عرب المليحات نقطة استهداف استيطانية جديدة

17 يناير 2022آخر تحديث :
عرب المليحات نقطة استهداف استيطانية جديدة

– نديم علاوي

يطلق جمال سليمان مليحات (35 عاما) العنان لأغنامه من حظيرتها على مقربة من نهاية طريق المعرجات غرب مدينة أريحا، ويتجه بها إلى مرعى تعرف طريقه مسبقا، والذي بات هذه الأيام أكثر خطورة.

وتعرض 120 رأسا من أغنامه إلى محاولة السرقة والقتل 3 مرات خلال الشهر الجاري من قبل مستوطني البؤرة الاستيطانية الجديدة “واد الأبيض” التي أقيمت نهاية العام الماضي.

واليوم، بات مليحات يطعم أغنامه ما يمكنه توفيره من علف ونخالة، والذي يكلفه مئات الشواقل يوميا، نتيجة اعتداءات المستوطنين عليه وعلى أغنامه.

مئات العائلات البدوية من عرب المليحات والكعابنة تعيش على تربية المواشي في المناطق الغورية والشفا غورية بالمعرجات منذ ستينيات القرن الماضي، وبالتحديد بعد أن شردت من أرضها إبان النكبة عام 1948.

يقول مليحات لــ”وفا” وهو يسير بحذر شديد يرعى أغنامه برفقة أبنائه على بعد بضعة أمتار عن مسكنه بالمعرجات، إن نحو 6 مستوطنين ملثمين يرتدون ثيابا تشبه ثياب البدو، مسلحين بالعصي والمسدسات، ولا تتجاوز أعمارهم 20 عاما، هاجموه هو وابنه أثناء رعيهم في المرعى المخصص للبدو بين المنطقتين الشمالية والجنوبية في المعرجات، وحاولوا سرقة أغنامه، قبل أن يتصدى لهم البدو.

وتابع أن هؤلاء المستوطنين لا يأتون إلى هنا لكي يسرقوا الأغنام فقط، “بل ليستفزوننا قدر الإمكان ويجبروننا على عدم إيجاد مساحات مخصصة لنا، والرحيل من المنطقة”.

وقال المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو في فلسطين، الباحث حسن مليحات إن “مشاريع الضم الجديدة لمنطقة الأغوار ستحدثت نموذجا جديدا للاستيطان يتمثل فيما يسمى بالاستيطان الرعوي، بكونه يوظف الثروة الحيوانية في التوسع على الأرض والسعي لإثبات ملكية الأرض للمستوطنين، عبر محاكاة النموذج البدوي الفلسطيني، ويستهدف المستوطنون مساحات واسعة ومفتوحة من الارض ويسيطرون على ما يفوق اي تمدد طبيعي لأي مستوطنة قائمة بقطيع من الأغنام والأبقار يجوب اي ارض فلسطينية تقع عليها عينه وكأنه صاحبها، ثم ما يلبث ان يقوم بنصب خيمته فوقها ويفرض سيطرته عليها، وكل ذلك يحدث تحت سمع وبصر جيش الاحتلال الاسرائيلي”.

ويضيف مليحات إن “قضية السكان في منطقة عرب المليحات بالمعرجات وهم 1200 فرد، أكبر من قضية سرقة أغنام، هي قضية وطنية، في مواجهة خطة إسرائيلية ليست عشوائية تستهدف ترحيلهم والسطو على الأرض”.

ويتابع أن “مضايقات المستوطنين للسكان بالمنطقة تصاعدت منذ منتصف العام الماضي وتنوعت بين عمليات هدم مساكن وإرهاب السكان ليلا، ومنعهم من الرعي في المساحات المخصصة، حيث لم يعد هناك مساحات رعي مناسبة إلا ويكتنفها الخوف والقلق من هجمات المستوطنين”.

وتبعد منطقة عرب المليحات بالمعرجات 6 كيلومترات إلى الشمال الغربي من مدينة أريحا، وتسكنها عائلات من عشيرة الكعابنة، وتضم مسجدا ومدرسة أساسية حتى الصف التاسع. ويعيش سكانها من الثروة الزراعية والحيوانية.

الاخبار العاجلة