إغلاق الاحتلال لبوابة “سلمان” يضيق على المزارعين رزقهم

26 يناير 2022آخر تحديث :
إغلاق الاحتلال لبوابة “سلمان” يضيق على المزارعين رزقهم

ميساء عمر

عشرات المزارعين من قرى العزب الغربي الأربع: “سلمان، والأشقر، وجلعود، والمدور”، وبلدتي “كفر ثلث وسنيريا” جنوب قلقيلية، يعانون منذ نحو شهر من إغلاق الاحتلال الإسرائيلي الجزئي لبوابة “سلمان” بالمكعبات الإسمنتية، ومنع مركباتهم “الخاصة”، ونقل البضائع، والجرارات الزراعية”، من الوصول إلى أراضيهم خلف جدار الضم والتوسع العنصري، ما فاقم من معاناتهم.

بوابة “سلمان” والتي يرقمها الاحتلال بـ”1419″، أقامها على أراضي المواطنين عندما بنى جدار الضم والتوسع العنصري عام 2002، وعزل خلفها نحو 1000 دونم زراعي، بحيث لا يُسمح لأصحابها الوصول إليها إلا بأوقات معينة، ومن خلال تصاريح خاصة تعطى لأيام معدودة.

المزارع عبد الكريم الشيخ (52 عاما) من عزبة “المدور”، يملك 5 دونمات من الزعتر خلف الجدار يقول، “إن الاحتلال الإسرائيلي يقصد من إجراءاته التنغيص علينا، فعاما بعد عام يصعب علينا إمكانية الوصول إلى أراضينا، كانت البوابة سابقا تفتح لـ30 دقيقة على ثلاث فترات خلال اليوم، ثم تقلصت لـ10 دقائق ممتدة على فترتين صباحا ومساء، وبعدما كنا نقطع البوابة ونصل بغضون عدة دقائق لمحاصيلنا بالمركبات، اليوم نضطر للسير على الأقدام لمدة نصف ساعة.

وحسب المزارع علي جلعود (40 عاما) من بلدة كفر ثلث، فإن إغلاق البوابة بالمكعبات دفع به إلى سلوك طرق التفافية وقصد بوابة أخرى، تسمح بدخول المركبات لنقل ثمار الفراولة التي يقطفها يوميا لتسويقها، وهذا الأمر ضاعف من طاقته ووقته وماله.

ويضيف قائلا: “لم يكتفِ الاحتلال باعتداءات المستوطنين المتكررة على الأرض، ولا بالتحكم بالصادر والوارد عبر البوابة من أسمدة وأدوية علاجية لازمة لتحسين الإنتاج والخصوبة، بل ويضيق علينا طريقنا في الوصول إليها”.

وأما المزارع محمد الأشقر (35 عاما) من عزبة الأشقر الذي يعمل بالزراعة خلف الجدار لإعالة اسرته، يرى أن هدف الاحتلال عرقلة عمل المزارع ودفع المزارعين إلى العزوف عن الزراعة، مضيفا: “هذا الأمر يؤثر على اقتصادنا نحن العائلات محدودة الدخل والتي تعتمد بشكل كبير على هذه الأراضي ومواسمها، نطالب بإزالة ليس فقط المكعبات بل البوابة بأكملها لنتمكن من دخول أراضينا وزراعتها بسهولة ويسر”.

من جهته يقول عضو مجلس العزب الغربي أحمد مصطفى جلعود لـ”وفا” إن نحو 200 فرد ينتفعون من العمل خلف البوابة بالأراضي الزراعية، ومنهم من يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل أساسي لهم، وكثير من مزروعاتهم بحاجة إلى قطف يومي وعناية مستمرة كالزعتر والفراولة والأفوكادو والجوافة، والاحتلال يصعب إمكانية وصولهم إليها، فهم يسيرون لمسافة الـ3 كيلومترات ذهابا وأخرى إيابا للوصول إلى اراضيهم.

ويبين جلعود ان هذه القرارات جديدة قديمة يحاول الاحتلال من خلالها تنفيذ مشاريعه الاستيطانية الهادفة إلى السيطرة على الأرض بعد هجرها من قبل المواطنين، فالمركبات تحمل تصاريح، وبالتالي ليس هناك مبرر لوضع المكعبات ومنعها من ممارسة عملها.

ويتابع:” بالرغم من تضافر جهود الجهات المختصة للمطالبة بإزالة المكعبات، إلا أن الاحتلال يرفض ذلك قطعا، ويطلب من المزارعين سلك طرق وبوابات أخرى للوصول لأراضيهم إذا كانوا حريصين عليها، ما يعني انه يتعمده تكبيد المزارعين معاناة فوق معاناتهم الأساسية المتمثلة بتواجد البوابة أصلا”.

ويختم قائلا: “إن اجراءاته هذه لن تثني المزارعين عن فلاحة ارضهم والعناية بها، فهم مستمرون بعملهم رغما عن انف الاحتلال وجبروته، فالأرض ارضنا ولن نسمح بالمساس بها وسرقتها بأي طريقة كانت”.

بدوره قال رئيس قسم الإعلام في مديرية زراعة قلقيلية أسامة أبو حمدة، إن هذا الأمر أدى بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى تكبيد المزارع تكاليف إضافية بنسبة 30%، موضحا أن المزارع كان ينقل بضاعته مباشرة من أرضه إلى الحسبة المركزية بواسطة المركبة التجارية بسعر تكلفة النقل وهي 5 شواقل على الصندوق الواحد، أما الآن فهو يدفع 10 شيقل أجرة الصندوق الواحد، كونه يلجأ إلى بوابة أخرى بإجراءات تفتيش معقدة والمسافة أطول، كما ان هذا الأمر سبب قلة جودة الثمار وبالتالي ضعف سعرها عند بيعها بالأسواق.

وأضاف “كانت تبلغ تكلفة وصول المزارع إلى أرضه ذهابا وإيابا 14 شيقلا، وليصل الى أرضه يدفع اليوم 22 شيقلا ذهابا وإيابا، ما يعني انه أصبح يدفع أجرة إضافية بنحو 240 شيقلا شهريا.

وتابع: “لهذا الأمر بات المزارع يخفض من عملية قطف الثمار يوميا، ويتجنب إدخال الأسمدة اللازمة لرعاية الأرض وخاصة في ظل الظروف الجوية البادرة، ما أدى إلى تراجع إنتاج المحاصيل الزراعية بنسبة 20%، وهذه النسبة ستتضاعف إذا ما تم معالجة الموضوع، وإزالة المكعبات الإسمنتية والسماح بدخول المركبات.

الاخبار العاجلة