في القدس.. الشيخ جراح حي وبطن تنجب النبلاء

30 مايو 2021آخر تحديث :
الوقف

صدى الإعلام – الكاتب: موفق مطر

لا وثيقة، لا طابو، لا (كوشان) ولا حتى صفحة أو سطر أو كلمة تناقض الرواية الفلسطينية في ملكية الشعب الفلسطيني لأرض وطنه فلسطين عموما وفي القدس وفي حي الشيخ جراح تحديدا، فقد قطعت (مؤسسة ميثاق) الشك باليقين وردت مكائد وادعاءات الذين يستخدمون قضية فلسطين، ومسارات الصراع على الوجود مع المشروع الاستعماري الصهيوني العنصري في صراعاتهم السياسية الكيدية مع حكومة هذه الدولة أو تلك إلى جعبتهم الفائضة بالباطل، التي ما جنينا منها إلا (جوزا فارغا)  وطعنات غائرة في خاصرة الرواية التاريخية الفلسطينية، فيما المستوطنون والمحتلون الغزاة يستميتون لإيجاد من يصدق وثائقهم المزيفة، وادعاءاتهم الباطلة.

ربما غاب عن بال الذين ادعوا أن حكومة منظومة الاحتلال والاستيطان الإرهابي العنصري حصلت على وثائق قديمة مرقونة ومختومة في العهد العثماني تثبت ملكية جمعيات يهودية لأراض في بطن الهوى في سلوان والشيخ جراح في القدس، ووظفوا هذا الادعاء والخبر لأهداف سياسية واستخدموها في سياق مناكفات داعمة  لوجهة نظرهم الفئوية أو الشخصية أو الحزبية، وكأنهم لا يعلمون أنهم ببث هكذا أخبار يخدمون الرواية الاستعمارية الصهيونية العنصرية، ولا ندري كيف غاب عن بال هؤلاء أن الذين زوروا وحرفوا الكتب المقدسة والروايات وحتى النظريات العلمية والمكتشفات الأثرية ونسبوها إلى (مكونات شعب) ليس موجودا إلا في مخيلتهم، ليس بمقدورهم تزوير مستندات من العهد العثماني، فالمزورون هؤلاء بارعون يتحكمون بتكنولوجيا وسائل الاتصال وبصناعة الصورة والغرافيك في العالم، ويمتلكون قدرات بشرية وفنية وتقنية وإمكانيات مالية تمكنهم من تمرير رواياتهم  وهم على يقين بأنها فيروساتهم الدقيقة اللامرئية بالعين المجردة، إلى جانب أسلحتهم المدمرة لمنطق التاريخ والعلوم والثقافة الإنسانية، لكنهم حتى الساعة وحتى تقوم الساعة لن يستطيعوا تجسيدها كأمر واقع نهائي على أرض فلسطين وطن الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي، فالأمر في إثبات الوجود لا يتعلق هنا بالذكاء أو بالمال أو بامتلاك ناصية التقنية، أو بالسلاح وحسب، بل بالإيمان بالحق، فصاحب الرواية الصهيونية المزورة قادر على تسخير مقدرات حكومات ودول لإقناع العالم بأن روايته رغم نضوحها الواضح والصريح بالعدائية للآخر (العنصرية).. فالحقيقة إنسانية، والإنسان مجموعة من القيم والأفكار والمبادئ النبيلة، وهذه مجتمعة تسمى الإيمان، وهذا الإنسان المؤمن بحقه لا يمكن صناعته، وإنما ينمو كالشجر، ويتكون كالصخر، وترتفع شواهد كالجبال وهكذا هو الفلسطيني منذ فجر تاريخ البشرية على الأرض. أما الآدمي المستخدم كبيدق على رقعة شطرنج الإمبراطوريات الاستعمارية فإن السيطرة على دماغه وتسييره وفق خطط وأجندات كبار اللاعبين بمصيره أسهل بكثير من صناعة الروبوت حتى لو بلغت دقة الشبه مع ابن آدم 99,99 بالمئة، وهذا حال المستوطنين الإرهابيين والمحتلين الذين سيرتهم تقنية تزوير الدين والتاريخ والثقافة ودفعتهم للهجرة من بلادهم الأصلية، وشحنتهم وأفرغتهم في أرض ووطن الفلسطيني الإنسان، لكن بعد حوالي مئة وعشرين عاما، يكتشفون أنهم يحترقون لأجل كبارهم ابتداء من الحاخامات مرورا بأصحاب رؤوس الأموال وصولا للساسة الذين تهيئ لهم عنصريتهم أن الإنسان في الدنيا وجد لخدمتهم فقط.

سيدرك المستوطنون الإرهابيون وحماتهم ضباط وجنود جيش منظومة الاحتلال الإسرائيلي أن الشيخ جراح ليس حيا فيه بيوت وحسب، بل أعظم مما يتخيلون، وسيكتشفون أن ما لقنهم إياه حاخاماتهم، وما دسه ساستهم في أدمغتهم مجرد كلام لا أبجدية له، ولا جذور له في كل لغات البشر قبائل الغابات كانوا أو الشعوب والأمم المتحضرة في الدنيا، فهنا الفلسطيني حي، وهنا الحي فلسطيني، هنا في القدس الفلسطيني حي دائما، لا يموت، تبدأ قيامته مع إشراقة الشمس، تجوب العالم، تطلع على ضمائر أمة الإنسان في جهات الأرض الأربع، فيصير الإنسان حيا بفضل ضياء شمس فلسطين، ثم يعود في الصباح التالي حيا.

هنا في بطن الهوى في سلوان القدس، بطن حواء الفلسطينية، تنجب نبلاء، أبطالا، كراما، أحرارا، رجالا ونساء، شبابا وفتيانا وأطفالا وكهولا عظماء، لا ينتظرون وثيقة أو مستندا، فهم يعلمون أن هذه الأرض لهم، ووطنهم، لا ينازعون أحدا على ملكية، فهم يملكون كل الأرض التي ورثوها من أبيهم الأول آدم الفلسطيني، يصارعون الغزاة فقط لأنهم غزاة حتى لو بلغت الملفات في أدراج المحاكم سقوفها.. إنهم يحبون الحياة ويعشقون الحرية، لذلك يصارعون موتا ودمارا وفناء شُحِن إلى مرافئ مدنهم على ظهر سفن وفي بطن طائرات المستعمرين الأوائل.

الاخبار العاجلة