“سترة التحفيز الحسّي”..ابتكار طلابي فلسطيني

8 ديسمبر 2021آخر تحديث :
“سترة التحفيز الحسّي”..ابتكار طلابي فلسطيني

عُلا موقدي

منحت شركة “Autism-less world company” من مدرسة بنات كفل حارس الثانوية في تربية سلفيت، أمس، جائزة أفضل مسؤولية مجتمعية عن فئة المدارس على مستوى الوطن العربي في مسابقة إنجاز العرب بمشاركة 13 دولة عربية.

وتأتي هذه المسابقة ضمن برنامج “الشركة الطلابية” مع مدارس من مختلف محافظات الوطن، والذي تنفذه مؤسسة “إنجاز فلسطين” ويندرج تحت محور ريادة الأعمال، ويستمر مدة عام أكاديمي كامل، يعمل خلاله الطلبة من مختلف المدارس والجامعات على تأسيس شركات حقيقية برأس مال محدود.

مديرة المدرسة نعمة شقور قالت لـ”وفا”: تم اختيار مدرسة بنات كفل حارس الثانوية، العام الماضي، للمشاركة في المسابقة، وبعد جلسات العصف الذهني المتكررة مع الطالبات ارتأينا اختيار فكرة “سترة التحفيز الحسي” من ضمن مجموعة من الأفكار الريادية الأخرى.

تُستخدم هذه السترة أثناء الجلسات العلاجية والحسية لأطفال اضطراب طيف التوحد، يُضاف إليها أجهزة مساعدة مثل جهاز الاهتزاز الذي يساعد الطفل على الهدوء أثناء الجلسات.

وأضافت شقور: الفكرة نبعت من حاجة إحدى الطالبات المشاركات في المشروع إلى مساعدة شقيقها الذي يعاني من اضطراب طيف التوحد، خلال فترة الحجر الصحي وإيجاد صعوبة في إيصاله إلى المراكز المختصة، وشعر فريق العمل المكون من ست طالبات، أن هذه الفكرة هي حاجة مجتمع ولها نفع على فئة تحتاج إلى الدعم والمساندة.

“بدأت الطالبات بإجراء الأبحاث العلمية حول الاضطراب، وتم التواصل مع مراكز التوحد بشكل الكتروني لمعرفة الحاجة الأساسية لهذه الفئة وكيف يمكن إنشاء شركة تخدم احتياجاتهم حتى تبلورت الفكرة كاملة لدينا” قالت شقور.

وذكرت: من خلال زيارتنا المتكررة لمراكز التوحد وجدنا أن الأخصائيين أنفسهم لديهم مشكلة في تهدئة الأطفال خلال الجرعة الحسية، ويصبح من الصعب التحكم بهم أو القدرة على إعطائهم جلسة علاجية، لذلك كانت فكرة “السترة” التي يتم ارتداؤها هذه الفترة، وهي بملمس خشن أو ناعم بما يتوافق مع احتياجات الطفل، باللون الكحلي وهو اللون المعتمد لبسه من قبل الأخصائيين في المراكز، وبذلك يكون الطفل معتادا على اللون.

ونوّهت شقور إلى أنه تم تجربة هذه السترة في أحد المراكز وحصلت الطالبات على تغذية راجعة ساعدتهن في بعض التعديلات، حيث تم تركيب أجهزة تعطي الشعور بالراحة للطفل خلال الجلسة العلاجية، كما أجرينا التعديلات على نوع القماش ليتناسب مع كل الفصول، ويتوافق مع مواصفات الجودة والسلامة العامة.

أسست الطالبات شركة حقيقية برأس مال وأسهم وأرباح من خلال التواصل مع المجتمع المحلي، وتم بيع 9 “ستر تحفيز حسي” بنسبة أرباح 48%، ويسعين الآن إلى تطوير هذه الشركة حتى تعود بأفضل خدمة مجتمعية خاصة بهذه الفئة.

الطالبة آثار بوزية قالت لـ”وفا”: السترة من قماش مضاف عليها قطع ذات ملامس مختلفة تناسب الأطفال الذين يعانون من جوع حسي أو إشباع حسي حيث لا يتم معالجتهم بنفس الطريقة، لذلك نحاول مساعدة الجهتين، مزودة بجهاز اهتزاز موضوع بمنطقة الظهر، وعلى الأكتاف حبيبات من الفلين تساعد على الاتزان في الجلسات وهذه السترة كاملة تساعد الطفل، والإخصائي والأهل.

وأضافت: السترة فيها صندوق به قطع تساعد الأخصائي في المراكز كبديل للغرف الحسية، التي يجب وجودها مع أطفال طيف التوحد لأن معظم المراكز تفتقر لهذه الغرفة.

وبينت: هذه فرصة عظيمة تُمنح لطلبة المدارس، عملنا بروح الفريق مع مديرة المدرسة التي ساعدتنا بالتوفيق بين العمل والدراسة كوننا الآن في مرحلة الثانوية العامة، ومساعدة المدربة ولاء زبيدي والمهندس محمد سلامة، والكثير من الجنود المجهولين الذين عملوا معنا بتعاون وحب لإيصال فلسطين لهذا الانجاز.

من جهته ذكر مدير عام النشاطات الطلابية في وزارة التربية والتعليم عبد الحكيم أبو جاموس عبر موقع وزارة التربية والتعليم: “أن الوزارة تسعى بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي المختلفة، لتوفير الفرص للطلبة لتنفيذ نشاطات تمكّنهم من أن يكونوا مبادرين مبدعين”، مباركا للطالبات ولمدرستهن هذا التميز.

وأوضح أن هذا الفوز المتميز والمتكرر لمشاركات فلسطين بمدارسها وجامعاتها في نشاطات مؤسسة إنجاز فلسطين لدليل على العمل الدؤوب والجهد الكبير المبذول من مختلف الجهات، سواء وزارة التربية أو مؤسسة إنجاز وطواقمها وشركائها من القطاع الخاص، والذي يثمر في كل عام، ويحقق نتائج طيّبة تبشّر بجيل المستقبل.

الاخبار العاجلة