على سفح الجبل.. كان في المكان حياة

1 نوفمبر 2021آخر تحديث :
على سفح الجبل.. كان في المكان حياة

الحارث الحصني

عاد محمد عيد، من سكان خربة “الميتة” بالأغوار الشمالية، من الحصة الأولى من رعي ماشيته في الجبال القريبة من مسكنه القائم على سفح جبل يبعد قليلا عن الشارع الرئيس الذي يربط طوباس بالأغوار الشمالية.

حينها، كان أربعة من أبنائه قصدوا في وقت سابق مدرسة المالح، وتياسير؛ بغية تلقيهم التعليم الأكاديمي فيهما.

هذا يوم طبيعي لعائلة تسكن المنطقة منذ منتصف الثمانينات، وتهتم بتربية الماشية.

لكن من بين 28 عائلة فلسطينية تسكن الميتة، جميع خيامها مخطرة بالهدم في وقت سابق، هدم الاحتلال منشآت سكنية، وحظائر أغنام، وخزانات مياه بلاستيكية لعائلة عيد بشكل كامل.

ورغم أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ومحافظة طوباس، تمكنتا من انتزاع قرار احترازي من المحاكم الإسرائيلية، بوقف هدم الاحتلال منشآت تلك العائلات، لم تنجُ عائلة عيد من الهدم.

يقول الرجل: “أسكن في هذا المكان منذ سنتين، ولم أتوقع الهدم بعد إصدار قرار احترازي بوقف الهدم”.

فعليا هدم الاحتلال لعيد ثلاث خيام سكن مساحة كل منها 60 مترا، وهدم خيمتي أغنام مساحة كل منها 80 مترا، وحظيرة أغنام مفتوحة بمساحة 200 متر، وخيمة تخزين أعلاف بمساحة 50 مترا، إضافة إلى تدمير ثلاثة خزانات مياه، ونظام خلايا شمسية والاستيلاء على بطارياته، وتدمير 30 قاطع حديدي.

وبهذا الشكل يكون الاحتلال أجهز على التجمع السكاني للعائلة بشكل كامل، وقد شوهدت بقايا أغطية بلاستيكية، وقواطع مدمرة، وخلايا شمسية مدمرة وأكوام تراب في المكان.

وعملية الهدم التي جرت اليوم، جاءت بعد فترة ذاع فيها أسلوب تفكيك المنشآت والاستيلاء عليها في الأغوار الشمالية.

لكن ظل سؤال يدور بين مواطنين حضروا المكان بعد انسحاب الاحتلال منه: “لماذا هدم الاحتلال لهذه العائلة دون سواها”.

وهو السؤال ذاته الذي طرحه مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، حينما أجاب عليه بتحليل أن الاحتلال يمكن أن يعيد “نكبة” خربة “حصمة الفوقا” التي هدمها الاحتلال العام الماضي سبع مرات بشكل كامل.

مواطنون من المنطقة التي يمكن رؤية الخيام المنتشرة على سفوح الجبال، أبدوا تخوفا واضحا عن عمليات هدم لخيامهم.

قال بشارات وقد مد يده على استقامتها وبدأ بتحريكها من الشرق حتى الغرب: “كل هذه الخيام التي تراها مخطرة، لكن جميعها فيها قرار احترازي بوقف الهدم”.

وهذا بحد ذاته يقلق المواطنين والحقوقيين على حد سواء، خصوصا أن الخيام التي هدمها الاحتلال اليوم فيها قرار احترازي بوقف الهدم.

نظريا يمكن القول حتى وقت ما بعد الظهيرة بقليل، أن لا مأوى لعائلة عيد هذه الليلة. لكن بشكل فعلي يمكن تدارك الموضوع يوم غد من خلال “فزعة” الجيران والأقارب له لبناء خيمة سكن وحظيرة ماشية على الأقل، قبل أن تتكفل الجهات المختصة في ذلك.

واقفا جانب حظيرة ماشيته التي دمرها الاحتلال، قال عيد: “هدموا كل هذه الخيام بشكل كامل(..)، هذه حرب على الوجود الفلسطيني في المنطقة”.

وهذه ليست المرة الأولى التي هدم الاحتلال لعيد. ففي العام 2012، هدم الاحتلال له خياما سكنية، وحظائر أغنام في منطقة الميتة.

وشوهد أطفال من عائلات قريبة يلهون فوق ركام الخيام. لكن أربعة من أطفال عيد لم يعودوا حين وقع الهدم من المدارس.

لكن في شق لا يقل أهمية، فبالنسبة له تقوم حياته أساسا على تربية الماشية، وتسريح خراف حديثة الولادة خارج حظائرها، سيرتد عليه بكل تأكيد، بنتائج عكسية.

تظهر الأرقام التي نشرها مركز أبحاث الأراضي، أحد المراكز التابعة لجمعية الدراسات العربية، أن الاحتلال هدم أو فككك خلال العام الماضي واستولى على (883) منشأة ومسكنا في مناطق الضفة الغربية.

وتبين الأرقام التي أوردها التقرير السنوي للانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية في الأرض والمسكن/ التقرير السنوي لعام 2020، أن في طوباس والأغوار الشمالية هدم الاحتلال خلال العام المنصرم 25 مسكنا.

الاخبار العاجلة