اكسيوس الأمريكية: مصادر إسرائيلية وأمريكية: بايدن لن يعمل على صياغة خطة شاملة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

18 فبراير 2021آخر تحديث :
اكسيوس الأمريكية: مصادر إسرائيلية وأمريكية: بايدن لن يعمل على صياغة خطة شاملة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

صدى الاعلام – قالت مجلة “اكسيوس” الأمريكية نقلا عن مصادر إسرائيلية وأمريكية إن “إدارة جو بايدن لن تعمل على صياغة اتفاق سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل ستتخذ خطوات لتحسين الوضع على الأرض”، وأضافت أن الرئيس الأمريكي يدرك استحالة إنجاز السلام الشامل بين الطرفين في ظل الظروف الراهنة.

يعمل مسؤول الملف الإسرائيلي – الفلسطيني في وزارة الخارجية الأمريكية “هادي عمرو” على خطوات تدريجية لتحسين الوضع على الأرض، وليس صياغة خطة شاملة للسلام، حيث لا يرى الرئيس بايدن أن ذلك يمكن تحقيقه في ظل الظروف الحالية، وذلك بحسب عدة مصادر إسرائيلية وفلسطينية وأمريكية. لقد تراجعت إسرائيل وفلسطين كثيرًا في قائمة أولويات البيت الأبيض، وسيتم التعامل مع القضية بشكل أساسي من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، حيث يعمل “عمرو” كنائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية (على عكس باراك أوباما، حيث رفض بايدن تعيين مبعوث خاص لـلسلام في الشرق الأوسط). كما أن وزير الخارجية الأمريكي “توني بلينكين” أوضح أنه لا يتوقع جائزة نوبل للسلام. بدلاً من ذلك، تم تكليف “عمرو” لبناء الثقة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. يبدو أن “عمرو” يجسد هذا النهج الأكثر واقعية، وذلك استنادًا إلى محادثات مع عشرات المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين والأمريكيين الحاليين والسابقين.

ما قام به عمرو:

عمل عمرو عن كثب مع الإسرائيليين لتطوير مشاريع مثل شبكات الجيل الثالث لقطاع غزة وأنظمة الصرف الصحي في الضفة الغربية. خلال حرب غزة 2014، عمل “عمرو” على مدار الساعة لإعادة توزيع كل المساعدات الأمريكية للفلسطينيين. إضافة إلى ذلك، وقع على عاتق “عمرو” تنفيذ السياسات المتفق عليها على المستوى الأعلى بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية آنذاك جون كيري في بيئة سياسية صعبة للغاية.

حياة عمرو:

ولد عمرو في بيروت عام 1967 ونشأ في الغالب في نيوجيرسي وفيرجينيا. وبصفته خبير اقتصادي وخبير في السياسة الخارجية، التحق “عمرو” بوزارة الدفاع الأمريكية خلال إدارة كلينتون، وأمضى بعض الوقت في القطاع الخاص ثم انضم إلى مؤسسة بروكينغز في عام 2006 ، حيث أسس مركز الدوحة. عاد “عمرو” إلى الحكومة الأمريكية في عهد إدارة أوباما، أولاً في وزارة الأمن الداخلي ثم نائب مساعد مدير الشرق الأوسط في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. في عام 2013، تم استقدامه من قبل مبعوث السلام في الشرق الأوسط آنذاك مارتن إنديك، وهو أيضًا رئيس عمرو السابق في معهد بروكينغز  للعمل في القضايا الاقتصادية المتعلقة بالفلسطينيين. واستمر عمرو في منصبه حتى نهاية ولاية أوباما الثانية وكان مستشارًا للسياسة الخارجية لحملة بايدن وشارك في توعية الجالية العربية الأمريكية.

ما يُقال عن عمرو:

يقول الجنرال يوآف (بولي) مردخاي، المنسق السابق للحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة، إنه وجد عمرو محترفًا مطّلعًا لم ينخرط في الحجج السياسية بل أراد أن ينجز الأمور. وقال نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، رؤوفين عازار، الذي كان محاوراً مقرباً لعمرو أثناء خدمته في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، أنه براغماتياً وإنسانياً ويركز على تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين. بينما يصفه مسؤول إسرائيلي تحدث مع عمرو منذ تعيينه بأنه ذكي ولديه رؤية رصينة للغاية لما يمكن تحقيقه في الوقت الحالي.

أما المسؤولون الفلسطينيون فيقولون إنهم أعجبوا بعمرو حتى الآن. وقال مسؤول فلسطيني: “كنا نمزح دائمًا بأن المبعوث الأمريكي الجديد لن يعرف أبدًا الفرق بين الشيخ جراح وكفر عقب (أحياء في القدس الشرقية). لم نتحدث إلى الأمريكيين منذ سنوات، وفي النهاية هناك من سيستمع لنا”. يطور عمرو خططًا لإعادة التعامل مع السلطة الفلسطينية، والتراجع عن بعض سياسات ترامب واستئناف المساعدات المالية للفلسطينيين، والتي تبدأ على الأرجح بمبلغ 75 مليون دولار خصصها الكونجرس بالفعل للمساعدات ومشاريع التنمية. هذه القضايا على رأس قائمة مهامه حتى الانتخابات الإسرائيلية في 23 مارس.

سيواجه عمرو تحديين سياسيين قصير المدى: إعادة ضبط السياسة الأمريكية بشأن مستوطنات الضفة الغربية دون إثارة قتال مع الحكومة الإسرائيلية وصياغة سياسة بشأن الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المزمع إجراؤها في 22 مايو. وقد أجرى بالفعل اتصالات مع مسؤولين من الجانبين، بما في ذلك السفير الإسرائيلي في واشنطن، ونائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ورئيس الوزراء الفلسطيني، ورئيس المخابرات الفلسطينية.

ماذا بعد؟

سيكون ظهور عمرو لأول مرة على المسرح العالمي في اجتماع المانحين الدوليين للسلطة الفلسطينية يوم 23 فبراير لمناقشة خطوات تحسين الاقتصاد الفلسطيني. الإسرائيليون والفلسطينيون وأعضاء المجتمع الدولي سيراقبون الوضع عن كثب. ولظروف غير معتادة، يشغل عمرو مهمتين أخريتين على الأقل بخلاف دور نائب مساعد وزير الخارجية. سيمثل عمرو الولايات المتحدة في صيغ مثل اللجنة الرباعية، التي تضم دبلوماسيين من روسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي حيث اجتمعت تلك المجموعة عبر الزوم يوم الاثنين المنصرم. كما أن “عمرو” هو أيضًا رئيس البعثة الأمريكية الفعلية للفلسطينيين لأن إدارة ترامب دمجت القنصلية الأمريكية في القدس في السفارة في إسرائيل في عام 2019. من الجدير ذكره أن لفلسطينيين أوقفوا جميع الاتصالات تقريبًا مع الدبلوماسيين الأمريكيين في السفارة في ذلك الوقت، لذلك سيكون “عمرو” نقطة الاتصال الرئيسية للفلسطينيين الذين يأملون في التواصل مع الإدارة.

الاخبار العاجلة