متطوعون يؤمون “حمصة” للترميم

6 نوفمبر 2020آخر تحديث :
متطوعون يؤمون “حمصة” للترميم

الحارث الحصني

يجتمع عدد من الشبان، حول ركام من الحديد المتلَف، في واحدة من عدة خيام سكانية هدمها الاحتلال قبل أيام، في تجمع سكاني كامل في خربة حمصة الفوقا، بالأغوار الشمالية.

في تلك اللحظات كان سامي هرينة، يتفقد مجموعة أخرى من المتطوعين القادمين من عدة محافظات في الضفة الغربية، لمساعدة المواطنين في خربة حمصة، لإصلاح ما يستطاع إصلاحه.

هرينة القادم من مسافر يطا قضاء الخليل، واحد من أكثر من 70 شخصا، تواجدوا في المنطقة لمساعدة الأهالي في ترميم الدمار.

وقد أمكن مشاهدة المتطوعين يعملون بشكل دؤوب في الترميم، والإعمار.

قبل أيام ضجت وسائل التواصل الاجتماعي محليا، بأخبار حملت أوصافا مختلفة بين رواد الشبكة، تشير إلى واحدة من أكبر عمليات الهدم التي نفذتها السلطات الإسرائيلية، لمساكن الفلسطينيين في المناطق المستهدفة.

وقد طالت عمليات الهدم تلك، أكثر من 70 منشأة بين سكنية، وحظائر أغنام، وخلايا شمسية، وجعلت 11 عائلة فلسطينية دون مأوى بشكل تام.

ومنذ تلك اللحظة حتى اليوم، ساهمت بعض المؤسسات، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بتسليم تلك العائلات خياما، لحين بناء خيام جديدة لهم.

لكن كان لعشرات المتطوعين، اليوم الجمعة، وهو اليوم الأكثر تناسبا معهم، رؤية أخرى بترميم بعض الدمار، فالمتطوعين أرادوا من خلال هذا اليوم إزالة الدمار المتراكم لفتح المجال أمام وضع الخيام الجديدة.

بالنسبة للسكان الأصليين، وهي عائلات تعيش في حياة تفتقد لأدنى مقومات الحياة، فإن ترميم الدمار يبدأ من إزالة الركام القديم من الأرض؛ توطئة لوضع بناء جديد.

“الحدث كبير، وسمعت عنه عن طريق صفحات الفيس بوك”. يقول هرينة لمراسل صحفي.

هرينة، وهو أحد أفراد مجموعة (شباب صمود) في مسافر يطا، يؤكد أن هول ما حدث في خربة حمصة الفوقا، أجبرهم على المجيء والمساعدة في الترميم، “إنه الواجب الوطني”.

تكرر ذلك أيضا للمى نزيه، وهي إحدى المنتسبات في اللجان الشعبية برام الله، وقد تواجدت في المكان مع مجموعة من الفتيات.

متطوعون في المكان، قالوا في أحاديث منفصلة، “من باب التضامن جئنا من جنوب الضفة، للمساعدة في الترميم”.

يقول هرينة: “دمر الاحتلال كل معالم الحياة هنا، هذه مجزرة، ولم نكن نتصور هذا الخراب في مساكن المواطنين، وجئنا نقدم يد المعونة للمتضررين، هذا أقل شيء يمكن تقديمه”.

لكن بالنسبة للمى (14 عاما في اللجان الشعبية)، فإنها قد رأت مثل هذا الدمار في مرات عدة في أماكن مختلفة من الضفة الغربية.

وقالت: “لم نستغرب حجم الدمار، فالاحتلال اعتاد على ذلك، لكن ما يجب فعله هو ترميم ما يدمره الاحتلال، واثبات تواجدنا في المنطقة”.

فعليا كان إحساس بالحماسة، والإيجابية يسود بين المتطوعين بإمكانية ترميم الدمار المتراكم على بعضه منذ أيام.

إلا أن الشابة لما تنظر لهذه “الفزعة” من منظور آخر، فبالنسبة لها فإن هذه الحملات تساعد على توفير الحشد البشري للسكان، والتسليط الإعلامي عليها، وتحريك القضايا القانونية.

وأضافت: “هؤلاء ليسوا وحدهم، فنحن رغم قصر المدة التي نقضيها هنا، سنرمم ما يمكن نستطيع لذلك”.

مواطنون تعرضت خيامهم للهدم، أكدوا، في أحاديث لهم أمام وفد من الاتحاد الأوروبي، وبعض المؤسسات الحقوقية زاروا المنطقة، بقائهم في أرضهم، رغم كل الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.

الاخبار العاجلة