44 مشردا جديدا

8 ديسمبر 2020آخر تحديث :
44 مشردا جديدا

نديم علاوي

حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حياة المواطنين في منطقة رأس عين العوجا شمال مدينة أريحا، التي تعتمد على الثروة الزراعية والحيوانية ومصادر المياه الطبيعية في الأغوار، إلى جحيم، واليوم أصبح 44 منهم بلا مأوى.

“رأس عين العوجا” أو “شلال العوجا” كما يطلق عليه المواطنون، أحد المواقع التي تتعرض لانتهاكات متواصلة من الاحتلال كباقي المناطق الاستراتيجية في الأغوار، والتي كان آخرها هذا الصباح.

اقتحم جنود الاحتلال المدججون بالسلاح برفقة جرافتين، الموقع بعد إغلاق كافة مداخله، لمنع دخول الطواقم الصحفية والحقوقية.

هاجم الاحتلال المواطنين في رأس العوجا، بإطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، قرب المساكن ففزعت النساء والأطفال، واشتبك الشبان ورعاة الأغنام مع الجنود الذين حاولوا إيقاف تقدمهم نحو المساكن.

“عدد الجنود المقتحمين أكثر من عدد سكان المنطقة”، قال فرحان غوانمة أحد سكان التجمع، لافتا إلى أن عمليات الهدم سبقت بإجراء مسح هندسي لعشرات المساكن قبل نحو أسبوع.

حصيلة الهدم كانت تشريد 44 مواطنا، وهدم 7 مساكن وبركسين للماشية والأعلاف تعود ملكيتها للمواطنين هاني ونجله عطا طريفات وتأوي 25 فردا، وسليمان داوود طريفات وتأوي 10 أفراد، ومسكن محمد ياسين موسى رشايدة ويأوي 9 أفراد و”بركسات” للأغنام والأعلاف.

“رغم محاولاتنا التصدي لجنود الاحتلال ومنعهم من الهدم، إلا أنهم حاصرونا وهددونا بالسلاح وأبعدونا بالقوة عن المكان”، تابع غوانمة.

رئيس بلدية العوجا صلاح فريجات قال إن قوات الاحتلال استغلت تواجد أصحاب المنشآت الـ7 خارج مساكنهم وهدمتها، مشيرا إلى أن هذه المساكن هي من ضمن عشرات تم إخطارها بالهدم من قبل الاحتلال في ذات المنطقة، ومنها مساكن ممولة من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية “أوتشا”، ومؤسسة “معا” التنموية.

وأضاف أن “رأس العوجا” يضم 7 عائلات مكونة من 400 فرد، يعانون من قلة وصول الخدمات الأساسية لهم من كهرباء ومواد بناء، بسبب إجراءات الاحتلال بحقهم، مشددا على أن هذه الخطوة تشكل مسارا جديدا في تهجير السكان الفلسطينيين في الأغوار، لإتاحة المجال للمستوطنين في المستوطنات القريبة بالتغول للاستيلاء على مزيد من الأراضي.

المواطن محمود غوانمة قال إن تهجير المواطنين في المنطقة جاء بعد قيام أحد المستوطنين، بالاستيلاء على الأراضي المحيطة قبل عامين. ومنذ بداية العام الجاري بدأت قوات الاحتلال بهدم المساكن لتسهيل التوسع الاستيطاني.

الناشط الحقوقي في محافظة أريحا والأغوار عادل أبو نعمة قال إن “عملية الهدم في رأس العوجا تأتي ضمن مسلسل تهجير سكان الأغوار، أكثر من 56 ألف نسمة بما فيها مدينة أريحا، بهدف توسيع المستوطنات القريبة في المنطقة”.

وأضاف أن “مشروع مخطط ضم الأغوار لم ينته بعد، حيث تستغل سلطات الاحتلال جائحة كورونا، للاستيلاء على الأرض الفلسطينية”.

ويتعرض سكان رأس عين العوجا إلى مضايقات شتى من قبل المستوطنين بعد استغلال سلطات الاحتلال مياه نهر العوجا المجاور للتجمع لصالح المشاريع الاستيطانية، حيث تتردد جولات المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة على المواطنين والممتلكات.

ووفق مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بيتسيلم”، فقد ما لا يقلّ عن 919 فلسطينيّا، منهم 460 قاصراً على الأقلّ منازلهم، منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وللمقارنة، خلال العام الماضي كلّه بلغ عدد من فقدوا منازلهم 677 فلسطينيّاً، وفي 2018 كان العدد 397، وفي 2017 كان العدد 521.

وبحسب المركز فقد هدمت إسرائيل خلال العام الجاري مباني ومرافق غير سكنيّة بلغ عددها 330 بما في ذلك مرافق حيويّة للعيش الإنسانيّ مثل الآبار وشبكات المياه والكهرباء.

كما تواظب إسرائيل على تطبيق سياسة التهجير القسريّ المدعّمة بقرارات محاكم إسرائيل، وسط ردود فعل باهتة من طرف المجتمع الدوليّ.

وبداية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان هدم الاحتلال ما يقارب70 منشأة ما بين سكنية، وبركسات، وحظائر أغنام، وخلايا شمسية، لإحدى عشرة عائلة فلسطينية تضم 60 مواطنا، يسكنون خربة “حمصة الفوقا” بالأغوار الشمالية، الامر الذي لاقى إدانة دولية واسعة، ووصفت بأنها واحدة من المرات التي يهدم الاحتلال فيها تجمعا سكانيا كاملا في الأغوار الشمالية مرة واحدة، وأكبر حادثة تهجير قسري منذ أكثر من أربع سنوات في الضفة الغربية.

الاخبار العاجلة