خاص”صدى الاعلام”…عشية اعياد الميلاد المجيد.. فلسطين ارض التسامح الديني

26 ديسمبر 2016آخر تحديث :
خاص”صدى الاعلام”…عشية اعياد الميلاد المجيد.. فلسطين ارض التسامح الديني

رام الله-صدى الاعلام-26-12-2016-في الوقت الذي انتشرت فيه الفتن الطائفيه في العالم العربي تبقى دولة فلسطين حاضنة للاديان السماوية الثلاث ، فبالرغم من  انها دولة ترزح تحت الذي يحاول دون جدوى اثارة الفتن الدينية واغراق الفلسطينيين  بما يجري في المحيط العربي  الا ان الشعب الفلسطيني كان على مستوى عالي من الوعي وحافظ على  النسيج المجتمعي الفلسطيني  القائم على التسامح و التعايش بين ابناء الاديان السماوية الثلاث وباءت بالفشل كل المحاولات لزج فلسطين في تلك النزاعات الطائفيه.

في فلسطين فقط ومن شمالها حتى اقصى جنوبها ترى اهلة شهر رمضان المبارك تضاء بأيدي المسيحيين و على الجانب الاخر ترى شجرة اعياد الميلاد المجيدية ترفع وتنصب بأيدي ابناء المسلمين و تارةً اخرى ينتشر العشرات من المسيحيين، قبيل موعد الإفطار في شهر رمضان المبارك، في الشوارع الفلسطينية ، حاملين تمراً، وقارورات مياه؛ لتوزيعها على المارة من الصائمين المسلمين، في جو تسوده الألفة والمحبة والتسامح.

وفي حديث خاص “لصدى الاعلام” قال حنا عيسى الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية ،” نحن في فلسطين نعيش التسامح الديني منذ العهدة العمرية في عهد عمر بن الخطاب حين قال” لكم ما لنا وعليكم ما علينا ” ، ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا ونحن نعيش على قلب رجل في الافراح والاتراح وجميع المناسبات الوطنية والدينية ، والشارع الفلسطيني يخلو تماماً من جميع اشكال التمييز والعنصرية بين ابناء الطائفة المسيحية والمسلمة”.

 bnatsoft-com1419471680413

في فلسطين .. الكنائس تؤذن”

ان تصدح مكبرات الكناّئس في الداخل الفلسطيني المحتل بالاذان ما هو الا خير دليل على مدى التعايش الاسلامي المسيحي في فلسطين ، الا ان الاحتلال الاسرئيلي اخد الامور الى منحى مختلف تماما عندما حاولت  اسرائيل منع الاذان في مساجد القدس ضمن سلسلة الخطوات التهويدية ..

قال  الاستاذ مسعود ريان استاذ الشريعه في جامعة القدس المفتوحه لصدى الاعلام، ان قرار منع الاذان يهدف بالدرجة الاولى الى طمس الهوية الفلسطينية والتي تعتبر مزيج من الثقافة الاسلامية والمسيحية ، اخواننا المسيحيين ادركوا انهم مستهدفين تماما كالمسلمين، بالامس حورب الاذان وغداً قد تحارب اجراس الكنائس ضمن الحرب الاسرائيلية ضد الثقافة الفلسطينية فما كان من اخواننا المسيحيين الا ان ادركوا تلك الحقيقة وذلك الصراع وكانوا معنا في خندق واحد لمواجهة الحرب الاسرائيلية ضد الفلسطينين ومقدساتهم”.

واضاف  حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية،” الاذان جزء من العقيدة الاسلامية ويجب ان يقام من اي بقعة على الارض ، والاذان في فلسطين تم محاربته لكن الكنيسة لبت النداء “.

الصراع الفلسطيني الاسرائيلي صراع وجود وليس طائفة

مما لا شك فيه ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قائم على مبدأ الوجود والديمغرافيا ولا يمت للصراع الديني بأي صلّه ، الفلسطينيون يحترمون مبدأ الديانه اليهودية ويؤمنون بشكل مطلق بأن فلسطين هي مهد الديانات السماوية الثلاث وان هذا الصراع ما هو الا صراع مع الصهيونية الاسرائيلية وليس صراعاً مع الديانة  اليهودية .

وتعليقاً على الموضوع قال مسعود ريان “الغرب والدول الاوروبية مارسوا الاضطهاد الديني ضد اليهود منذ الزمن البعيد،  ولم يجد اليهود ملجأ يحميهم من ذلك الاضطهاد الى في الدول التي تتبع النظام الاسلامي  الذي يحترم التعدد الديني وحرية العبادة ، بالرغم من اننا دولة تقع تحت احتلال اسرائيلي الى ان صراعنا مهعم قائم على  الصراع السياسي  والصهيوني وليس صراع ديني يهودي”.

واضاف حنا عيسى” اسرائيل تحاول بشتى الوسائل تحويل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من صراع سياسي الى صراع طائفي ، ونحن نرفض ذلك جملةً وتفصيلة ونأكد على انه صراع سياسي على الحقوق المشروعه واسرائيل لن تستطيع ان تلعب هذه اللعبة ونحن نقاتل من اجل هذه القضية”.

unnamed_2_

نماذج تعايش فلسطينية

“المسحراتي” من العادات والتقاليد العربية القديمة وليس غريبا  على المسلمون في مختلف الدول العربية الاسلامية التمسك بها، ولكن الغريب ان ترى الشاب المسيحي الفلسطيني هو من يتمسك بهذه العادة المنتشرة بين المسلمين .

“ميشيل ايوب” من قرية المكر شرق عكا يعمل مسحراتي منذ عامين بقريته وهو متشبث بالعادات والتقاليد العربية القديمة، بحيث يقوم بساعات الفجر بإرتداء لباس خاص ويجوب بالطبلة وصوته الشجي يحث المسلمين النائمين على القيام لتناول وجبة السحور والتهيؤ ليوم صيام جديد، ويبدأ المسحراتي ميشيل مشواره من حارة الى اخرى بفرح وفخر واعتزاز، هنا فلسطين ، هنا التعايش والتسامح  .هنا المؤاخاه.

Michel Ayoub, a Christian Israeli-Arab, holds his drum as he performs the role of "Musaharati", the traditional custom of rousing Muslims up for their meal before daybreak, during the holy month of Ramadan in the Old City of the northern Israeli city of Arce June 20, 2016. REUTERS/Ammar Awad

وتقول كارمن كشك فتاة مسيحية من محافظة رام الله والبيرة ” اكبر دليل على ان فلسطين بلد التعايش انك بتشوفي الشيخ قبل الخوري بحتفل بأعياد الميلاد المجيد ، وانا كفتاه اتربيت برام الله ما عمري حسيت بالفرق بين المسلم والمسيحي وما عمري اتعرضت لموقف حدا يسألني شو ديانتك ، حتى الي بعرفني مسيحيه من ابناء المسلمين ما بحسسني  بالإختلاف عنهم”.

اما هبة  شقور فتاة مسلمة تقول،” فلسطين من المجتمعات النادرة الي ممكن تلاقي فيها تعايش وتسامح ديني بين المسيحيين والمسلميين خاصة انه احنا شعب تحت احتلال والمضايقات الاسرائيلية بتعرضلها المسيحي والمسلم لهيك ما بحس انه في فرق بين الطائفتين “.

انتشار الفكر المتطرف في الدول العربيه المحيطة

قال الاستاذ مسعود ريان استاذ الشريعه في جامعة القدس المفتوحه ” ان انتشار الفكر المتطرف في الدول المحيطة يعود الى سببين رئيسين كغياب الحريات السياسية والفكرية في الحياة العامه في الدول العربية ،اضافة الى عدم قيام الجهات المسؤولة بتبني منهج  اسلامي يقوم على فكر الرسول مما ادى الى انتشار احزاب وجماعات قائمة على التكفير”.

الاخبار العاجلة