال في أي وقت.

وكانت قوات الاحتلال داهمت خربة ابزيق بأعداد كبيرة من الجنود صباح اليوم الثلاثاء، وحاصرت منازل المواطنين وفتشتها، واستولت على تسعة جرارات زراعية، وخمسة صهاريج مياه، وخمس عربات جر، ومركبتين خاصتين، كما أخطرت 15 عائلة بشكل شفهي بإخلاء المنطقة خلال يوم واحد فقط.

الاخبار العاجلة