على خطوط المواجهة..

24 نوفمبر 2020آخر تحديث :
على خطوط المواجهة..

الحارث الحصني

على خطوط المواجهة، في الأغوار الشمالية، غرب حاجز تياسير المُخلى، الرابط بين طوباس والأغوار، لم يكن اليوم الثلاثاء، يوما اعتياديا.

هناك، “حظيَ” مئات المتظاهرين من النشطاء وممثلي القوى والفعاليات الوطنية.. ومن طلبة الجامعات والمزارعين والنسوة والأطفال، باستنشاق الغاز المنبعث من القنابل، ومشاهدة رصاص “المطاط” المتطاير، وسماع أزيز الرصاص، حيث دارت رحى مواجهات وصفت بـ”العنيفة”، بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

فقد أمكن إحصاء مئات قنابل الغاز والصوت الملقاة على مقطع من الطريق الذي يبدأ من حاجز تياسير، على امتداد مئات الأمتار غربا، وهي ذاتها المسافة التي شملت ميدان المواجهة.

وهناك أيضا، كانت تُسمع قذائف المدفعية شرق الحاجز، التي يطلقها جنود الاحتلال خلال تدريباتهم العسكرية في الأغوار الشمالية.. وهي القذائف ذاتها التي طرد على إثرها أكثر من عشر عائلات فلسطينية من خيامها.

وكان مئات المواطنين من محافظات الضفة الغربية، احتشدوا اليوم في طوباس، وشاركوا في مسيرة مركزية رافضة لمشاريع الضم في الأغوار الشمالية.

هذه الفعالية التي دعت لها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وفعاليات محافظة طوباس، وأقاليم حركة “فتح” في الضفة الغربية، جاءت بعد أن سوّى الاحتلال مساكن المزارعين الفلسطينيين في حمصة الفوقا في الأغوار الشمالية بالأرض.. أكثر من سبعين منشأة لإحدى عشرة عائلة فلسطينية تضم أكثر من 60 فردا، في واحدة من أكبر عمليات الهدم خلال العقد الحالي.

حقوقيون ومراقبون رأوا أن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بهذا التدمير الكامل، تسعى لتمرير مخطط ضم الأغوار الفلسطينية، غير أن الفلسطينيين على المستويين الرسمي والشعبي، أجمعوا على أن مشاريع الضم لأي أرض فلسطينية لن تمر.

في هذا السياق، تحركت اليوم، فعاليات المحافظات المختلفة للمشاركة في مسيرة مركزية في المنطقة المنكوبة، تأكيدا على الرفض القاطع لمشاريع الضم الإسرائيلية، لكن الاحتلال أعاد عدة حافلات قادمة من بعض المحافظات.

رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وليد عساف قال: “إن الهدف من هذا الزحف الجماهيري تجاه الأغوار، هو التصدي لمشروع التهجير القسري وإفشال خطة الضم”.

على مدار أكثر من ساعتين لم يفلح الاحتلال في تفريق المتظاهرين الذين أصيب عدد منهم بجروح واختناق.

المصادر الطبية قالت لــ”وفا”، إن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني تعاملت مع ستة مواطنين أصيبوا بشكل مباشر بقنابل الغاز المسيل للدموع، 4 منهم في الأطراف السفلية عولجوا ميدانيا، وإصابة في الرأس وأخرى في البطن نقلتا إلى المستشفى التركي الحكومي في المدينة، لاستكمال العلاج”.

خلال السنوات الماضية، شهد حاجز تياسير عدة مواجهات، بعدما كان الاحتلال يقمع أغلب الفعاليات المقررة في الأغوار الشمالية، غير أن “مواجهة اليوم” لم تشهدها سنوات خلت، قال متظاهرون.

قال عساف: “سنبني حمصة من جديد (..)، لم نفلح اليوم، ولكن لنا عودة”. وأضاف: “لن نسمح بتكرار نكبة عام 48، ونكسة عام 67 وهو ما يؤكده مسؤولون ومواطنون على مختلف مشاربهم.

بداية العام الحالي، وهو العام الذي شهد واحدة من أكبر عمليات الهدم على مستوى الضفة الغربية، شارك آلاف المواطنين في فعالية مشابهة لفعالية اليوم، عندما قصدوا سهل “أم القبا”، بالأغوار الشمالية.

مشاركون في المظاهرة الصاخبة اليوم، أكدوا في أحاديث منفصلة مع “وفا”، أن الاحتلال بقمعه لهذه الفعالية لن يثنيهم عن الاستمرار في التصدي لعمليات الضم والتهويد الإسرائيلية وسيقفون جنبا الى جنب مع المتضررين في المناطق المستهدفة”.

قال خيري حنون، وهو واحد من أشهر المشاركين في الفعاليات على مستوى الضفة الغربية: “تعودنا على هذا الجيش الوحشي في قمع المشاركين السلميين، وأضاف “لنا عودة مستقبلا”.

الاخبار العاجلة