موسم العنب في الخليل يبدأ مبكرا على حساب الجودة

23 أغسطس 2021آخر تحديث :
موسم العنب في الخليل يبدأ مبكرا على حساب الجودة

ساهر عمرو

بدأ مزارعو العنب في محافظة الخليل منذ أواخر شهر تموز الماضي جني محاصيلهم باكرا، خوفا من خسارة محاصيلهم، بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، الامر الذي انعكس سلبا على جودة المحصول، وأدى الى عرض كميات كبيرة منه في الأسواق، وبالتالي انخفاض سعره بشكل كبير في هذه الفترة من الموسم.

يقول أحد مزارعي العنب شفيق جويحان لـ”وفا”: “عانينا في هذا الموسم ولم يكن المحصول بالمستوى المطلوب، سواء من حيث كميات الإنتاج، او من حيث جودة المحصول وتدني أسعاره لمستويات لا تكاد تغطي تكاليف الإنتاج”.

وأوضح ان إنتاج هذا الموسم أقل بكثير من المواسم السابقة، وذلك بسبب انحباس الأمطار في الأوقات التي كانت كروم العنب تحتاج فيها للماء، ونتيجة لشح مياه الري لم نكن نستطيع ري هذه الكروم، الامر الذي انعكس سلبا على مستويات الإنتاج، وأدى الى انخفاضها.

وأضاف انه أجبر كباقي المزارعين على جني محصول العنب مبكرا، بسبب موجة الحر التي سادت المنطقة، وأدت الى نضوج العنب شكلا فقط، و”بالرغم من علمي بعدم نضوجه، الا ان الخوف من استمرار هذه الموجة وخسارة المحصول دفعني لذلك، فعند النظر الى عنقود العنب تجده مصفرا يشير الى نضوجه وعند تذوقه تجده لم ينضج بعد”.

ويتابع “لم يكن بالإمكان الإبقاء على الثمار على الأشجار بعد ان وصلت لهذه المرحلة، وذلك بسبب انتشار الحشرات التي من شأنها ان تأتي على كافة المحصول”.

وذكر مدير زراعة شمال الخليل مجدي عمرو ان ارتفاع درجات الحرارة من أكثر العقبات التي اثرت سلبا على موسم العنب لهذا العام، وكان الضرر الأكبر من نصيب المساحات غير المروية (البعلية) التي تشكل النسبة الكبرى من كروم العنب في المحافظة، الامر الذي دفع المزارعين الى بدء الموسم باكرا، وقطف كميات كبيرة من محاصيلهم وتوريدها للأسواق.

وأضاف ان درجات الحرارة المرتفعة اكسبت الثمار لونا يوحي بنضوجها شكلا، خاصة الاصناف البيضاء منها، دون نضوجها من حيث الحلاوة والطعم، ما دفع المزارعين الى قطف الثمار خوفا من استمرار ارتفاع درجات الحرارة وخسارة المحصول، وكان لهذا اثر سلبي على جودة العنب، بالإضافة الى عرض كميات كبيرة منه في الاسواق، ما ادى الى تدني اسعار العنب بشكل كبير.

واشار عمرو الى جملة من التحديات التي تواجه المزارعين ومنها: تراكم المحصول وضعف امكانيات التسويق خاصة في فترات ذروة الانتاج، وصعوبة تخزين المحصول لعدم وجود بنية تحتية مخصصة لهذا الغرض، وضعف امكانيات التصدير للخارج خاصة في هذه الظروف، والاغلاقات المستمرة من الجانب الاسرائيلي للمعابر، وتعذر نقل جزء من الانتاج للمحافظات الجنوبية.

واعتبر عمرو ان التصنيع الغذائي لمنتجات العنب في فترات ذروة الانتاج يمثل أحد الحلول المجدية لمواجهة تراكم الانتاج وانخفاض الاسعار، مطالبا المزارعين بالاهتمام بذلك، وتوسيع اعمالهم في هذا المجال.

من جانبه، أوضح رئيس مجلس العنب والفواكه الفلسطيني فتحي عياش ان هناك انخفاضا في كميات الانتاج لهذا الموسم تعادل الثلث عما كان عليه في العام الماضي، حيث وصل انتاج المحافظة من العنب العام الماضي ما يزيد على 27000 طن، ومن غير المتوقع ان يزيد انتاج هذا العام على 17000 طن، معزيا هذا الانخفاض الكبير في الانتاج لموجة الحر التي تعاني منها البلاد، وكذلك انخفاض معدلات الامطار بشكل اساسي.

وأشار الى ان مزارعي العنب في المحافظة يعانون من مشكلة قديمة جديدة لا تزال تلازم انتاجهم، وهي تراكم الانتاج في فترات الذروة والتي تمتد بين منتصف شهر اب الى منتصف شهر ايلول، وتعمقت هذه المشكلة بشكل أكبر هذا الموسم بسبب “النضج الوهمي” للمحصول الناتج عن موجة الحر الشديد، وقيام المزارعين بجني الثمار خوفا من خسارتها.

واعتبر ان توفير الحلول لهذه المشكلة، والعمل على توفير امكانيات تتيح للمزارعين توزيع انتاجهم على اطول فترة ممكنة، من شأنه ان ينعش وبشكل كبير هذا القطاع الهام والرئيسي، مؤكدا ان انخفاض الانتاج، وتدني معدلات الاسعار ووصولها الى أدنى مستوياتها (2 شيقل للكيلو) يشكل تهديدا حقيقيا لما يزيد على 6000 اسرة، يمثل عملها في هذا القطاع مصدر دخلها الأساسي.

وبحسب بيانات وزارة الزراعة، هناك نحو 30 ألف دونم من كروم العنب، منتشرة في مختلف أرجاء محافظة الخليل، يتركز معظمها في مناطق شمال الخليل، وتشكل ما نسبته 70% من إجمالي الأراضي المزروعة بكروم العنب في فلسطين.

الاخبار العاجلة