الإنسانية باللغة الوطنية الفلسطينية

25 مايو 2021آخر تحديث :
الإنسانية باللغة الوطنية الفلسطينية

صدى الإعلام –  الكاتب: موفق مطر  قسم الإخلاص لفلسطين يعني الوفاء بالعهد والقسم على حماية شعبها وصون مقدراته وتحصين قلعة صموده، وفوق كل هذا وضع تضحيات شعبها في نسق المقدسات، فكل مناضل ومقاتل ارتقت روحه في ميدان الصراع النضالي الكفاحي شهيد، وكل مواطن شيخا كان أو امرأة أو طفل ارتقت روحه في خضم الصراع بفعل عدوان الاحتلال وجرائمه ومجازره شهيد، وكل بيت دمرته آلة حرب منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري الإرهابي سيبقى شاهدا على وفائنا حتى ترفع أركانه من جديد لتعود إليه أنفاس أهله الأحياء الطيبين وأرواح الشهداء الخالدة.

بعض الوفاء نقدمه بتسريع الحلول الأنسب للمهجرين والمشردين، وتأمين الحماية والرعاية، والبدء بتنفيذ مخططات إعادة الإعمار، لكن الأعمار الانسانية التي قصفت وهي أشبه بفروع غضة طرية من  شجرة العائلة الوطنية الفلسطينية، أو التي قطفت بعدما كانت زهرة برية تليق بها الحياة في الربيع وكل ربيع، أو الأمهات اللواتي حلمن برؤية أطفالهن بلباس العيد، وكبرت أحلامهن حتى بلغت الأمل برؤيتهن في أثواب حفلات التخرج الجامعية، وكذلك الشباب والرجال الذين حسبناهم سنديانات في وجه الإعصار الصهيوني المدمر، أو نحسبهم قد افتدونا وأنابوا عنا في المواجهة من نقطة الصفر، ودافعوا عن شرفنا وكرامتنا وعزتنا، ودفعوا نيابة عنا ضريبة الحرية والتحرر، فإننا لا يمكن إعادة أجسادهم إلى الحياة الدنيا، لكننا قادرون إن شئنا أن نطمئن أرواحهم  بألا يغطي ركام وغبار ودخان إعصار الغزاة والعدوان  والاحتلال والإرهاب الإسرائيلي العنصري دماءهم .. وألا ننغمس في احتفالات التمويه على تضحياتهم ومعاناة الجرحى والمشردين من أهلهم الأحياء، وألا ننخرط في فتنة رسمت خريطتها في ذات مقر قيادة أركان جيوش حرب منظومة الجريمة ضد الإنسانية (إسرائيل).

القائد الوطني السياسي الذي يستحق هذا المسمى هو الذي ينتصر للشهداء والأمهات الثكالى، ولآباء حبسوا دموعهم حتى لا يراهم أولادهم فتنهار سمة الرجولة والعزة والصمود والشموخ، هو المدرك بأن الخطاب الانفعالي لن يأتي للشعب بالأمل، وأن تلال الكوبونات وصناديق المواد الغذائية وأرتال الشاحنات التي تحمل الخيم والمساعدات التي يطلقون عليها ظلما مسمى (الإنسانية) لن تمنع عنه حق استشراف الأمل بحرية واستقلال وسلام دائم.. هو المؤمن بأن الإنسانية عند الشعب الفلسطيني المناضل المكافح تعني تقديم وإعلاء المبادئ على المصالح، وتطبيق شريعة الأمم الحرة المتحضرة وردع شريعة الغاب التي كرستها الصهيونية الاستعمارية العنصرية، وعملت على نشر طفيلياتها في كل بقاع العالم.

وهو المؤمن بأن الإنسانية بالنسبة للشعب الفلسطيني تعني انتصار الشعوب الحرة التقدمية والدول ذات السيادة المسماة ديمقراطية وتقدمية لشرفها المخطوط في نصوص قوانين ومواثيق واتفاقيات دولية، كما موقف يشبه موقف فلسطين على الأقل إن لم يكن معها، وثبات يشبه ثبات قيادتها الوطنية، وصمودا وصبرا يشبه صبر شعبها الصغير العظيم، فإن كان لديهم ما يخسرونه إذا قرروا التشبه بنا، وهذا صحيح، فنحن خسرنا الكثير ومستعدون للأكثر ولكن لم نخسر كرامتنا وآمالنا وطموحاتنا بالحرية والاستقلال، فالأصل بقاء الإنسان حرا كما خلق وألا يخضع للظالم وألا يمنح الذل فرصة ولو لمرة واحدة ليصبح منهجا لحياته وسلوكه وعمله وقراره.

القائد الرمز الشرعي والسيادي تسيره المبادئ الأخلاقية الوطنية والأهداف المشروعة المرفوعة على الحكمة والعقلانية والشجاعة وتاج كل هذه الأمور وغيرها الإنسانية، هو وحده القادر على المضي في درب الانتصار للشهداء والأحياء والصامدين والصابرين والعاملين على إحياء أرض وطنهم فلسطين، لذا فإنا نرى الرئيس محمود عباس أبو مازن لا يعبأ بسهام التجريح والتشكيك وحتى التخوين، فالإيمان عنده بحق شعبه في الحياة هو درعه الواقي، فهو رئيس إنسان وللسلام أولا وأخيرا، سيخوض حقول ألغام زرعت حوله في دوائر محلية وإقليمية ودولية حتى لا يقوى على الحراك، لكنه وبإعجاز سيجتازها بأدواته الدبلوماسية السياسية، وبالمقاومة الشعبية السلمية التي لن تتوقف مدفوعا بالوفاء لأرواح مئات آلاف الشهداء ارتقت من أرض فلسطين إلى سمائها وآخرها أرواح رضع وأطفال وعائلات أبيدت، فالقائد الوطني الحقيقي لا يحتفل إلا عندما يتحقق الانتصار باستكمال قيام أركان الدولة والاستقلال والسيادة …فكيف يحتفل والقدس عاصمة فلسطين الأبدية ومدينة الله ما زالت مسيجة بأسلاك الاحتلال ومسلط عليها إرهاب منظومة دولة الاحتلال والعنصرية (إسرائيل)؟!

الاخبار العاجلة