العمل على إقامة مجتمع الصحة المشترك للبشرية

29 مايو 2021آخر تحديث :
العمل على إقامة مجتمع الصحة المشترك للبشرية

صدى الإعلام – الكاتب: السفير الصيني قوه وي

يعاني العالم من تفشي جائحة كورونا لأكثر من عام شهد ظهورا وتحورا متكررا لفيروس كورونا المستجد، ولا يزال الوضع معقدا وخطيرا، ويتطلع المجتمع الدولي بشغف كبير إلى مزيد من الثقة والأمل والتعاون. طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ خمس مبادرات وخمسة إجراءات جديدة للتعاون الدولي لمكافحة الجائحة خلال كلمته بعنوان “العمل يدا بيد على إقامة مجتمع الصحة المشترك للبشرية” أمام قمة الصحة العالمية، إسهاما بالحكمة والحلول والزخم الصينية لمكافحة الجائحة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي في أقرب وقت ممكن.

يجب الالتزام بمفهوم الشعب أولا والحياة أولا لإقامة مجتمع الصحة المشترك للبشرية. نقوم بمكافحة الجائحة من أجل الشعب، ولا بد لنا من الاعتماد عليه، والتحلي بالمسؤولية والجرأة السياسية الكبرى، واتخاذ الإجراءات الاستثنائية لمواجهة التحديات الاستثنائية، والاحترام الجدي لقيمة وكرامة الحياة لكل شخص، وتقليل التأثير على حياة الشعب بقدر الإمكان وصيانة النظام العام في المجتمع.

يجب اتباع السياسات القائمة على العلم وضمان الاستجابة المنسقة والمنهجية لإقامة مجتمع الصحة المشترك للبشرية. علينا القيام بالاستجابة المنهجية للتنسيق بين التدخل الدوائي والتدخل غير الدوائي، والتوفيق بين مكافحة الجائحة بشكل دقيق وروتيني وإجراءات الطوارئ، وضمان السيطرة على الجائحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في آن واحد. ويجب على أعضاء مجموعة العشرين اتخاذ سياسات اقتصادية كلية مسؤولة لإبقاء السلاسل العالمية للصناعة والإمداد في حالة السلامة والسلالة، ومواصلة دعم الدول النامية وخاصة الدول الهشة التي تواجه الصعوبات البالغة.

يجب الالتزام بروح الفريق الواحد والدعوة إلى التضامن والتعاون لإقامة مجتمع الصحة المشترك للبشرية. علينا التمسك بمفهوم مجتمع الصحة المشترك للبشرية، والرفض القاطع لجميع المحاولات لتسييس الجائحة ووضع العلامات الجغرافية على البلدان الأخرى وتشويه سمعتها. إن التلاعب السياسي لا يسهم قيد أنملة في المعركة المحلية ضد الجائحة، بل ويعرقل التعاون الدولي لمكافحة الجائحة ويلحق أضرارا أكبر بشعوب العالم.

يجب الالتزام بالعدالة والإنصاف وسد “فجوة المناعة” لإقامة مجتمع الصحة المشترك للبشرية. علينا نبذ “قومية اللقاحات”، وإيجاد حل ملائم لقضية الطاقة الإنتاجية والتوزيع للقاح، وتعزيز إتاحة اللقاح للدول النامية بتكلفة ميسرة. ويجب على الدول الرئيسية التي تطور وتنتج اللقاحات تحمل مسؤوليتها وتقديم مزيد من اللقاح إلى الدول النامية ذات الاحتياجات الملحة. ويجب على المؤسسات المالية المتعددة الأطراف تقديم الدعم التمويلي الشامل للدول النامية في شراء اللقاح. ويجب على منظمة الصحة العالمية تسريع الوتيرة لتنفيذ “برنامج كوفاكس”.

يجب الالتزام بحل المشكلة بظواهرها وبواطنها في آن واحد واستكمال منظومة الحوكمة لإقامة مجتمع الصحة المشترك للبشرية. علينا تعزيز وتفعيل دور الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، والالتزام بروح التشاور والتعاون والمنفعة للجميع، والتجاوب مع مطالب الدول النامية المشروعة بشكل أفضل. كما يجب تعزيز قدرة الرصد والإنذار المبكر والاستجابة للطوارئ، وتعزيز قدرة العلاج في الجائحات الخطيرة، وقدرة ضمان احتياطي الطوارئ والإمداد اللوجستي ومكافحة المعلومات المزيفة وتقديم الدعم للدول النامية.

لا تقدم الصين بأفكارها واقتراحاتها فحسب، بل تساهم باجراءاتها العملية في إقامة مجتمع الصحة المشترك للبشرية. قامت الصين بتبرع بلقاحات مجانية إلى أكثر من 80 دولة نامية ذات احتياجات ملحة، وتصدير اللقاحات إلى 43 دولة، وتوفير 300 مليون جرعة من اللقاح إلى العالم. وقد منحت الصين ملياري دولار أميركي من أجل مكافحة الجائحة وتحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي في الدول النامية المتضررة من الجائحة، وأرسلت مستلزمات مادية إلى أكثر من 150 دولة و13 منظمة دولية، وقدمت للعالم أكثر من 280 مليار كمامة و3.4 مليار لباس واق و4 مليارات طقم اختبار.

في مواجهة الجائحة المستمرة في العالم، ستوفر الصين المساعدات الدولية الإضافية بقيمة 3 مليارات دولار أميركي في السنوات الثلاث المقبلة في سبيل دعم الدول النامية لمكافحة الجائحة وإنعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وستوفر مزيدا من اللقاحات بقدر الإمكان، وتدعم شركاتها المختصة باللقاح لنقل التكنولوجيا إلى الدول النامية وإجراء التعاون معها في إنتاج اللقاح، وتدعم رفع حقوق الملكية الفكرية عن اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، وتدعم منظمة التجارة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية لاتخاذ قرار بهذا الشأن في يوم مبكر، وتدعو إلى إنشاء منتدى دولي للتعاون في مجال اللقاح، تقوم الدول التي تطور وتنتج اللقاحات والشركات وأصحاب المصلحة فيه بالتباحث حول سبل تعزيز التوزيع العادل للقاح في العالم.

وتتخذ الصين إجراءات ملموسة لمساعدة فلسطين في مكافحة على الجائحة. منذ تفشي الجائحة في فلسطين، تبرعت الصين بدفعات عديدة من المستلزمات الطبية العاجلة لفلسطين، حيث تبرعت الحكومة الصينية بـ 100 ألف جرعة من اللقاح “سينوفارم” للجانب الفلسطيني في آذار العام الجاري. في منتصف أيار الجاري، اندلع الصراع الخطير بين فلسطين وإسرائيل، ما أسفر عن الأوضاع الإنسانية الخطيرة، فيمد الجانب الصيني يد العون في وقته، ويقدم مليون دولار أميركي للحكومة الفلسطينية كالمساعدات الإنسانية النقدية العاجلة، كما يتبرع بمليون دولار أميركي و200 ألف جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى في سبيل تقديم مساعدات ملموسة للشعب الفلسطيني.

إن القضية العادلة دائما تجد دعما، والحب العظيم لا يعرف حدودا. تحرص الصين على العمل مع دول العالم بما فيها فلسطين يدا بيد لتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجائحة بحزم لا يتزعزع، وإقامة مجتمع الصحة المشترك للبشرية، وخلق مستقبل أفضل وأكثر صحة للبشرية.

الاخبار العاجلة